Wednesday  18/05/2011/2011 Issue 14111

الاربعاء 15 جمادى الآخرة 1432  العدد  14111

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في خضم الثورات والفتن، والأزمات والنكبات تبدأ هجرات الشعوب زرافات ووحدانا، تستوطن في أقطار تجد فيها ذاتها، في مرحلة من مراحل البحث عن الأمن والاستقرار في الحياة. اليوم يتجدد الحدث، وحركة التاريخ تعود من جديد، لتبدأ حركة المهاجرة، ومن الطبيعي أن تختلف الدوافع والأسباب والعوامل من بلد إلى آخر، ومن شخص إلى شخص آخر، كل حسب نزعاته ونزواته. ليس من الضرورة أن ترتبط هذه الحركات بالنكبات، فاللجوء السياسي، ومحاولة الانفلات من العدالة في بلد ما قد تجبر الإنسان على الرحيل، والبحث عن ملاذ آمن.

في البلاد العربية من المتوقع أن تزداد هذه الموجات، وهذا ما حدث بالفعل، لكن في المملكة العربية السعودية ما حصل هو خلاف ذلك، فبين الحين والآخر تطالعنا الأخبار عن بعض الفئات التي بادرت بالعودة إلى الوطن، وأعلنت تراجعها عما كانت تتبناه من أفكار، ولم يكن هذا الاختلاف مستغربا لدى (الشعب السعودي)، فبعض الفئات التي انقادت لهوى النفس والشيطان، وأغريت بالأماني والوعود، وأعلنت مروقها وخروجها لم تستبن حقيقة الأمر، وأصوات الناصحين إلا في ضحى الغد، كما قال الشاعر:

أمرتهمُ أمري بمنعرج اللواء

فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغدِ

الشعب السعودي، ومن خلفه قيادته الحكيمة الحليمة أصّل فيهم الإسلام روح العفو والتسامح والصفح والبعد عن أي شكل من أشكال الانتقام، لا عن ضعف، أو تهاون، أو مداهنة، أو مجاملة على حساب أمن الوطن والمواطن، لكنها ممارسة السلوك الإسلامي، والمنهج الإنساني، والمبدأ الاجتماعي المتأصل في وجدان هذا المجتمع المتماسك المتآزر المتآلف.

في ظل هذه الظروف القاسية، والأجواء المضطربة، التي يعيشها العالم بأجمعه نجد بعض الدول، أو المنظمات المسيسة تحاول أن تستقطب، أو تستأجر، وبشتى الوسائل بعض العناصر التي أعلنت خروجها وتمردها على أي نظام من الأنظمة، تحت أي غطاء، وتحت أي هدف، وليس من الغريب أن تقدم لهم الامتيازات الوقتية، ومن الطبيعي أن تنطلي هذه الممارسات على بعض الفئات الساذجة، المنسلخة من هويتها الدينية، والاجتماعية، والوطنية، وأي مجتمع من المجتمعات لا يخلوا من مثل هذه النتوءات الشاذة في كيانه، وفي تركيبته، وستظل حتى يرث الله الأرض ومن عليها

في هذا البلد (الأمين) ليست السلطة السياسية، أو الأجهزة الأمنية هي من يفتح أبوابها وقلوبها للعائدين فحسب، بل نجد المؤسسات الدينية، والاجتماعية والتعليمية، ذات الصفة الاعتبارية تمارس دورا كبيرا، عبر القنوات المختلفة والمتاحة لهم للتواصل مع أبناء هذا المجتمع الذين غرر بهم، على حين غفلة منهم، أو لنقل في حال قصور منهم واستيعاب لما قد يجره هذا السلوك المنبوذ من مخاطر على أنفسهم، وأهليهم، ومجتمعهم، ووطنهم وقبل هذا وذاك على معتقدهم الذي هو عصمة أمرهم. هذا هو الفرق بين مجتمعنا والمجتمعات الأخرى.

dr_alawees@hotmail.com
 

أوتار
بيننا وبينهم
د. موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة