Thursday  19/05/2011/2011 Issue 14112

الخميس 16 جمادى الآخرة 1432  العدد  14112

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

مؤلم بلا أدنى شك الانتظار.. مؤلم لأنه يستهلك ما يدخره الإنسان من صبره، ويضع ألف حجاب دونه ودون بريق أمله.. لكنه يصبح مميتا قاتلا عندما يكتشف الإنسان بعد طول صبره واجتراره لكل مخزونات روحه مما يساعدها على الثبات،

أن ما كان ينتظره لم يكن غير حلم زينه في النفس والوجدان عابث دون اكتراث، وأكده غير مبالٍ أمن عقاب ما يفعل، فكان وقع هذا على النفس ألا تجد أمامها غير خيارين أحلامهما أمر من الآخر، أن تموت، أو أن تموت، وما أتعس الدنيا عندما يكون الموت أحسن ما تقدمه من حلول.

بنك التسليف والادخار ، المتعامل معه على أمل الحصول على تمويل لمشروعه الصغير ، لابد أن يفرض عليه أحدهما، وهذا ما حدث مع أخينا السيد متفائل جداً ، فقد تقدم حسب الإجراءات بعد أن أكمل دراسات الجدوى الاقتصادية والاستشارات التسويقية لمشروعه الصغير ، واستوفى كل البيانات التي طلبت منه إلى بنك التسليف والادخار ، والأمل يحدوه للحصول على تمويل لمشروعه الذي صوره على أنه حلم حياته، ظن أن الأمور كما يقرأ في موقع البنك وما يسمع من مسؤولية تعتمد على استيفاء البيانات وأسبقية التقدم لطلب التمويل .. وانتظر ...مر شهر .. شهران .. بل أكثر من خمسة أشهر دون أن يصله ما يطمئنه على حلم حياته، ولو بإشارة صغيرة من البنك تبين له أن الأمور في مسارها الصحيح، وأن الفرصة لا تزال قائمة ليحصل على التمويل المطلوب، عندما طال به الانتظار قرر مراجعة البنك، لكنه لم يجد منه ما كان يقرأه ويتوقعه من الاهتمام والمشاركة، إنما كلمات مقتضبة من موظف الاستقبال بعد منعه من مقابلة أي مسؤول بأن عليه الانتظار وسيتم الإعلان عبر موقع البنك عن معلومات الذين تتم الموافقة على تمويل مشاريعهم، هو لا يمانع أن ينتظر لكنه في تلك اللحظة بالذات شوش فكره فلم يعرف ما الذي يفترض عليه انتظاره.. لكنه ينتظر .. تأتي قرارات خادم الحرمين الشريفين التي اهتمت بتسريع إنهاء متطلبات المواطن ومعالجة معوقاتها، وتعدت هذا بضخ أموال ضخمة لكل المرافق - ومنها بنك التسليف والادخار الموقر - والتي تخدم هذا التوجه وتسرع في تحقيق الأمور ، وظن لكبر تفاؤله أن ما كان يعطل البت في الطلبات الموجودة لدى بنك التسليف قد تلاشى الآن، ولله الحمد من قبل ومن بعد ثم الشكر والدعاء لمن أصدر قراراته الأبوية لتهتم بمثله، وأن الظروف بحمد الله ثم حرص ولاة أمره قد تفككت عقدتها ، الآن يمكن أن يحلم في زمن شحت فيه الأحلام، أنه سيتخلص مما يثقله، ينظر للمستقبل فيرى نفسه يسير دون أثقاله التي يحملها معه في كل مراحل عمره، أخيراً سيرتاح ذهنه وإن أتعب بدنه واستنفر كل مخزونات طاقته وجهده للعمل المرتقب، عزز هذا في روحه ظهور مسؤول البنك الأول مباشرة بعد صدور القرارات السامية وهو يعلن للناس كافة أن كل الطلبات القديمة سيتم البت فيها في مدة لا تتجاوز أسابيع، وأن الطلبات الجديدة لن تستغرق إجراءاتها أكثر من أيام، وأن الخدمات سترتقي لدرجة أن المواطن الغلبان لن يضطر للمراجعة والتعقيب، فكل المعومات التي تهمه ستنشر على موقع البنك الالكتروني .. فتكبر أحلامه – وما قتل الإنسان غير أحلامه - وتطمئن نفسه فموضوعه بين أيدي تحرص عليه وعلى تلبية حاجاته ويفهم أن المسؤول عندما يصرح لوسائل الإعلام لابد أن تحسب تصريحاته بكل دقة، وطفق يتحرك هنا وهناك ويستجمع أموره، لكن الوقت يمر ولا شيء يتغير.

يتصل بالبنك يسألهم عن مشروعه، والجواب لا يزال كما هو لم يتغير عليه الانتظار.. السؤال المحير بعد إن انتظر حتى الآن أكثر من نصف عام : هل يضمن بعدها أن طلب التمويل الذي قدمه ستتم الموافقة عليه أم أنه وهم في كل مرة يعدلون ويغيرون ويراجعون ويستحدثون الشروط سيجد نفسه بعيدا عن استحقاق الحصول على التمويل؟ لكنه لا يجد غير أن ينتظر فرج ربه، فلا يملك خياراً غيره..

أنا لا أعرف لمَ يفرض على المواطن أن ينتظر سنة أو أكثر ليحصل على رد، في هذه المدة الطويلة يموت ويحيا ناس، وتتغير ظروف ومناخات، لمَ لا يتكرم البنك بعد استكمال الأوراق والبيانات المطلوبة بالرد على المواطن الذي قد يقتله تفاؤله وحسن ظنه مباشرة بأن مشروعه مرفوض، ليبحث عن فرص أخرى وقطاع أصدق، أو أنه سيتم تمويله ليعرف فقط وهو ينتظر المجهول أن انتظاره وإن طال له معنى ، أما أن يبقى معلقاً والعمر يسرق منه ثم لا يدري ما سيقال له ففي هذه امتهان له ولحاجته..

والله المستعان ...

naderalkalbani@hotmail.com
 

السيد (متفائل).. وبنك التسليف
نادر بن سالم الكلباني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة