Sunday  15/05/2011/2011 Issue 14108

الأحد 12 جمادىالآخرة 1432  العدد  14108

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

منطقة الجوف في الرياض
د. علي دبكل العنزي

رجوع

 

عندما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حزمة القرارات الأخيرة، تطلب الأمر بدء الجهات المعنية سواء أمارات مناطق أو وزارات، بتنفيذ تلك الأوامر والتنسيق مع جميع الجهات المعنية بها من أجل الإسراع في وصول نتائجها إلى المواطن. لذلك جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف إلى العاصمة الرياض ومقابلة عدد من المسئولين لتصب في هذا الاتجاه، أي تسريع وتنسيق وتسهيل ما يخص منطقة الجوف من المشاريع التي تضمنتها أوامر خادم الحرمين الشريفين.

استهل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر زيارته للسلام على خادم الحرمين الشريفين يرافقه وجهاء ومسئولو المنطقة وتعزيته بوفاة صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بن عبدالعزيز، وكذلك تهنئته بسلامة الوصول، ونقل مشاعر أهل الجوف إليه. ثم بدأ زياراته لعدد من الوزارات الخدمية التي لها علاقة مباشرة بالمشاريع التنموية لمنطقة الجوف. بالنسبة للتعليم فقد استعرض سموه مع معالي وزير التعليم وخلال زيارته للوزير، خطط وبرامج ومشاريع جامعة الجوف، للارتقاء بها إلى مصاف الجامعات المرموقة ومساعدتها في تطوير برامجها وخططها بما يتماشى مع توجهات التعليم العالي بالتركيز على اقتصاد المعرفة، من خلال تفعيل دور الجامعة في هذا الجانب ومساهمتها في التنمية المستدامة على مستوى المنطقة و الوطن، ومن خلال استثمارها لموارد المنطقة الإنسانية والطبيعية، فالمنطقة غنية بالجانبين، فمواطن الجوف هو امتداد لأقدم حضارة وجدت في الجزيرة العربية، ويملك من القدرات والمواهب ما يؤهله لأن يساهم في تنمية المنطقة المستدامة، ليكون العنصر الرئيس والفاعل في هذه التنمية من خلال التعليم وأثره عليه الذي تقوم به جامعة الجوف. أما ما يتعلق بالثروات الأخرى الطبيعية وغير الطبيعية فالمنطقة تمتلك ثروات هائلة، مثل الزراعة والمياه اللتين تساهمان في تنمية اقتصاديات المنطقة والدولة، حيث تمتلك المنطقة الأراضي الخصبة والمياه المتوفرة، لتكون سلة غذاء للعديد من المنتجات الغذائية للمملكة العربية السعودية وعلى رأسها الزيت والزيتون الذي أصبح له مهرجان خاص به وسمعة داخل المملكة وخارجها. لذلك سوف تساهم الجامعة بمراكزها البحثية في تطوير الزراعة وتقنين المياه في المنطقة، مما يؤهلها لتكون رافدا من روافد الاقتصاد في المملكة العربية السعودية. كما أن انتشار الآثار والجو المعتدل في المنطقة سوف يساهمان في جذب الاستثمار السياحي فيها متى ما هيأت له البنية التحتية.

أما ما يخص الصحة، فقد تضمنت أوامر خادم الحرمين الشريفين إنشاء مدينة صحية بمنطقة الجوف وأطلق عليها اسم مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الطبية لخدمة مناطق المملكة الشمالية، لتشمل مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالجوف، وإنشاء مراكز للأورام، والقلب، والعلوم العصبية، ومستشفى للعيون، ومستشفى تأهيلي لتصبح إجماليها (1000) سرير، و(200) عيادة خارجية، ومبنى للإدارة، وسكن للمدينة. ولذلك كان وزير الصحة أحد محطات زيارة سمو أمير منطقة الجوف لمناقشة تفعيل وتسريع تنفيذ أوامر خادم الحرمين الشريفين في المجال الصحي، حيث إن هذه المدينة ستخدم كافة مناطق المملكة الشمالية - الجوف والحدود الشمالية وحائل وتبوك - وتخفف الضغط على العاصمة، وتلبي حاجات المواطنين في كافة مناطق الشمال الصحية.

يشكل السكن عاملاً رئيساً في خطط التنمية في المملكة العربية السعودية، ولذلك أولى خادم الحرمين الشريفين له اهتماماً خاصاً نظراً لما يشكله للمواطن من استقرار وأمن، فخصص له أكثر من خمسمائة مليار(500) ريال، إضافة إلى إنشاء وزارة للإسكان، تقوم بمتابعة مشاريع الإسكان، واستكمال المشاريع الإسكانية التي تقوم بها الهيئة العامة للإسكان قبل أن تتحول إلى وزارة، وكذلك رفع قيمة الحد الأدنى لقرض صندوق التنمية العقاري إلى خمسمائة ألف (500) ريال، وجعل تبعيته لوزارة الإسكان، والتوجيه لأمارات المناطق والبلديات بتسليمها الأراضي التي سوف يقيمون عليها المشاريع الإسكانية. لذلك جاءت زيارة سمو أمير المنطقة إلى وزارة الإسكان في هذا السياق، حيث تنفذ الوزارة الآن ثلاث مشاريع إسكانية: واحد في محافظة القريات، واثنان في مدينة سكاكا، إضافة إلى خطط أخرى لتوقيع عقود مشاريع أخرى في منطقة الجوف. وقد كان لقاء سمو أمير منطقة الجوف مع معالي وزير الإسكان مثمراً، حيث شكلت لجنة لتسليم الأراضي من أمانة منطقة الجوف إلى وزارة الإسكان برئاسة وكيلي الإمارة والوزارة، مما يسرع في وتيرة عمل تنفيذ المشاريع الإسكانية في المنطقة. كما قابل سمو وزير البلديات والشئون القروية سمو أمير منطقة الجوف لمناقشة تطوير مشاريع المنطقة المتعلقة بأمانة المنطقة وفروعها، والتنسيق بين الجهات المختلفة في الدولة من وزارة الإسكان والصحة والتعليم العالي والعام، وكذلك آلية منح الأراضي، وتسريع تسليم الأراضي إلى وزارة الإسكان للإسراع في تنفيذ مشاريعها، لتلبية احتياجات مواطني المنطقة، وتنفيذ رؤى خادم الحرمين الشريفين في التنمية المستدامة في كل منطقة من مناطق المملكة.

إن منطقة الجوف هي منطقة واعدة جداً في الاستثمار، بكافة جوانبه، سواء الزراعي أو الصناعي أو السياحي وأخيراً المعرفي، من خلال ما تملكه من مقومات وعناصر تساعدها لأن تقوم بدور رئيس وبناء على مستوى الوطن، ولذلك جاء حرص سمو الأمير على تتبع مشاريعها خلال الأسبوع الماضي، يصحبه عدد من مسئولي الأمارة، ووجهاء المنطقة، ليؤكد على المسئولين مدى حاجتها لسرعة التنفيذ، وليمنع أي عوائق تقابل أيا من هذه المشاريع، خصوصاً العوائق البيروقراطية. إن وجود شبكة طرق متطورة وحديثة، خصوصا السكك الحديدية سوف يجعل من المنطقة وكأنها في قلب المملكة لسرعة انتقال منتجاتها إلى أسواق المملكة المختلفة.

لقد كانت جولة سمو أمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز، بناءة وتؤكد حرص القيادة على تتبع احتياجات المواطن وتلبيتها، فالجوف منطقة غنية بأهلها، وفية لوطنها، موالية لقيادتها، ولذلك ليس غريباً أن تحضى باهتمام القيادة العليا، وسمو أميرها، من خلال متابعته الشخصية لمشاريعها وتذليل العوائق التي تعترضها، فراحة المواطن واستقراره وأمنه هو الهم الأول له.

أستاذ العلاقات العامة والإعلام

قسم الإعلام جامعة الملك سعود

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة