Friday  13/05/2011/2011 Issue 14106

الجمعة 10 جمادىالآخرة 1432  العدد  14106

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

القرآن الكريم يبني النفوس على الصلاح والتقوى
د.عبدالله بن عبدالرحمن الشثري *

رجوع

 

من توفيق الله - تعالى- لهذه الدولة المباركة أن شرفها الله بخدمة القرآن الكريم والحث على تعلمه وتعليمه والعمل به وإتباع أوامره منذ قيام هذه الدولة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وبهذا العمل بوأها الله مكانة عالية في العالم كله، ورفع ذكرها، وأعلى من منزلتها وهذا معنى قوله -تعالى-:{لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}، وقال -تعالى- مبيناً فضل هذا القرآن: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}، ومن تأمل في واقع الحياة في مجتمعنا الآمن وجد أن العناية بالقرآن الكريم آخذة وجوهاً متعددة من ذلك الدعوة إلى مدارسته وتلاوته وحفظه، فأقيمت، المسابقات المتعددة لحفظ القرآن الكريم وتجويده.

ومن عناية هذه الدولة المباركة بالقرآن الكريم عقد المسابقات لحفظه وتلاوته ومنها المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، وتعد هذه المسابقة من أفضل الأعمال وأجلها التي يقدمها سمو أمير منطقة الرياض لأبناء وبنات هذا الوطن لتكون طريق التنافس لهم والتسابق فيما بينهم على أشرف عمل وأعظم علم، وقد تفضل سموه بتقديم جوائز مالية عالية للفائزين في المسابقة من البنين والبنات تشجيعاً لهم على حفظ القرآن وتلاوته، لتقوى صلتهم بكتاب ربهم، وليظهر أثره في حياتهم، وليكون عاصماً لهم من انحراف فكري أو سلوكي.

وهذه المسابقة تحمل أهدافاً سامية، ورسالة عالية، وآثاراً طيبة، ومعالم تربوية للناشئة، فهي تظهر عناية الدولة وجهودها في خدمة القرآن وعلومه، ودعوة الناس إلى العمل بها وتُثبت في عقول الناشئة منذ الصغر الاهتمام بالقرآن وعلومه.

) ومن ذلك ربط الناشئة بالقرآن وطلب الهداية منه لتكون أخلاقهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم في واقع الحياة معبرة عن مكانة الإسلام، وهديه ووسطيته، لأن هذا القرآن هو طريق الهداية إلى كل خير كما قال الله - تعالى-:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.

) ومن أهداف المسابقة أنها تحفظ أوقات الناشئة من البنين والبنات، فإذا كان الطلاب والطالبات لا يَصِلُون إلى نهاية المسابقة إلا بعد المرور بتصفيات أولية تجعلهم يرتبطون بالقرآن والسنة قراءة وحفظاً ومراجعة فيكون أكثر وقتهم في الحفظ والمدارسة وهذا في حقيقة الأمر فيه مصلحة راجحة ومطلب مهم في حياتهم لأن أنفَسَ ما يصرف فيه الوقت والجهد أن يكون في طاعة الله، ولا سبيل إلى ذلك إلا بمعرفة القرآن وتلاوته، والوقوف على هدايته.

) ومن أهدافها أنها تَبني عقول الناشئة على الصلاح والتقوى، وتُهذب نفوسهم على الأخلاق والآداب السامية، فلا يجنحون إلى منكر، ولا يقدمون على معصية بل يزيدهم ذلك رسوخاً وثباتاً على الحق والهدى، ويعرفون كذلك الحقوق الواجبة عليهم لربهم -جل وعز- والحقوق الواجبة عليهم لغيرهم، ومن أخصهم الوالدان وصلة الأرحام، ففي القرآن حث وتأكيد على هذه الحقوق والقيام بها.

) ومن أهدافها أنها تربط الناشئة بعبادة ربهم، والمحافظة على أوامره، ومن أعظم ذلك تحقيق التوحيد، وإقامة الصلاة في أوقاتها، والمداومة على النوافل، وفعل الخير، والتعاون على البر والتقوى، واكتساب العلم النافع والعمل الصالح، وتصنع جيلاً صالحاً في نفسه، وفي مجتمعه، فإذا تربى الناشئة على هدي القرآن ونوره وعلى العمل به أوجد لديهم معرفة بما يدور في الحياة، وحينئذ لا يتأثرون بما يقع فيها من أمراض الشبهات والشهوات التي كثر دعاتها في هذا الزمن؛ لأن القرآن الكريم يدعو صاحبه لأن يكون مطيعاً لله، متبعاً لهدي نبيه -صلى الله عليه وسلم- ظاهراً وباطناً عملاً بقوله - تعالى-:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.

) ومن أهداف المسابقة إيضاح سلوك الباطل وبيان عقوبته والتنفير منه والبعد عنه، ومن ذلك الإفساد في الأرض والبغي والاعتداء والقتل وأعمال الإرهاب وارتكاب الفواحش، فكل هذه الآفات حذر القرآن منها، وأنذر وتوعد الله فاعلها بالعقوبة العظيمة، فإذا وقف الطالب والطالبة على هذه النصوص التي تُحذر من ذلك كرهها وأنكرها وأعرض عنها ونفر منها.

) ومن الآثار الحسنة لهذه المسابقة ما يحصل للناس من الاجتماع والاعتصام بحبل الله الذي هو قرآنه بينما نجد كثيراً من الناس يقع في الفتن والاختلافات بسبب بعدهم عن هدي القرآن فنجد مجتمعنا -بحمد الله- ظاهراً فيه روح التآلف والتلاحم والاجتماع بين قيادته وشعبه مما جعلنا لحمة واحدة وصفاً متماسكاً، فالقرآن الكريم دعى إلى ذلك وأكد عليه كما في قوله -سبحانه-:{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، وهذا من أعظم النعم وأجلها أن يتحقق هذا الأصل العظيم في بلادنا.

) ومن خلال السنوات الماضية لهذه المسابقة يرى الناظر أثرها الكبير في واقع المجتمع من حيث الإقبال والتنافس على مراكزها الأولية حتى أثمرت - بحمد الله- ثمرات طيبة تُوعِد بمستقبل زاهر ومشرق لكل من يشارك فيها، وتفتح له آفاقاً بعيدة المدى من النجاح والتوفيق في حياته، فجزى الله الأمير- سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، الذي دعم هذه المسابقة وساندها منذ قيامها، وأعد لها الجوائز المالية العالية وقدمها تشجيعاً منه لأبنائه وبناته لتقوي صلتهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم، وليظهر أثرها في حياتهم وعلى مجتمعهم، ولتكون صوناً لهم وحفظاً من كل ضال يؤثر على عقولهم.. والله ولي التوفيق.

* وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة