Thursday  19/05/2011/2011 Issue 14112

الخميس 16 جمادى الآخرة 1432  العدد  14112

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كنت قد قلت هنا كلاماً تحت عنوان: (وآتوهن حقوقهن) أي النساء، وتواصل معي رجلٌ يكنى بأبي خالد سبق وأن جمعتني به بيئة العمل الإعلامي وعرفت عنه نباهته وظرفه، هذا الثناء يشفع لي بأن أتعامل مع رأيه الذي أبداه عن الصورة المعاكسة للعنوان الوارد في السطر الأول بالمصداقية وعدم الانحياز منه لطرف دون آخر من الرجال والنساء، فهو كما يؤكد فإن للنساء منا حق الرعاية والتقدير والإعزاز وللرجال منهن مثل ذلك كلٌ فيما يخصه، وشدد على ضرورة وأهمية استيعاب مضامين قول المولى جل وعز: (وجعلنا بينكم مودة ورحمة) وأن نتفهم المعاني السامية للكلمتين مودة ورحمة، وأن من حسن الروابط الزوجية ونجاح مشروع تكوين أسرة مستقرة هو تفعيل وتكريس هذه المعاني وتطبيقها عملياً وتعليمها لأجيالنا وعدم الاكتفاء بترديدها في المجالس على الألسنة، وفي القلوب شيء آخر. وروى قصة سمعها من المحيطين به مختصرها أن زوجة كانت تعبر أمام النسوة عن أمانيها بأن يأخذ الله أمانة زوجها الموظف في قطاع يمنح تعويضًا أو بدلات للمتوفى على رأس العمل؛ وذلك لتخرج من ضائقة العيش وأن تنعم ببيت ملك لها ولأطفالها، في إشارة منها أن زوجها في وضعه الحالي لا يوفر لها متطلبات المظهر العصري لتبدو بين النسوة كما تريد هي لا كما يمليه واقع حال زوجها ذي الدخل المحدود. وقصص أخرى مماثلة عن نساء ينظرن نظرة خارجة عن مفهوم المودة والرحمة والتعاون والرضى بالمقسوم، وكان الاتفاق على أن هذه حالات نادرة وقليلة يخيم عليها نقص الوعي بالمسؤولية الزوجية الأسرية. وجاء في حديثه أن أكثر ما يؤرق الأسر ويسبب المشكلات الزوجية ثم كثرة الطلاق هو الغلاء الفاحش في المساكن وإيجارات السكن وفي المواد التموينية وفواتير الخدمات، ما أرهق كاهل الكثيرين فعجزوا عن تجاوز تلبية المتطلبات الضرورية فكيف بالكماليات وإرضاء الزوجات؟! وقلت لعل في أوامر خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - بشأن المشروعات الإسكانية ما يحل الأزمة ويطيب الخواطر, والذي عند (أبو متعب) بإذن الله قريب.. وحبَّذ محدثي التوجه لصرف بدل سكن مرحلي مناسب لشرائح اجتماعية بأي صيغة يرى المخططون مناسبتها موازية للاتجاه لحل (قضية) ارتفاع قيمة المساكن بيعاً وتأجيراً، ومراقبة الأسعار بصفة عامة لما في ذلك من زيادة الاستقرار الأسري والوئام والاطمئنان الاجتماعي وبالتالي زيادة الإنتاجية والانصراف كلياً لخدمة الدين والمليك والوطن، وعدت لأؤكد لأن رأيي تابع لرأي الدكتور عبد العزيز الخويطر - متعه الله بالصحة والعافية - إذ قال في أحد كتبه بل وعنونه بأن (النساء رياحين) أو كالقول المنسوب للطفيل بن كعب الغنوي:

إن النساء رياحين خلقن لنا

فكلنا نشتهي شم الرياحين

وبالمناسبة فلعله من الأجمل أن أُهدي كل زوجين متجهمين هذا القول لصريع الغواني مسلم بن الوليد الأنصاري:

شكوت إليها حبها فتبسمت

ولم أر شمساً قبلها تتبسم

فقلت لها جودي فأبدت تجهماً

لتقتلني يا حسنها إذ تتجهم

 

النساء رياحين الرجال
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة