Thursday  19/05/2011/2011 Issue 14112

الخميس 16 جمادى الآخرة 1432  العدد  14112

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

يا إلهي منذ نكبة (1948م) والمواطن العربي يعيش على الطوى، إذ كان يقسم لقمة عيشه بين أطفاله وبين جيش الوطن، بل كان حتى أطفاله هم الآخرون يقسمون (سندويشة الفسحة بينهم وبين جيش الوطن هذا إذا لم يتبرعوا بثمن السندويشة كاملاً من أجل (المجهود الحربي)، وأقول منذ تلك النكبة والمواطن العربي وطفله أيضاً يغصان باللقمة قبل أن ينطق واحدهم بالكلمة لأنه سيخضع إلى تهمة (الإخلال بوحدة الصف) إن لم يزج بالسجن بتهمة أكبر اسمها (الصف الخامس) أو بالأحرى (الطابور الخامس).

وما أدرى جيل اليوم بالطابور الخامس فهذه تهمة مطاطة بمقدور النظام العربي آنذاك والذي أعلن حالة الطوارئ منذ النكبة وإلى يومنا الحاضر. أقول بمقدور ذلك النظام أن (يُقنعها) أياً كان من مواطنيه بتهمة أكبر وأقسى وهي (زعزعة الصف) لمجرد أنه قال كلمة واحدة ينتقد وضعاً ما. حتى ولو كانت تلك الكلمة مجرد نكتة لا أكثر وذلك انطلاقاً من المقولة الرسمية العتيدة: (لا صوت يعلو على صوت المعركة)، تلك المعركة التي انهزم فيها النظام العربي مراراً وتكراراً أمام (العدو الغاصب) ولم تفعل جيوشه شيئاً سوى صيانة وتلميع أسلحتها بانتظار النصر (المؤمل) الذي لم يحن حتى اليوم حتى صدئت تلك الأسلحة من قلة الاستعمال أو التلميع الدائم حتى المحو (!!) وبمناسبة ذكر تلك الجيوش التي أكلت كل مقدرات شعوبها في دول المواجهة التي كانت غنية فأصبحت من أكثر بلدان العالم فقراً بحجة (الصرف) على الجيوش من أجل المعركة القادمة!

ولم تكتف بلدان المواجهة تلك بسلب مقدرات أوطانها، بل أكلت من مال النفط العربي الموأزر أضعاف حاجتها الحقيقية وبالرغم من أن النفط العربي ودولة أيضاً قدمها بالإضافة إلى المال ولو على حساب رفاهية المواطن أرواح الجنود من خلال مشاركة جيوش النفط في القتال من أجل الشرف العربي وفوق هذا وذاك لم يسلم النفط وأهله من القدح والنكران والجحود مما ينطبق عليه القول (كالثومة المأكولة المذمومة) رغم فوائدها التي لا تُحصى.

واليوم ودول النفط تريد حقن دماء أشقائها عبر وساطاتها النقية الصادقة من خلال نزيف الدم العربي الذي تسفحه الأنظمة من أجل البقاء الدائم على سدة الحكم على حساب شعوبها التي تنادي بتوفير لقمة العيش الكريم وقليلاً من الكرامة لا أكثر ولا أقل. أقول بالرغم من ذلك ها هي تلك الأنظمة توجه أسلحتها المكدّسة من أجل النصر المؤمل إلى صدور شعوبها التي ضحّت بالغالي والنفيس لتوفير تلك الأسلحة لتلك الجيوش ولم تستمع تلك الأنظمة لنداءات إخوانهم أهل النفط الذين لم يقلوا تضحية عن شعوبهم. فيا للجحود ويا للتوحش المريع.

 

هذرلوجيا
نداءات نبيلة
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة