Wednesday  18/05/2011/2011 Issue 14111

الاربعاء 15 جمادى الآخرة 1432  العدد  14111

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

بدأ مركز القياس والتقويم عمله في عام 1422هـ تقريباً، وقد قام عبر وحداته المختلفة بأداء أدوار مميزة مقارنة بعمره الزمني سواء في إعداد الاختبارات أو تطبيقها، حتى أصبحت قضية اختبارات القياس والتقويم خارج نطاق المناقشة، بعد أن لمست مؤسسات التعليم العالي، بالذات، أهميتها في آلية اختيار الطلاب. هذا لا يمنع أن نطرح بعض التساؤلات والاقتراحات حول عمل المركز.

من أهداف «القياس والتقويم» التي ينشد المركز الوطني للقياس والتقويم تحقيقها ما يلي:

تحديد الخصائص الشخصية والنفسية والعقلية للإنسان وتصنيفها؛ بهدف التعرّف على مختلف جوانبها وتبيّن المتغيرات المتعلقة بها؛ وذلك للوصول إلى القوانين التي تحكم سلوكنا وقدراتنا العقلية بوصفنا أفراداً، وبالتالي سلوكنا الجمعي بظواهره النفسية والتربوية والاجتماعية.

الحصول على معلومات محددة تفيد المجتمع بمستوياته كافة: العام والخاص والفردي. فالمسؤول في المجال التربوي والمجال النفسي والمجال الاجتماعي وغيرها من المجالات؛ يتعيّن عليه بحكم عمله الوفاء بمطالب معينة. فهو مطالب، في مجال التربية مثلاً، بتوجيه الطلاب وفقاً لقدراتهم، وتشكيل فصول دراسية يتجانس أفرادها في مستوى أدائهم. وهو مطالب في الوقت نفسه بتشخيص الحالات غير السويَّة لتتلقى ما تتطلبه من علاج أو رعاية. ومن واجبه، أيضاً، أن يسعى لجعل استثمارات المجتمع في مجالات التعليم والتدريب والعلاج مجزية؛ بتحديد القنوات المناسبة لها.

الاختيار والتصنيف، ويقصد به تحديد مستويات الأشخاص في سمات معينة وتصنيفهم وفقاً للمجال المناسب لكل منهم سواء تعلق ذلك بالنواحي العملية أم التعليمية كالقبول في تخصصات معينة في التعليم العالي. وتظهر سلامة قرارات الاختيار والتصنيف ومصداقيتها؛ عند توافر (أو عدم توافر) التوافق بين المقاييس ونتائجها التي اتخذت على ضوئها القرارات وبين أداء الأشخاص في المجالات العملية أو العلمية التي وجهوا إليها.

تلك الأهداف الواردة بموقع المركز حول المتوقع من اختباراته لا زال تحقيقها غير واضح بالنسبة للجهات المستفيدة من اختبارات المركز فلا زالت أكبر مشكلة يعانيها الطالب خريج المرحلة الثانوية تتمثل في عدم قدرته على اختيار تخصصه المستقبلي. بالرغم أن المركز يشير إلى تحديد الخصائص الشخصية والنفسية والعقلية للإنسان وتصنيفها فإن غير قادر على تقديم تلك المعلومات بشكل واضح للمستفيد من خدمته سواء الطالب أو المعلم أو الجامعة أو غيرها من الجهات الأخرى. أعتقد أنه سيكون مفيداً لو استطاع مركز القياس والتقويم بتطوير اختبارات تحدد الميول للطالب أو تحدد نمطه وبالتالي مساعدة الجامعات في قبول كل طالب في ما يناسب ميوله وقدراته المتعلقة بالميول والمواهب. لا أدري مدى نضج مثل تلك الاختبارات على المستوى العالمي لكن طالما المركز أشار إليها عبر تعريفه لأهداف القياس والتقويم فحتماً نتوقع منه أن يريناها في الواقع العملي وبشكل يمكن فهمة من قبل الجهات المستفيدة من مخرجاته.

الأمر الثاني الذي يحتاج المركز العمل على تحقيقه هو السعي نحو التخلص من الطريقة التقليدية في أداء الامتحانات وتسهيل مهمة أداء الامتحان بالنسبة للطلاب. قد يكون ذلك عبر إنشاء مركز اختبارات بكل مدينة يتم الاختبار فيه عن طريق الحاسب الآلي (بدون ورق) ويكون متاح للطالب أداء الاختبار بعد حجز موعده بالتلفون أو النت في أي وقت يشاء وفي خارج وقت المدرسة. إنني أراه مكلفاً ومرهقاً ومقلقاً أداء كل هذه الاختبارات عن طريق لجان تراقب وأخرى تشرف وأخرى تصحح بينما نستطيع أن نستغني عن جل ذلك عبر استخدام التقنية في أداء الاختبارات إلكترونياً. وبشكل يسهل على الجميع سواء الطالب المختبر أو الجهة التي تختبره، مركز القياس.

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
مركز القياس وبعض التطلعات
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة