Thursday  12/05/2011/2011 Issue 14105

الخميس 09 جمادىالآخرة 1432  العدد  14105

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

تسليم المطلوبين أنفسهم .. ومنه الانطلاق !

رجوع

 

كما كانت صحيفة الجزيرة سبّاقة دوما؛ لإنجاز صحافة وطنية بمهنية عالية، فإنها لا تخيب ظنا كعادتها، حين انفردت بتصريح - سماحة الشيخ - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ - مفتي عام المملكة -، عن باقي الصحف المحلية، وهو يدعو كافة المطلوبين إلى: «استثمار فرصة دعوة وزارة الداخلية؛ للعودة إلى رشدهم، والمبادرة بتسليم أنفسهم».

هذه الرسالة من سماحة المفتي، بتسليم المغرر بهم، والمطلوبين للأجهزة الأمنية، ودون الالتفات إلى اللغط الحاصل، من التخوف عند تسليم أنفسهم، - سواء - من الذين سهل الإيحاء عليهم، ومن ثم توظيفهم لأهداف خاطئة، أو ممن لم يعرفوا حجم المؤامرة التي تورطوا بها. ذكرتني برسالة - الشيخ - سفر الحوالي، حين وجه - ذات مرة - رسالة للشباب المطلوبين، بأن: «يبادروا بتسليم أنفسهم طواعية دون عنف، وأن يتركوا الحكم النهائي للقضاء». وهي خطوة - بلا شك - أفضل من التحرك كالخفافيش في الظلام، والعمل خلف الكواليس، بعد أن تغيرت نحوهم الوجوه، وتغيرت القسمات، واصفرت البسمات.

إن التحرك بروح الفريق الواحد، وإنهاء معاناة المطلوبين، واجب على الجميع. وفي ذلك تحقيق الخير لهم، ولأسرهم، ومجتمعهم، ووطنهم، في العاجل، والآجل. كما أنه من الأهداف المشروعة؛ لتحقيق العدالة، ورفع الظلم، واستعادة الحقوق، والقضاء على الفكر الإرهابي، أو الحد منه. ولا يتحقق ما سبق إلا بمتابعة المطلوبين أمنيا، من الذين تبنوا الفكر الضال، ووقعوا في براثنه.

إن نماذج مشرقة، كانت من أشد المطلوبين شرا، حين غُرر بهم بجهاد زائف، لم تحجزهم الأوهام عن الوصول إلى الحق، ولم تثنها الديجور عن مواصلة طريق العبور، فقاموا بتسليم أنفسهم إلى الجهات الأمنية بعزم، وصدق. وجاهدوا على نشر سياسة المكاشفة، والمصارحة، بصورة غير مسبوقة، بلا تردد، ولا تبديل؛ لإيضاح الموقف للرأي العام، وكشف المنزلقات الفكرية التي تبناها الفكر الضال.

من اطلع على رسائل بعض التائبين من أرباب الفكر الضال - سابقاً -، وقرأ استشهادهم بنصوص شرعية، بعد أن قاموا بتفسيرها بشكل منحرف؛ لتبرئة سلوكهم العنيف، فولدت ثقافة الإرهاب، وأنظمة الإرهاب، سيتبين له من خلالها، نعيق غربان الخارج، لما يتضمنها من مغالطات تفضح، ولا تنفع.

صحيح، أن أفرادا من هؤلاء، امتلأت قلوبهم بالكراهية بدل المحبة، وسعوا للموت بدل الحياة، ووظفوا ثقافة القتل توظيفا أيديولوجيا، لكن علماءنا كانوا على درجة عالية، من الشجاعة في مواجهة الواقع، عارفين بأحواله، جريئين في تشخيصه، وعلاجه. فقاموا بتبني تصحيح الأفكار الضالة، مما يتطلب تحصينا من الانزلاق في هكذا متاهات؛ لأنها جاءت من بيننا.

د. سعد بن عبد القادر القويعي

drsasq@gmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة