Sunday  15/05/2011/2011 Issue 14108

الأحد 12 جمادىالآخرة 1432  العدد  14108

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

لماذا لا تُنفَّذ الأوامر ولا القرارات، ولا يكترث أحد لشيء؟ فحينما تمنح وزارة التربية والتعليم صلاحيات جديدة لمديري المدارس بشكل يلغي المركزية التي يتحكم بها مديرو عموم التربية والتعليم في المناطق لم تلتزم بعض إدارات التربية والتعليم، واستمرت في ممارسة مركزيتها على المدارس، ولعل ذلك يبرز في تعطيل أهم الصلاحيات الممنوحة للمديرين، وهي صلاحية تعليق الدراسة في المدرسة لمدة لا تزيد على يوم لظروف طارئة يرى المدير ضرورة تعليق الدراسة بسببها، وهو أمر مهم نظرًا للأحوال الطبيعية أو الحوادث الطارئة في محيط المدرسة، وإلا تحوّل المدير كجندي على الجبهة دون أن يملك حق الدفاع عن نفسه وزملائه؛ فيبقى منتظرًا الأوامر!

من الطبيعي أن يقاوم كل صاحب سلطة التخلي عنها، ومن الصعب أن يتخيّل أنه يتنازل عنها لصالح الآخرين، فإدارات التعليم حينما تحارب هذه الصلاحيات، وعددها اثنتان وخمسون صلاحية، فهي تريد أن تبقى الآمر الناهي في تعليم هذه المنطقة أو تلك.

أعتقد أن هذه الصلاحيات من تعليق الدراسة، والحسم على المتغيب أو المتأخر، ونقل المدرّس ضعيف الأداء إلى مدرسة أخرى، هي صلاحيات كبيرة، يفترض ألا تناط إلا بمديرين أكفاء قادرين على مجالي التربية والإدارة، فلا يكفي أن يكون المدير تربويًا كي يفهم في الإدارة، وإلا تحول الأمر إلى عداوات بين المدير والمدرسين، وانتشرت ثقافة المكائد والانتقام في فضاء المدرسة، وانصرف هؤلاء من الشأن التعليمي التربوي إلى علاقات متوترة بينهم.

الغريب أن تعطيل مثل هذه القرارات يجعلني أتساءل: متى إذن سنسمع صوت الطالب؟ متى يكون الطالب شريكًا في المدرسة؛ فالشعوب الآن أصبحت شريكة في صياغة دساتير الدول، ولا يحق للطالب أن يكون شريكًا في صياغة مثل هذه الصلاحيات، ماذا يريد أو ينتظر أو يتوقع من هذا المكان الذي يعيش فيه نصف يومه؟

في الدول المتقدمة يقومون بطريقة رائعة جدًا في فَهْم أحلام الطفولة وطموحاتها، بمنح طفل يتم انتخابه بين عشرات الآلاف من الأطفال؛ ليجلس على كرسي السلطة لمدة أربع وعشرين ساعة فقط، ويتَّخذ ما يشاء من قرارات في شأن البلد، وهي حتمًا ستكون قرارات تنتصر للطفولة وآمالها، تخيلوا لو قررت الوزارة أن تطبق يوم الطالب المدير، وأجلست في كل مدرسة من مدارس المملكة طالبًا على كرسي المدير، وفي الوقت نفسه أجلست المدير في الصف؛ كي يرى كل منهما حالة الآخر ويعيشها، وليتَّخذ المدير الطالب القرارات التي تنصف الطلاب وحقوقهم، وتحقق آمالهم حتى لو كانت متواضعة، تخيلوا كمَّ القرارات الوفيرة التي ستصدر في هذا اليوم الاستثنائي، ماذا لو بادرت الوزارة بذلك، واستأنست بآراء الطلاب عبر هذا الفعل الديمقراطي النبيل؟ ماذا ستصبح قرارات صلاحيات المدير؟ حتمًا ستتغير؛ لأنها ستكون منظورة من منظار آخر، هو الطالب!

أعرف أن كثيرًا من المدرسين سيغضب، ويقول إن الطالب أصبح الآن هو كل شيء، وإن المعلِّم قد سقطت هيبته، ولم يعد له قيمة كما السابق، لأقول إن قيمته سابقًا كان سببها الخوف لا الاحترام، سببها السوط لا الحوار، ومن الطبيعي أن تزول هذه السلطة، وتسقط معها الهيبة الوهمية!

 

نزهات
(أبغى أصير مدير.. ممكن؟)
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة