Friday  20/05/2011/2011 Issue 14113

الجمعة 17 جمادى الآخرة 1432  العدد  14113

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الأسرة جزء لا يتجزأ من المجتمع، بل المجتمع مجموعة من الأسر، وكثيراً ما تبدو على بعض الأسر عادات وظواهر غريبة على المجتمع المسلم الملتزم بقيمه وأخلاقه، ولست بصدد تعداد تلك العادات الغريبة فهي كثيرة، ولكن لفت انتباهي ظاهرة بدأت تؤرق المجتمع

لما قد تؤدي إليه من القطيعة، أعني قطيعة الرحم وهي القرابة.

وخلاصة هذه الظاهرة: أنه فشا في العصر الحاضر -لدى كثير من الأسر- وخاصة عند الشباب من الجنسين - المبالغة في الصداقة مع الآخر من الجنس نفسه، فالشاب له أصدقاء والشابة لها صديقات، وهذا من حيث المبدأ أمر مقبول ولا بد منه في هذه الحياة من باب الصحبة والمؤانسة، والصديق هو الجليس الصالح الذي شبهه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ببائع المسك، وقد قيل: (الصديق وقت الضيق) و(رب أخ لك لم تلده أمك) ويقول الشاعر:

وإذا صحبت القوم يوماً فاصحب خيارهم

ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي

بل الإسلام يحث على اتخاذ الرفيق الصالح لكل من الجنسين فهو يعينك ويدلك على الخير. وليس هذا المقصود بالظاهرة، وإنما المقصود أن يبالغ في اتخاذ الصديق حتى يطغى على من هو أولى منه وهو القريب.

فالمشاهد في وقتنا الحاضر لدى بعض الأسر: إدناء الصديق وإبعاد القريب، حتى فشت القطيعة، ولا يخفى عظم الذنب المترتب على قطيعة الأرحام، فالصديق يخص بالزيارة المتكررة عن طيب نفس، وكثيراً ما يسأل الأب ابنه: أين كنت؟ فيقول عند صديقي، أما العم والعمة والخال والخالة وسائر الأقارب أصبحوا في عالم النسيان، وإذا سألت أحد الشباب متى زرت عمك أو عمتك؟ قال: أراهم في الأعياد ومناسبات الأفراح وفي العزاء. أما الصديق ففي كل أسبوع مرة على الأقل مع تبادل الهدايا والتواصل المستمر، بل هناك من يعد هذه الظاهرة وهي (إبعاد القريب ودنو الصديق) من علامات الساعة الصغرى وقد تحققت في هذا الزمن.

قطيعة الرحم لدى بعض الأسر بلغت حداً لا يمكن السكوت عليه، حتى أصبح منهم من لا يرى أولاد أخيه إلا ليلة زواجهم، وقد حدثني بذلك من يوثق بقوله. بل حدثت قصة غريبة وهي تصادم سيارتين داخل المدينة إحداهما يقودها شاب والأخرى مسن، وبعد التحقيق في الحادث تبين أن المسن عم للشاب وهو لا يعرفه، وهناك قصص أخرى مشابهة لذلك مما يدل على صحة هذه الظاهرة وتفشيها في المجتمع.

وهذا مؤذن بخطر عظيم وطريق مباشر إلى التفكك الأسري، ولا يخفى ما يترتب عل ذلك من المفاسد، ومسؤولية القضاء على هذه الظاهرة تقع على الأبوين في المقام الأول، فلا بد من النصح والتوجيه والإرشاد، وقسر الأولاد على صلة الرحم قسراً فالرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله، اللهم بلغت اللهم فاشهد.

المعهد العالي للقضاء

dr-alhomoud@hotmail.com
 

ظاهرة أسرية
إبراهيم بن ناصر الحمود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة