Thursday  12/05/2011/2011 Issue 14105

الخميس 09 جمادىالآخرة 1432  العدد  14105

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

 

لست وحدك !
د. سعد بن عبدالقادر القويعي

رجوع

 

يُبث برنامج «لست وحدك» مباشرة عبر إذاعة جدة، والذي شاع بين متابعين كثر، حين ألقى مُقدمه- الأستاذ- سعود الجهني بجميع أوراقه؛ لتلقي العديد من القضايا الإنسانية، مستحوذا على اهتمام المواطن بأسلوب سهل، يعتمد على لغة بسيطة.

فيعكس القضية من جميع جوانبها، كما يرويها أصحابها- من خلال- الاتصالات المباشرة عبر البرنامج؛ ليبدو أكثر حرية، وحيادا. في الوقت الذي لا يتنازل فيه البرنامج عن كشف الحقيقة، والعمل على الحل الإبداعي للمشكلات، عن طريق إيجاد قنوات تواصل، وتعاون بين المواطن والمجتمع، ورفع مستوى التعاون داخل المجتمع، وكسب ثقته ؛ ليتعانق فيه القول مع العمل، ويغدو عملا منتجا متكاملا.

لم يمارس وزير الإعلام- الدكتور- عبد العزيز خوجه، أنواعا مختلفة من الرقابة على هذا البرنامج، بعد أن امتد عمره أكثر من عامين. بل وأنت تستمع إلى صوته في مقدمة البرنامج، يُشعرك بإنسانيته التي تسبق سلطته. كما يُشعرك بطمأنينة عالية للجانب الذي يقف فيه صاحب الشكوى، وضرورة التأكيد على القيم الأخلاقية التي أرست مبادئها الشرائع السماوية، مستدلا برسالة خادم الحرمين الشريفين - الملك - عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله- بالانتصار للمظلوم، وإعادة الكرامة لمن انتهكت حقوقه، وحريته.

بات الإعلام بجانبيه- النظري والتطبيقي- ضروريا في حياة المجتمعات، وتناول قضايا الناس، وإشاعتها، وتعريف المبادئ الأساسية لحقوقهم، والضغط على الجهات ذات المسؤولية في احترام الحق الإنساني، ورسم اتجاهات الرأي العام، وإعادة تشكيل مدركاتهم، واتجاهاتهم. يتشكل الإعلام الحقيقي من خلال المصداقية، والشفافية، بعيدا عن الخداع، والتشويه المتعمد للحقائق؛ خدمة لقضايا الناس المصيرية، التي يسعى المجتمع إلى تحقيقها، والتركيز على الهمّ المجتمعي في رقعة محلية. وهذا يتطلب- بلا شك- الإحاطة قدر المستطاع، بالواقع الذي نعيش فيه من حيث قضاياه، ومشكلاته. ولكي تصبح تلك القضايا ذات قيمة، فلا بد حينئذ من إيصالها إلى أصحاب القرار في الوقت المناسب، وبالقدر المناسب.

إن الإعلام الهادف، يستطيع أن يأخذ دوره الطبيعي في إيصال المعلومات الحقيقية. بعد أن أصبح الإعلام يُمثل المحور الذي تتحرك عليه جميع نواحي الحياة، والمجتمع. مع السعي ؛ لاستشراف مستقبل رسالة الإعلام، ونقلها عبر قنوات الاتصال، بما يستوعب متغيرات المرحلة الراهنة، وبما يتواءم مع الاستجابة المتوقعة في واقع الحياة؛ لتثمر بإذن الله ثمرات يانعة، تصب في اتجاه الصالح العام، فتفيد الناس، وتنعكس آثارها الإيجابية على المجتمع.

بقي أن أقول: إن القدرة على تلمس حاجات الناس، والتفاعل مع تطلعاتهم، وإتاحة الفرصة لهم؛ من أجل بث همومهم مع العديد من القطاعات الحكومية، والخاصة،- فضلا- عن قضاياهم الحقوقية، والأسرية، والحصول على حقوقهم، هو نوع من التفاعل الإيجابي بين المواطن والمسؤول؛ للارتقاء بالإنسان إلى مصاف العيش الكريم، والعمل على إزالة ما يعانيه بعض الناس من حاجة، أو مساعدة.

drsasq@gmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة