Sunday  15/05/2011/2011 Issue 14108

الأحد 12 جمادىالآخرة 1432  العدد  14108

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كنت أعتقد أن ما تشهده الرياض من شح في المياه هو نتيجة لدخول فصل الصيف واحتياج الناس للمياه بشكل يفوق الفصول الأخرى بخلاف عدم هطول الأمطار في ذلك الفصل من العام واحتياج الزراعة للمياه بكميات تفوق بمراحل تلك التي تحتاجها في فصل الشتاء أو الربيع والخريف،

أو أن يكون ذلك بسبب أعطال في مشاريع تمديدات المياه لأحياء الرياض.

وبغض النظر عن ما نسمعه - على خطورته - من الإخوة (المصريين في الغالب) العاملين كمشرفين أو مراقبين لعمالة الشركات المتعاقدة مع الأمانة أو مصلحة المياه من أجل إصلاح الأعطال، بأن المواد الأساسية المستخدمة لتمديد المياه غير صالحة من حيث جودتها أو من حيث مناسبتها لبعضها البعض كالمثال الذي طرحه أحدهم بأن الرابط أو ما يسمى بالكوع الذي يربط بين مصدر المياه لحي معين (الماسورة) أصغر بكثير من المطلوب ما يجعله قابلاً للكسر نتيجة عدم تحمله لضخ المياه، الأمر الذي يجعل المياه تتسرب تحت الأرض وحتى يشتكي أهالي ذلك الحي تقوم تلك الفرقة بأعمال الحفر واستبدال ذلك الرابط بعد أن تكون المصلحة قد أوقفت تمديد المياه عن الحي وارتفعت أسعار صهاريج المياه لأقصاها، أقول بغض النظر عن ذلك رغم خطورته المتناهية كما أسلفت، إلا أنني أتساءل دوماً عن أسباب انقطاع المياه في فصل الشتاء أو الربيع وبدون وجود أعطال كالذي ذكرت.

لا يستطيع عاقل إلا أن يشيد بالجهد غير العادي الذي تبذله الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وأمانة مدينة الرياض ونحن نرى بشكل مستمر إنجازات عدد من مشاريعها التي لابد لأي محايد أن يشيد بها وبالعمل الذي صاحبها لإخراجها بالشكل المأمول، فيلاحظ بجلاء مدى التطور الجمالي في ميادين وشوارع وطرقات مدينة الرياض من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها حيث يندر أن تجد أحد الميادين العامة الثماني والعشرين التي لم تطلها أيدي التطوير.

فمن تطوير جوانب الطرق السريعة التي تشق المدينة إلى تطوير ميادينها العامة والتي باتت معالماً واضحة لكل من يجوب تلك الشوارع وقد هالني حقيقةً حجم التغير الذي حل بمنطقة التقاء طريق الدائري الجنوبي مع غرب الرياض خلف أسواق عتيقة حيث كانت تلك المنطقة نقطة تلوث واضحة من خلال أنهار الصرف الصحي التي كان يشاهدها كل من استخدم تلك الطريق وكان يعاني منها كل من يسكن في نواصي تلك المنطقة وإذا بها اليوم أصبحت منطقة جمالية في تشجيرها وتوزيع مسارات المياه بها وزادها جمالاً تلك النافورة التي وضعت في أحد أطرافها.

لكن ما يلاحظ هو معاناة المواطنين المتكررة مع المياه ولا أعلم على من يقع اللوم في ذلك إلا أنني وبحكم أن أمانة مدينة الرياض والهيئة العليا لتطويرها هما الجهتان المسؤولتان أمام المواطن عن ما يمس معاناتهم فمن الطبيعي أن يتم على الأقل توجيه السؤال لهما إن لم يكن اللوم والعتب، فكيف لعائلة بسيطة أن تدفع أسبوعياً ما يزيد عن خمسمائة ريال قيمة صهريجين من المياه في السوق السوداء نتيجة انقطاع المياه عنهم؟ أقول ذلك برغم علمي أن الجهة المسؤولة عن المياه تقدم صهريجاً أسبوعياً - كما ذُكر لي - مجاناً لمن تنقطع عن منزله المياه إلا أن ذلك لا يحدث بالشكل الجميل الذي يتم عرضه، حيث يستلزم ترك رب الأسرة لعمله وملازمته الهاتف للحديث مع الموظف المختص مراراً وتكراراً دون جدوى، وإن أراد أن يذهب بنفسه لحجز صهريج مياه بالسعر الرسمي تفادياً لدفع أضعاف قيمته في السوق السوداء، فيلزمه أن يذهب ربما قبل صلاة الفجر لعله يخرج بصهريج عند صلاة الظهر.

لابد أن يتم إيجاد حلول سريعة وجذرية تُخرج المواطن من هذه المعاناة، خصوصاً أن فاتورة المياه عادةً لا تصدر دونما مخالفة بمائتين ريال نتيجة خروج الماء من منزله للشارع حتى وإن كانت كمية المياه قليلة لغسيل فناء منزله أو سيارته داخل ذلك الفناء، لابد من عمل إجراءات تنهي هذه المعاناة وبشكل عاجل، لعل أهمها مرحلياً القضاء على السوق السوداء التي يستفيد منها بعض المواطنين الذين لا أزعم تبعيتهم لجهة معينة، ثم فرض عقوبات صارمة على المقاولين تصل لعدم منحهم أية مشاريع مستقبلية والتشهير بهم إذا ما ثبت لدى الجهات المسئولة تلاعبهم بمقاييس ومواصفات المواد المستخدمة في إيصال المياه للأحياء، ثم التفتيش الحقيقي على المنازل لمعرفة من قام بتركيب مضخات سحب للمياه عندما يتم ضخ الماء للمنازل وأخيراً إيقاف السماح نهائياً بمنح تراخيص حفر آبار ارتوازية للمنازل مهما كان حجمها ومهما كان مالكها.

وعلى صعيد المدينة بأكملها، لماذا لا تقوم الأمانة أو الهيئة بنزع الأشجار من الطرقات واستبدالها - إن كان وجودها أساساً ضرورياً - بأشجار بلاستيكية كتلك التي يتم تركيبها داخل المجمعات التجارية وتحمل منظراً جميلاً جذاباً، خصوصاً أنه لا يتم الاستفادة مطلقاً بثمر تلك الطبيعية التي تزرعها الأمانة أو الهيئة بل على العكس تماماً، فهي تستلزم الكثير من المياه والعناية والاهتمام، وهي بذلك تستنفذ المال والماء.

كثيرة هي المؤسسات والجهات الحكومية التعليمية منها أو الخدمية التي تقوم بزراعة أشجار النخيل في جنباتها، حتى ليكاد يصل أعدادها لمئات الآلاف ويكفي نظرة واحدة لجامعة الإمام أو جامعة الملك سعود أو وزارة الشئون البلدية والقروية لإثبات ذلك، يتم استنزاف الماء لسقايتها واستنزاف المال للعناية بها ومع ذلك لا يُستفاد من ثمرها.

هي مجرد فكرة للحفاظ على الثروة المائية لدينا قبل حدوث كارثة، فيقيني أن الجميع يُدرك أن الإنسان وحياته أهم من تزيين ميدان بعشرات النخيل ومئات أو آلاف الأمتار من العشب الطبيعي بينما يوجد ما يمكن أن يحل محله ولا يحتاج لما يحتاجه الإنسان من ماء. إلى لقاء قادم إن كتب الله.

 

الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والمياه
عبدالله بن سعد العبيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة