Wednesday  18/05/2011/2011 Issue 14111

الاربعاء 15 جمادى الآخرة 1432  العدد  14111

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تحمل المسؤولية قدرة، يمكن بلا ريب تنميتها في الصغير، وغرس قيمها مذ ذاك،..

فالإنسان سيكبر..، سيواجه الحياة..، وبلا ريب فإنه مسؤول بمثل ما هو سائل،.. مسؤول عن أداء كل واجب عليه..، بدءاً بذاته، صحة وعقلا، وسلوكا، ومواقف،.. وبما ليس له انتهاء، نحو الآخرين،.. وبما في هذه المسؤولية من أداء واجب تقدير، لكل أمر يمكن أن يتماس معه..، بما في ذلك الورقة المذيلة بشعار الدائرة التي يعمل فيها، أو الكتاب الذي يستعيره، أو عربة المؤسسة التي ينتمي إليها..

هذه المسؤولية حين تتحول لإحساس يقظ بها..

في تمثل صارم في أدائها وعدم تجاوزها..، فإنها عن بناء داخلي..، هو في الواقع لا يقوم إلا بالتربية، والتدريب، منذ نشأة الفرد.. على أن هناك الكثير من الناس يعرفون حدود مسؤولياتهم تجاه ما ليس لهم، غير أنهم يتجاوزونها، بغواية المنصب، وقدرة القرار، وواجهة الوظيفة التي يقعدون على كرسيها، والتي تمنحهم في ظاهرها ما يطمس تفكيرهم دون التنبه إلى الحدود، بين ما هو لهم، وما هو ليس لهم.. هذا الحد لا يعرف إلا عن ضمير تمت تربيته على معرفة الخط الفاصل في حدِّه، بين الأبيض والأسود، من ليل لا، ونهار نعم..، أما أي أمر يتعلق بمسؤولية المرء..، أي ما يمكن له، وما لا يمكن له في حدود تقديره المسؤولية، وقدرته على تحملها، بما في ذلك من مكابدة شهوة الاستيلاء، أو التمتع بمكاسب، ليست من حق الفرد..

وأقرب شبه لهذا، هم أولئك المسؤولون غير المسؤولين ،.. حين يستغلون وظائفهم في تبديد أموال ليست لهم، في رحلة عمل على سبيل التمثيل، فيسخرون العربات الرسمية لمصالحهم الشخصية، ويدخلون بندا إضافيها رخوا، لتستوعب قوائمه المالية ما هو لهم، من مصاريف شخصية، ومن يمتِّعون أبناءهم في رحلة عمل بما ليس من جيوبهم، كالصرف على وجبات الغذاء أو فواتير الإسكان.. هذا مجرد تشبيه لحالات التفريط في المسؤولية وعدم القدرة على تحملها.. لذا فمن لم يربَّ ضميره، ولم تدرب قدرته على تحمل المسؤولية، منذ طفولته، عندما لا يجد من يحمل له حقيبته للعربة، ولا من يدفع عنه تكلفة حلواه، ولا من يرتب له فرش نومه، ودولاب ملابسه، ولا من ينظف له حذاءه، ويطوي له سجادة صلاته، بل هو نفسه الذي يفعل، بما يحصد من والديه من مال وإن قل، وتوجيه وإن ألحَّ فيه، وتدريبه إن تثقل عليه،..

من لم يربَّ وينشَّأ على هذا، فإنه سوف يتجاوز كل خط أحمر في مستقبله،..

وسيبقى له فقط ضمير الذي في جوفه، وعقله الذي يدرك،..

وبهما يمكنه أن ينجو، إن أخذ على نفسه تربية نفسه من جديد..

فيكون شخصا مسؤولا عن نفسه، فيوفر لها الحماية منها..,

ويكون مسؤولا عن قدرته، فيصدرها حارسة لحدوده، عندما يحملها مسؤوليته،.. ويوظفها نحوها بوعي، وتجرد، وأمانة.

 

لما هو آت
إنها أنت..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة