Friday  13/05/2011/2011 Issue 14106

الجمعة 10 جمادىالآخرة 1432  العدد  14106

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

نظرة في السياسات الإيرانية تجاه الخليج العربي
خالد ضيف الله مظهور الشراري

رجوع

 

تبرز للجميع أهمية طبيعة واتجاه العلاقات بين دول الخليج العربي وإيران راهنا ومستقبلا لكونهم يحتلون إقليما جغرافياً يعد أحد أهم أقاليم العالم وأكثرها حساسية في العلاقات الدولية والإقليمية، وهو الإقليم الخليجي، الذي يشهد توترات بين الحين والآخر.

وبالمقابل تحرص إيران في سياساتها الممتدة لعقود على إثارة المخاوف والهواجس وأن تبقى قائمة دائماً عند العرب عموماً ودول وشعوب الخليج العربي على وجه الخصوص فمراحل تطور ومؤشر العلاقات الخليجية الإيرانية منذ ما قبل الثورة الإيرانية وحتى عهد الرئيس أحمدي نجاد، ذي السياسات الاستفزازية الصريحة تؤكد أن لإيران دائما هدفاً إستراتيجياً يتمثل في الهيمنة ومد نفوذها السياسي والديني على منطقة الخليج.

وقد اتضح ذلك جلياً في استمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية لبعض دول الخليج، وفضلاً عن إشعال وإذكاء الخلافات الصريحة حول قضايا عديدة منها أمن الخليج والنزاع حول الجزر الإماراتية الثلاث، فضلاً عن الخلاف حول برنامجها النووي الإيراني وما تثيره من مخاوف حقيقية لدول وشعوب المنطقة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل هي تسعى حثيثاً إلى إذكاء وإثارة الحساسيات والنعرات الطائفية والعرقية في بعض دول الخليج لأغراض سياسية واضحة، منها على سبيل المثال تحسين شروط تفاوضها مع الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، على حساب مصالح دول وشعوب الخليج العربي وتعريض أمنها للخطر.

ومع أن العلاقات الخليجية - الإيرانية منذ مرحلة ما قبل الثورة الإيرانية عام 1979م وحتى اليوم لم تشهد عداءً كاملاً أو صداقة كاملة ولا حتى حسن جوار إلا أنها عكست حقيقة مهمة وهي أن لإيران مشروعها الإقليمي القومي، وأنها تعتبر أن منطقة الخليج العربي الركيزة الأساسية فيه، سعياً واستهدافاً نحو تحقيق مشروع الهيمنة الحصرية الإيرانية في هذا الإقليم الحيوي للعالم أجمع. ومنذ الشاه وإيران تسعى لتحقيق سيادة إقليمية على منطقة الخليج العربي، كان مؤشرها احتلال الجزر الإماراتية، وبعد الثورة أكد الخميني صراحة على مسألة تصدير الثورة بثوبها (الطائفي) إلى دول الجوار والمنطقة العربية وكانت هذه الثورة تمثل تحدياً حقيقياً أمام دول الخليج العربي التي تضم مكوناً شيعياً تنظر إليه طهران بكونه امتداداً طائفياً دينياً لها متناسية أن هذا المكون هم عبارة عن مواطنين ينتمون إلى دولهم وأقطارهم وليسوا رعايا إيرانيين.

حاولت إيران استخدام هذه الورقة كقوة ناعمة لفرض تدخلها في شؤون الخليج، وقد استطاعت حتى الآن توظيفها من خلال لعبها على الوتر الطائفي والمذهبي الحساس، واستخدمت دعمها الصريح وغير الصريح ولا تزال كذلك للمكونات الوطنية من الطائفة الشيعية، الأمر الذي يعد تدخلاً سافراً في شؤون دول الخليج وتهديداً مستمراً للنسيج الوطني لمجتمعات ومواطني دول الخليج، فهي تعمل على زرع بذور الفتنة الطائفية وزعزعة مسألة الولاء والانتماء عند المواطنين، على نحو من محاولة فرض مرجعيتها الدينية على هؤلاء بذرائع شتى وإضعاف ولائهم للدولة والوطن، وعلى الرغم من تأكيد الشيعة على تأكيد ولائهم لبلدانهم فإن هذا لا ينفي مع استمرار إيران العزف على نغمة الولاء المذهبي وارتباطهم بصورة أو بأخرى بالمرجعية الدينية سواء في قم أم النجف.

لقد جاءت بعض مظاهرات التأييد التي شهدتها بعض دول الخليج تأييداً لحزب الله في الحرب مع إسرائيل عام 2006م مؤشراً واضحاً على تشابك العوامل الدينية مع السياسية في العلاقات الإيرانية الخليجية، وما يجري اليوم من سياسات إذكاء الصراع وإثارة الاضطرابات خير دليل على الإستراتيجية القومية لإيران ولكن بلباس ديني مذهبي. فإيران تحاول أن تستغل اليوم ما يجري في العالم العربي من أحداث وتحولات لصالحها استثمارها سياسياً ومذهبياً، ولا تتورع في التدخل في الشؤون الداخلية لدول وشعوب بعض دول الخليج العربي.

إن إيران مع الأسف بإمكانها أن تكون دائماً جزءاً من المشكلات الإقليمية عندما ترغب في التصعيد والتدخل، ولكن من جانب آخر فإنه يعود إليها في الواقع أن تقرر أن تكون جزءاً من التعاون المشترك والتهدئة والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، ولكن عليها أن تكف عن توظيف الورقة المذهبية في علاقاتها مع الخليج، وأن تمتنع عن «التحريك الطائفي» والتحشيد الغرائزي - الديني -، وتقديم نفسها مرجعية الشيعة في العالم، واستخدامهم لأغراضها وسياساتها في صراعها مع الغرب، وتوظيف وتوطيد علاقاتها مع الشيعة في الخليج ولبنان والعراق بعيداً عن الرابطة المذهبية ولأغراض سياسية، الأمر الذي يعد تدخلاً في شؤون الدول الخليجية، وإبقاء الأمن الإقليمي في حالة توتر وصراع وعدم استقرار، ما ينعكس على المنطقة بأكملها، ولا يخدم تقدم نمو شعوبها.

Kh_alsharari@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة