Thursday  19/05/2011/2011 Issue 14112

الخميس 16 جمادى الآخرة 1432  العدد  14112

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يردني عدد من الرسائل على البريد الإلكتروني من السادة القراء التي تحمل الكثير من همومهم وشجونهم وهي تعبر بصدق عن مدى متابعتهم للصحيفة وما يكتب فيها، حتى أننا ربما نقع في بعض الأخطاء غير المقصودة فلا تفوت على القارئ الواعي في هذه الأيام.

من الرسائل المهمة التي ساقها لي البريد مؤخراً رسالة تشير إلى أحدث الأساليب في النصب، حيث أورد القارئ «محمد العمري» ما يؤكد أن هناك تطوراً في كل شيء في هذا العصر، وأن التطور الذي وصل إلى كافة جوانب حياة الإنسان بكل تفاصيلها، ينساق حتى على أساليب النصب التي هي الأخرى تشهد نقلة نوعية، فقد شهدنا وتابعنا منذ عقدين من الزمان الأساليب العجيبة التي يتبعها المتسولون في الأماكن العامة، وإلى جوار المساجد وداخل الأسواق وخارجها، حيث تجد من يقوم بعمل جبس في يديه أو رجليه مدعياً أنه تعرض لحادث خطير، وبعضهم يتخذ من عاهته التي ابتلاه الله بها وسيلة أخرى لاستدرار عطف الناس، وآخر يقف أمام المصلين في أحد الجوامع بعد الصلاة ليعلن لهم أنه أو ابنه مسجون بسبب حق خاص وهو بحاجة إلى جمع مبلغ 100 ألف ريال على سبيل المثال، مستعيناً في ذلك بصك شرعي ربما لا يكون يخصه، ولكوننا شعوباً عاطفية، وشعوباً لا تقرأ فإنه يندر أن يحرص أحدنا أن ينظر إلى ذلك الصك أو يتأمله أو يتأكد من مصداقيته، وإنما تغلبنا العاطفة الفورية التي أدت بنا إلى التصدق بأموال باهظة باسم الصدقات ثبت بعد ذلك أن بعضها يذهب لتمويل الإرهاب، من أشخاص لا يعلمون عن مصير أموالهم التي دفعوها، وثبت فيما سبق أن هناك «مافيا» تقوم بجمع هذه الأموال بهدف الاتجار باسم الصدقة، وهذه الأساليب التقليدية وجدت المكافحة من الجهات المختصة للحد منها، وقد حققت نجاحات واضحة في هذا الشأن.

أرجو ألا يفهم مقالي هذا على أنني ضد الصدقات والعمل الخيري الذي هو من أهم الأعمال التي تقرب الإنسان من خالقه، إنما أدعو إلى أن يعرف الشخص منا أين يذهب ماله الذي يتصدق به، ويتيقن من مصيره، ومن الأفضل أن يعتمد على الجمعيات الخيرية الرسمية والقنوات المصرح لها من الدولة للقيام بهذا العمل.

ولكي لا أخرج عن الموضوع كثيراً دعونا نتحدث عن النقلة النوعية التي يشهدها عالم النصب، فقد تم مؤخراً وكما يعرف الكثيرون استخدام التقنية الحديثة في النصب، فعلى سبيل المثال قد تفاجأ باتصال هاتفي من شخص مجهول من خارج البلاد من دولة إفريقية أو أوربية يخبرك أنك مسحور وأن هناك أشخاصا يتربصون بك، وأن علمه للغيب - من خلال الرؤية طبعاً - جعله يعرف الكثير عن أحوالك، فإذا أردت أن تعرف المزيد من الأسرار فعليك بوضع مبلغ مالي لهذا «الدجال الكبير» الذي يدعي العلم - طبعاً - فإذا قمت بدفع المبلغ المطلوب يكون هو بذلك قد غرر بأكبر عدد ممن وقعوا في حبائله من الجَهَلة وقليلي التعليم وجمع مبلغاً مالياً كبيراً.

والأحدث من ذلك قيام عدد من النصابين - الذين يستخدمون الأساليب الراقية طبعاً - بإرسال رسائل إلى عدد كبير من الإيميلات العشوائية يبشرون صاحب كل إيميل بأنه قد حصل على جائزة كبيرة عبارة عن مبلغ مالي أو سيارة، أو بهما معاً، وينسبون أنفسهم إلى إحدى الشركات الكبرى للسيارات، فيخدعون بذلك أشخاصاً كثر، ويطلبون من الشخص بعد أن يقوم بتعبئة البيانات الخاصة به وإرسالها إليهم كمرحلة أولى، يطلب منه بعد ذلك بوضع مبلغ مالي يمثل قيمة إرسال الجائزة بالبريد، ويتم تصنيف أساليب الإرسال إما بالبريد السريع ويكون المبلغ أكبر أو بالبريد العادي يكون المبلغ أقل، وقد وقع في حبائلهم عدد من المواطنين، ويؤكد القارئ العمري أنه قام بالاتصال على فرع شركة السيارات التي ينسبون أنفسهم إليها في الرياض قبل أن يقع في شرك هؤلاء النصابين، فما كان من الشركة إلا النفي لما يروج له هؤلاء النصابون وحذرته منهم، لكنها لم تقم بعمل أي إعلان عبر وسائل الإعلام كي تكشف حقيقة المحتالين.

أخيراً هناك رسائل sms كثيرة ترد وبشكل يومي إلى جوالات المواطنين تستخدم أسلوب التحايل هذا وغيره من الأساليب التي تستهدف جيوب المواطنين والتغرير بهم لجمع أكبر عدد من الأموال، وليس هناك أي محاسبة من الجهات المعنية لهذا الأمر، وعلى الرغم من أنها مسئولية مشتركة بين جهات متعددة من ضمنها شركات الاتصالات إلا أنها بالدرجة الأولى تعتبر مسئولية وزارة التجارة التي عليها أن تسن قانوناً يحد من أساليب النصب والتحايل، والوزارة لن تعدم الوسيلة المناسبة لمكافحة مثل هذه الأعمال المضرة بالوطن وأبنائه.

Kald_2345@hotmail.com
 

أحدث أساليب النصب
خالد الخضري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة