Wednesday  11/05/2011/2011 Issue 14104

الاربعاء 08 جمادىالآخرة 1432  العدد  14104

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

بلل الأوراق بدمع الحبر وانتظر جفاف السطر كي تقرأ مرثية الصبر.

انزف شعور الدفء حين يحاصرك الصقيع... أشعل المواقد كي تتدفأ أطراف الجسد

من مبسم الصبح تهجأ سطور اليوم وانثر الصخب هنا على جبين البشر.

دع الذكرى تفوح اطيابها والبس الصبر ثوبا وانتظر... انتظر، فلست الوحيد ممن تسجل الطيبة ضده. ولن تكون الوحيد فيمن تكن الطيبة فيهم معيبة.

مثلك يجب أن ينتظر.... عليه أن ينتظر موسما قد يأتي... قد يفرج عنه صبح قد يجيء

احملني إن كنت تستطيع على كتف الأماني وازرع الأرض بكفك واروها فإن الأرض لن تبخل.... ستعطي والسنابل الخضر ستملأ الفضاء إطرابا وشدوا.

دع نسمات الفجر تلاطف حبات العرق المتفصدة من جبهة عطائك. نقل بصرك سترى أن العصافير لا تخشاك.. ستقترب منك.. تشعر بأنك فرحا لها.

الأيام حتما ستعري والحرف يظل الشاهد والأوراق مدونة ومن يقرأ ما دونته ذات يوم يدرك بأن من يموت من هؤلاء سيترك مشعل ضوء.. إرثا يميط اللثام عن حقائق قد أخفيت... طمست.

دع الأيام تمضي في رحلة الحياة.. ابتعد قليلا عن الدرب.. تأمل.. دقق.. سترى بعينيك ما لم تره حين كنت في معتركها.. ستعرف أكثر.

هي الأيام أخذتنا... هنا.... هناك... فرقت وجمّعت... لكن المحصلة واحدة... نلتقي في لحظة مسروقة من عمرنا... نتمنى العودة إلى تلك الذكريات ببساطتها لكنها تعني لنا الشيء الكثير... يبتدئ المشوار في ركض لن يوقفه إلا الرحلة إلى المثوى الأخير.

قبل عامين.. عشرة... أكثر... أكثر... المكان هو لكن الوجوه... بل القلوب ليست هي...

هل تذكر حين التقينا قبل عشرين عاما أو تزيد قليلا.. استهلينا اللقاء بنفس الحديث اليوم وكأن اللقاء كان بالأمس القريب جدا..

هي الأيام تمضي بنا وعجلتنا تسير في مكانها.

اليوم آن لك أن تعود إلى سكة الصبر والتي ربما تطول.... تطول.

انتظر ضحكة البـِشر وربما عناق حزن وصفرة التوديع تعلو الجبين وعيون مترعة بالدمع واكف تلوح مودعة لركب لن يعود إلى الطريق.

الأيام لا تتمدد والحلم النقي بات رماديا والضحكات التي عهدتها صارت تكشيرة تنزع البشر.

قلت لك ذات يوم... قبل عام قبل عامين ربما أكثر..

حين نحب... نؤرخ اليوم... تشعرنا الأيام بطعم آخر... يكون للحضور مذاق وللعيون بريق وللقلب نبضات لها إيقاعها.

حين التقيت بمن أحب تفتق الدحنون ونثرت زهرة البابونج بعطرها وتحلق الفراش من حولنا يجمل الفضاء بألوانه.

قلت لأمي إن الحب أكسير الحياة... أومأت برأسها وكأنها تريد مني أن أزيد..

أكملت الحديث..

حين نحب يا أمي نريد أن نوقف عقارب الساعة... لعل الليل لن يسري كي نرى ابتسامة. ولعل النهار لن يمضي كي نعي قيمة الوقت.

لاشيء غير الحب من يجدد أيامنا... من يحيل جدبنا إلى اخضرار... له تتراقص السنابل وتنحني في حضرته قامات الأغصان.

حين يسكن قلوبنا حب نوصد أبواب الجدب.. نحتمي به من لافح قيظ... يجعلنا نميز بين ليل ونهار.... بين بياض فجر وحمرة شفق الغروب... نتلذذ بطعم الساعات.... نتذوق حلاوة الحياة..

حين يبيض الحب قلوبنا نرى ما حولنا كله بياض... نعشق تباشير الصباح... ننتظر طلوع النهار... ونسامر النجوم... نعشق السحاب حين يلاطف قلوبنا قبل تلالنا بهتانه... نعرف أن للفَـَراش لغة وأن للنجوم دمعة وأن لليل صمت وأن للفجر ابتسامة

في حضرة الحب تولد الحياة وحين يغادر القلوب نشيع رفاتها.

يا أماه... للحب لغة ومفردات ولون وللكراهية شكل وسلوك ولون.

حين نحب نتخطى الصعاب ونتجاوز العقبات وننشر التسامح.... نرى الحياة بلون نقي.... فنكون أنقى....

في حضرة الحب تتجدد حياتنا وتستقيم لغتنا وتغرد مفردات الكلام.

حياة بلا حب.... شجرة بلا إثمار.... أرض بلا ماء.... حياة بلا معنى.

الحب هو.... الثمر.... الخصب... النماء.....هو زوادة الحياة!!!!

 

الزوادة
سليم صالح الحريص

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة