Friday  13/05/2011/2011 Issue 14106

الجمعة 10 جمادىالآخرة 1432  العدد  14106

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

ظاهرة التطوع... والحركة الكشفية
يوسف بن سليمان الهاجري

رجوع

 

المجتمع السعودي يملك العديد والكثير من القيم والعادات الاجتماعية المحمودة، ويتسابق نخبة من شباب الوطن إلى تعزيز هذه القيم ونشرها في أوساط المجتمع وظهرت لنا العديد من المجموعات التطوعية الشبابية وقامت بأعمال تطوعية جبارة، مثل إنقاذ الغرقى في بعض السيول التي أصابت بعض مدن المملكة أو المشاركة في العديد من البرامج العامة والاجتماعية، ونقلت لنا بعض وسائل الإعلام مواقف فردية تطوعية مثل أبطال حائل الذين أنقذوا المرأة من السيل وتم تكريمهم من ولاة أمرنا -وفقهم الله- وفي كل يوم تطالعنا الوسائل الإعلامية بالعديد من المجموعات والملتقيات والمواقف التطوعية المشرقة لأبناء الوطن.

ومن المهم التأكيد على أن مفهوم التطوع بالمملكة متأصل منذ تأسيسها، فالمبادرات الإنسانية لمساعدة المنكوبين والمحتاجين والمنكوبين والطائرات الإغاثية والحملات الطبية والمستشفيات المتنقلة، وكذلك الجمعيات الخيرية للفقراء والأيتام وأصحاب الحاجات، كلها وغيرها نماذج مشرقة لولاة أمرنا في مجال التطوع وترغيب المجتمع له, وبالتالي رأينا آثار ذلك في شبابنا وحماسهم نحو التطوع وخدمة الآخرين وتقديم المعونة والمساعدة والخير للناس.

وانطلقت في وطننا حركة تطوعية شبابية في عام 1363هـ،وتوالت السنين عليها وهي تزداد ثباتا وتنظيما وحضورا وخبرة وتنوعا، حيث تكونت أول فرقة كشفية في مدرسة تحضير البعثات في مكة المكرمة وكان لنشاط الفرقة أثره في نشر الحركة الكشفية بسرعة بين المدارس وما أن تحولت مديرية المعارف إلى وزارة في عام 1373هـ، حتى أنشئ فيها إدارة للتربية الرياضية والاجتماعية وكان من اختصاصاتها العمل على نشر الحركة الكشفية بمدارس المملكة، وفي عام 1375هـ, صدر أول نشرة لتنظيم الحركة الكشفية في المدارس الثانوية والمعاهد العلمية، وفي عام 1376هـ أصدرت إدارة التربية الرياضية والاجتماعية تعميما بنشر الحركة الكشفية في المدارس الابتدائية حيث بدأ فيها تشكيل فرق الأشبال.

ثم زادت أهمية الحركة لكشفية فأنشئت جمعية الكشافة العربية السعودية بموجب المرسوم الملكي رقم 22 في 1381هـ، واعتبارها كمنظمة ذات شخصية، وتلا ذلك تسجيل الجمعية عربياً عام 1960م، وفي عام 1963م سجلت عالمياً، وقد تبنت الجمعية في مسيرتها أول مشروع تطوعي لخدمة ضيوف الرحمن على مستوى العالم الإسلامي في موسم الحج عام 1382هـ، ولازال العمل به مستمراً حتى الآن-ولله الحمد.

دعاني للحديث عن الحركة الكشفية هو الاهتمام المتزايد بثقافة التطوع المجتمعي في الآونة الأخيرة ولعل من آخرها لقاء منتدى الغد 2011م الذي كان تحت شعار»نحن والشباب شراكة» والذي عزز العمل التطوعي لدى شبابنا، فأجدها فرصة لدعوة الجميع للاستفادة من الحركة الكشفية لقدمها في هذا المجال وتخصصها في مجال الشباب والصغار وتواجدها في مدارسنا وأحضان وزارة التربية والتعليم، والدور الملموس لها في ميدان التطوع وخاصة جهودها المبذولة في موسم الحج والذي يشارك فيه أكثر من 3000 كشاف لخدمة ضيوف الرحمن، وتحظى الآن باهتمام واضح من وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، وبحرص شديد من نائب رئيس الجمعية الأستاذ الدكتور عبدالله الفهد ونخبة من القادة الكشفيين التربويين.

والمنهج الكشفي يقوم على تعزيز القيم ومساعدة ونفع الآخرين ونشر التسامح والابتسامة ومعاونة الجميع، وتهتم الكشافة بجميع المراحل العمرية في جميع المراحل الدراسية: الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية، وهي في نفس الوقت تقوم ببناء الطفل والفتى والشاب بناء متوازنا في مجالات متعددة: دينية ووطنية وكشفية ورياضية وصحية وعلمية وبيئية وثقافية، وتغرس الروح الجماعية في أعضائها ومحبيها، فأكرر دعوتي لكل محبي التطوع بالمملكة العربية السعودية بالاستفادة من الحركة الكشفية السعودية والتعرف على منهجها وتنظيمها وأنشطتها، وأرجو من الله للجميع التوفيق والسداد.

سائلا المولى أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.

إمام وخطيب جامع والدة الأمير عبدالعزيز بن فهد بحي الفلاح

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة