Thursday  12/05/2011/2011 Issue 14105

الخميس 09 جمادىالآخرة 1432  العدد  14105

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الإعلام والمخدرات وجهاً لوجه!
د. محمد أحمد الجوير

رجوع

 

أجمع فقهاء الأمة على تحريم المخدرات، وتحريم إنتاجها وزراعتها وتعاطيها والتداوي بها، ونصوص النقل والعقل صحيحة وصريحة في ذلك، ليس هذا مجال حصرها. ولقد استبان لعلماء الشريعة والاجتماع والأطباء، حكمة هذا التحريم؛ حين وقف الجميع على أضرارها (الدينية والصحية والاجتماعية والخلقية والمالية)، واتفقوا على أنها إرهاب مدمر للشعوب، ومن أجل ذلك سخرت الجهود، لمحاربتها والتصدي لمروجيها ومتعاطيها، وأنزلت بهم أشد العقوبات التي تصل للقتل تعزيراً، كما هو الحال في بلادنا -حرسها الله، التي أضحت مثالاً يحتذى. والإعلام في نظري، يعد الخط الأول للمواجهة، لذا لا غرو أن تحتل وسائله، المراكز المتقدمة للتعريف والتفاعل مع مختلف القضايا، ذات العلاقة المباشرة بالمجتمع، ويتحمل - الإعلام - مسؤوليات كثيرة وأساسية لتحقيق مستوى الوعي العام داخل المجتمع على مختلف شرائحه وأطيافه للتحذير من مخاطر المخدرات. فالإذاعة تصل بسهوله إلى الجمهور المستهدف بغض النظر عن ثقافتهم وتعليمهم، مما يمكنها من تشكيل اتجاهات الرأي العام وتحويله من السلبية إلى الإيجابية، وخاصة موجات (الإف إم). ويعد التلفزيون، المربي لكثير من الأسر، حيث يستطيع أن يخلق رأياً عاماً، ويوجهه الوجهة التي يريدها، وبقدر ما يقدم التلفزيون برامج بطريقة احترافية؛ بقدر ما يكون له التأثير الكبير. وبات الإعلام الإلكتروني هو الآخر، وسيلة عصرية فاعلة جداً، يمكن من خلاله محاصرة هذه الآفة والتضييق عليها وعلى مروجيها؛ فمثلاً الإنترنت الذي دخل كأكبر متحد حقيقي في حياة الأمم في هذا العصر، أصبح في ارتفاع متزايد ومتواصل عند مستخدميه؛ لتعدد مجالات استخدامه، وهو وسيلة باتت جزءاً من واقع حياة الشباب اليومية مما يعني تعرضهم لكافة أنواع الإغراءات سواء تعلق ذلك بالجنس أو بالمخدرات، وهي قوية التأثير، ومواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت( الفيس بوك، وتويتر، واليوتيوب)؛ هي وسائل إعلام مفيدة في هذا الجانب ومؤثرة، يمكن الإستفادة منها في محاربة المخدرات، وهي التي استطاعت أن تسقط وتزعزع أنظمة حكم، ويمكن الاستفادة من هذه المواقع، بالتحذير من المواقع الإلكترونية الهابطة التي تساهم في الإنحراف لدى الشباب وتروج للمخدرات .واستهداف مجتمعنا بهذه الآفة، بات أمراً حقيقياً لا جدال فيه، مما يستدعي تضافر جهود المؤسسات الحكومية والخاصة ومعها المواطن المخلص لوضع الخطط المدروسة لمواجهتها.وهنا لابد من استشعار، أهمية غرس القيم والأخلاق الإسلامية في الشباب منذ نعومة أظفارهم في المدارس وخاصة في مرحلة المتوسط والثانوي، والتأكيد على التوعية الإعلامية في الوسائل المتاحة، وعبر منابر الجوامع والمحاضرات وفي محاضن الشباب، في الأندية الأدبية والجامعات والملاعب الرياضية، والرقابة الصارمة على الإعلانات عن المشروبات الكحولية سواءً في الصحف والمجلات والأفلام والمسلسلات والمتاجر العامة والمواقع الإلكترونية وغيرها، وإعداد البرامج الإذاعية والتلفزيونية بشكل خاص، إعداداً جيداً بعيداً عن الاجتهاد، يشارك فيها نخبة من العلماء الشرعيين والأطباء وعلماء الاجتماع، لتكون أقرب للتأثير والفاعلية، مع أهمية قيام شركات الاتصالات بدورها الوطني الفاعل، واستغلال وسيلة الجوال بالتحذير من المخدرات عن طريق إرسال الرسائل المجانية لكافة المشتركين وبشكل مستمر، وقيام الجامعات وبشكل دوري بتنظيم مؤتمرات تعنى بدراسة ظاهرة المخدرات وكيفية التصدي لها من خلال استقطاب خبراء في علم الإجتماع والنفس والشريعة والطب والإعلام، على غرار ما قامت به جامعة الملك عبدالعزيز مؤخراً، والتي شهدت تظاهرة علمية منظمة، من خلال مؤتمر نحو إستراتيجية فاعلة للحد من أضرار المخدرات، وكان لمشاركة إدارة مكافحة المخدرات فيها الأثر الفاعل والقوي، وهنا لا بد من الإشارة لجهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة العلياء لمكافحة المخدرات، وحرصه الشديد على القضاء على هذه الآفة الخطيرة، والتي تعد شكلاً من أشكال الإرهاب، إن لم تكن أفتك منه، ويبقى الإعلام، هو الخط الأول لمواجهة المخدرات، متى ما قام بدوره المطلوب!!

dr-al-jwair@hotmail.com

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة