Friday  20/05/2011/2011 Issue 14113

الجمعة 17 جمادى الآخرة 1432  العدد  14113

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

تحقيقات

 

أصبحت في بعض المنازل المربية والزوجة والأم
هل الخادمات شر لا بد منه؟

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحقيق - خلود الجبر

لا يكاد يخلو منهن بيت إلا ما رحم ربي، فقد أصبحت الخادمة هي السيدة في تلك البيوت فتارة هي الأم المربية وذلك بسبب انشغال الأم وغيابها لفترة طويلة عن البيت، وتارة تصبح تلك الخادمة الزوجة المطيعة الملبية لطلبات وأوامر الزوج؛ لأن الزوجة مشغولة ولا تستطيع أن تلبي طلبات زوجها.. ولكن هل استشعرنا الجوانب السلبية لوجود الخادمات على منازلنا وعلى حياتنا الزوجية وعلى أكبادنا.. هذا ما سنتعرف عليه من خلال التحقيق الآتي:

بداية سألنا الأستاذة فادية الأحمد عن موضوع تحقيقنا في مدى تأثير أؤلئك الخادمات، وكيف أنهن شر لابد منه فقالت: حقيقة أرى أن وجود الخادمات في بيوتنا يجلب بعض المشكلات لأطفالنا وبيوتنا وعاداتنا وتقاليدنا, فالخادمة تأتي عادة بثقافة وعادات وتقاليد مختلفة عما هو موجود في مجتمعنا الإسلامي، وتزداد خطورة الأمر عندما توكل للخادمة مهام أكثر من صلاحيتها بالاهتمام بالبيت فقط، عندما توكل لها مهام الاهتمام بالأطفال فيبقى الطفل على تعلق وقرب كبير من الخادمة في ظل انشغال الأم بالعمل أو غيره، فينشأ جيل يمكن أن يسمى بجيل الخادمات.

أما الأستاذة سمية تشه صحفية قطرية فقالت: لا يمكن أن ننكر دور الخادمة في حياتنا اليومية، حيث أصبحت تشكل جزءًا مهمًا من مجتمعاتنا العربية، لاسيما الخليجية نظرًا لانشغال الأب والأم بأعباء الحياة التي لا تنتهي..! فالخادمة اليوم أصبحت هي الأم وهي الأب وهي المعلم وكل شيء، وللأسف هناك بعض الأسر تلجأ لـ «الخادمة» بدافع «الرفاهية» لا «الحاجة» وكثير ما نرى فتاة في بداية حياتها ورزقت بطفل واحد لديها خادمة! مما أوجد بعض المشكلات، فكل يوم نسمع ونقرأ عن جريمة بطلتها «خادمة» وضحيتها «الأسرة» التي تضع «الخيط والمخيط» بيد الخادمة وهذا أمر مؤسف حقًا، وهناك أسر تعمتد اعتمادًا كليًا على الخادمة في تربية الأبناء وتحمّل مسؤولية البيت، ومع مرور الوقت تصبح الخادمة «الأم» الفعلية للأبناء و»زوجة»مع وقف التنفيذ! والكلام يطول في هذا الموضوع، لكن في نهاية الأمر أنصح كل أم ألا تترك الخادمة تتواجد أثناء وجود زوجها في المنزل، وأن تحرص دائمًا على مراقبة الخادمة وسلوكياتها أمام الأبناء. وأود في هذا الصدد أن أسرد لكم قصة من واقع الحياة، تقول إحدى ضحايا الخادمة: «لم أكن أتصور في يوم من الأيام أن أذوق طعم المرارة والقهر من أقرب الناس لي وهو زوجي الذي وثقت به وأعطيته كل ما أملكه دون مقابل، إلا أنه قابل ذلك بالنكران والجحود. أن يأتيك الظلم والإجحاف من شخص غريب أهون بكثير من أن يأتيك من أقرب الناس، ففي لحظة ضعف ضرب بكل شيء عرض الحائط وتزوج بخادمتي الفلبينية والتي لا يتعدى عمرها الـ(19) عامًا، بل وأنجب منها طفلتين وطفلا آخر في الطريق!».. وتواصل: ترجع تفاصيل معاناتي عندما استقدم لي زوجي خادمة فلبينية لتعينني على نظافة وترتيب المنزل, وفي المرة الأولى التي دخلت منزلي انتابني شعور غريب بعدم الراحة، وطلبت من زوجي باستبدالها إلا أنه رفض ذلك وطلب مني أن أصبر ريثما أتعود عليها، وكنت في كل مرة ألاحظ سؤال زوجي المتكرر عنها، لكنني لم أكن أبالي لذلك؛ نظرًا لصغر سنها، حيث إنها في عمر إحدى بناتي، والحقيقة كنت أتعاطف معها وأحاول قدر الإمكان أن أمد لها يد العون وأن أساعدها حتي في أعمال المنزل كي لا ترهق، لكن للأسف سرقت مني زوجي ودمرت أسرتي، وأنا أقف صامتة مكتوفة الأيدي!. لا فتتة إلى أن هناك الكثير من الخادمات هدفهن الأساسي من المجيء هو الزواج والاستقرار لا العمل.. واستطردت قائلة: «خادمتي لم تكن جميلة بقدر ما كانت خبيثة تلون كالحرباء، فلم نكن نعرف لها وجهًا وكانت تعمل بصمت مخيف، إلا أنه في ذات مرة استيقظت من النوم فلم أجدها، وجلست أبحث عنها في كل مكان لكن دون جدوى، واتصلت بزوجي الذي أخذ يهدئني ببعض الكلمات على أمل أن تعود للمنزل من جديد، ومرت الشهور والسنوات ولم تعد، وفي أحد الأيام ذهبت لصالون مع ابنتي لأتفاجأ بوجود خادمتي هناك والطامة أنها هي من تترأس العمل وكأنها صاحبة الصالون! لم أبال لذلك وانسحبت بهدوء تام كي لا تشعر بوجودنا، وبعدها أخبرتُ زوجي بما رأيته لكنه بيّن لي أنه قد تنازل عن كفالتها لشخص آخر منذ فترة طويلة ولابد أن أنسى موضوعها لأنها لم تعد تمثل لنا شيئاً، ومضت الشهور لأكتشف بعد ذلك وبمحض الصدفة عقد زواج شرعي بين زوجي وخادمتي ما أدى إلى إغمائي، وحينئذ لم أشعر بنفسي!». وأضافت: «وعندما واجهته بالحقيقه أانكر في بداية الأمر، ثم أوضح لي أن الزواج من الخادمة ما هو إلا مصلحة لإنجاز بعض أاعماله، خاصة وأنه يعمل في مجال الأعمال الحرة، ابتسمت ابتسامة ساخرة في وجهه لتأتيني صفعة قوية أدركت من خلالها أن حياتي الزوجية انتهت وأن زوجي أصبح ملكاً لخادمتي، حيث أصبح لا ينام في المنزل ولا يأتينا إلا في الأسبوع مرة واحدة، وغير ذلك اكتشفت بأنه قد أنجب منها طفلتين والثالث في الطريق، بل اشترى لها صالونًا نسائيًا في أرقى المناطق، ومازالت قصة معاناتي مع زوجي مستمرة».

هربت الخادمة

وبالنسبة لمن عاشت تجربة هروب مع خادمة، فهي الأستاذة زينب البدراني إحدى معلمات تربية خاصة بالمنطقة الشرقية، فقد سردت لنا قصتها قائلة: الخادمة بدرية خدمت عندنا خمس سنوات، كانت علاقتنا معها جدًا ممتازة وكان أبي يعدها فردًا من أفراد العائلة لكنها بعد عودتها من إجازتها أصبحت تطلب شرائح جوال كثيرًا وبشكل ملحوظ، وفي يوم خرجت بدون أخد أي شيء من أغراضها أبدًا بحثنا عنها كثيرًا ولم نجدها وبعد ساعات من البحث المتواصل، فتحت جوالها لتطالب أبي أن يساعدها وأن يمد يد العون لها فأخبرتنا أنها في قبضة الشرطة، وضلت تتصل وتتصل ولا أحد يرد عليها.. قبضت عليها الشرطة ولم يخطر ببالنا أنها قد تخون أو تهرب، وما أاود قوله هو مهما عاشرت الخادمات لا تأمن لهن جانباً.. وفي النهاية فعلاً هن شر لا بد منه.

تحديد مهامها

أما هياء ناصر الجبر (طالبة جامعية) فقد قالت: وجود الخدم في المنزل نعمة ونقمة في الوقت نفسه، وأغلب الأشخاص في البلاد العربية يرونها ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها ويأخذون هذا القرار دون معرفة المشكلات الصحية والنفسية والاجتماعية والتربوية أيضًا التي يخلقها وجود الخدم في المنزل وعلى الأطفال خاصة، فهن وسيلة جدًا خطرة لتعليم أطفالنا سلوكيات خطيرة يجلبنها معهن من دولهن ومجتمعاتهن، فالمعروف أن لكل مجتمع عادات وتقاليد ليست كغيرها والأطفال لبنة طرية يسهل تشكيلها كما يريد الشخص، ولترك الأطفال معهن خطورة قد لا يدركها البعض بل الأكثرية من الأهل والوالدين خاصة ما نتمناه هو أن نراعي الله في فلذات أكبادنا، وأن لا نتركهم عرضة للخادمات، وتحدثت قائلة: إنها نعمة في حال تحديد الهدف والمراد من وجودها في المنزل، وتوظيفها في المكان المناسب، وأن تكون مساعدة لربة المنزل فقط وألا يتعدى دورها المساعدة، لأنها إذا أصبحت هي ربة المنزل أصبح كل شيء بيدها وهي الآمرة الناهية، وأضافت أنه يجب قبل أن تأتي الخادمة للمنزل أن يجلس الأب والأم مع بعضهما البعض ويحددا مهامها في المنزل وإعطائها الأعمال التي تخصها فقط.

فئة قليلة

أما الإعلامية نجاة باقر فقالت: الخادمة أو المربية أو مدبرة شؤون المنزل، كلها مسميات واحدة وهي السيدة التي تساعد ربة المنزل. ولكن هناك فئة والحمد لله أنها قلة وهي التي تترك للخادمة أن تفعل ما تشاء من طبخ وتربية الأبناء وشراء كل ما يحتاجونه من كتب، وهي التي تخرج معهم للمدن الترفيهية وتذاكر لهم، أما سيدة المنزل فهي مرتاحة طالما أبناؤها هادئون وهي تستغل الوقت في النوم والتسوق ولقاء الصديقات، هذا بالطبع إهمال جسيم من الأم أولاً والأب ثانيًا لأنهما أعطيا الخيط والمخيط للخادمة حتى إنهم لا يشرفون على عملها، فهم لا يدرون ما ذا يأكلون، هل هم مرتاحون أم لا، وهنا نجد الأطفال يتعلمون بعض العادات السيئة، وعندما تريد الخادمة السفر فإنهم يمرضون لغيابها. فالمفروض أننا نجلب الخادمة لتعين ربة المنزل وليس لأخذ دورها.

مثلاً الأم تعمل فهي بحاجة لأحد ليجلس مع أطفالها أو حتى يستقبلهم عند العودة من المدرسة، والأم الحريصة لا تترك أبناءها للخادمة طوال الوقت.

مظاهر اجتماعية

أما الأستاذة أمل آل علي رئيسة قسم الإعلام والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، فقد بدأت حديثها بسؤال قائلة: الخادمة هل هي حجة أم حاجة؟

وتضيف: لم تعد الخادمة حاجة ضرورية في بعض الأسر بقدر ما هي مظاهر اجتماعية.. فكثيرات من الأمهات يظنن بأن جري الخادمة خلف الطفل طيلة الوقت والمبالغة في مراعاتها له تعد من الوجاهة الاجتماعية، وللأسف يتغافلن عن الآثار السلبية التي من المحتمل أن تنجم عن تلك الوجاهة، ولا يقتنعن بذلك الخطأ إلا بعد أن يقع الفأس بالرأس وتحل مصائب الخادمات من حوادث بل وكوارث يروح ضحيتها الأطفال. وبرأيي الأم هي المسئولة أولاً وأخيرًا عن أطفالها، ولا أرى أن تتعدى مسؤوليات الخادمة عن مساعدة ربة الأسرة في تدبير المنزل، فكم من حوادث سمعنا عنها أُركنت ملفاتها في المستشفيات تحت اسم الإهمال، ولا عتب على الخادمة إذا غفلت عن الطفل وقد استغفلته أمه مسبقاً!. ومن الغرابة حين ترى الخادمة هي من تصحب الطفل لأماكن الترفيه أو حتى للتسوق!.. فكيف لوالدته أن تثق إلى هذا الحد بتلك الأجنبية؟.. ولا أجد مبرراً لذلك إلى أن المظاهر الخادعة ولدت غشاوة على عين الأمهات، هشاشة لغوية ناجمة عن غياب لغة الأم، من ناحية أخرى فإن للخادمة دورا في هشاشة الأسس اللغوية لدى الطفل، حيث إنها تؤثر بتفاوت درجة اكتساب الطفل للغته العربية، ومن ثم قد يتأخر الصغير عمن هم في مثل عمره الزمني في تعلم اللغة، ولفظ الحروف الصحيحة، واكتساب المفردات الواجب تعلمها، بل قد يتعلم لغة المربية قبل أن يتعلم اللسان العربي، وإن ملازمة الخادمة للطفل لفترات طويلة يعد مكسبًا سلبيًا لتعلم لغة جديدة تمتاز بالركاكة اللغوية لدى الطفل. ومن جهة أخرى فإن حالة وجود أطفال في سن التعلم اللغوي، مع وجود عاملة تتقن لغة أجنبية أخرى رئيسية تضطر حينها الخادمة أن تجد لغة فهم مشتركة بينها وبين أطفال البيئة التي تعمل لديها، وتظهر المشكلة حين يبدأ الطفل تقليد اللغة المشتركة بين أسرته والخادمة.

وإن كان وجود الخادمة يعتبر أمرًا ملحًا في بعض الأوقات لملازمة الطفل، ولكن على الأم الانتباه إلى السلبيات التي يمكن حدوثها، مثل المشاكل اللغوية والتقليد ونقل عادات سيئة في أسلوب الحديث مع الآخرين. وأضيف بأنه من الضروري متابعة ومراقبة الأم لأطفالها بنفسها، فالمبالغة في الاتكال على الخدم يشعر الطفل بالأمان مع الخادمة أكثر من أمه.. خاصة إذا كانت الخادمة أول شخص يراه حين يستيقظ ويقضي معه فترة طويلة خلال اليوم، حيث تقوم بإشباع الحاجات الأساسية للطفل من المأكل والمشرب ونظافة الجسم، وتشبع حاجاته إلى الراحة واللعب.. ومن ثم فهي أم بديلة.. وفي هذا ما يبعد الطفل تدريجيًا عن الأم، بل قد لا يسأل عنها عند غيابها، أو وجودها في المنزل، والأعجب أنه قد ينزعج إذا لم يجد المربية أو الخادمة بجانبه، عندما تنشغل عنه عند أداء وظائفها الأساسية في المنزل، وأحياناً قد يناديها كما لو كانت أمه. وحين يجد الطفل أن الخادمة هي التي تقوم مكان أمه بكل شيء ، تبدأ المشكلة الحقيقية لدى الطفل في التشويش لاختياره الصحيح لقدوته في الحياة.

هذا ما فعلته بابني

وتحدثت نورة سعيد الودعاني (موظفة) قائلة: الخادمات هن حقيقة وباء يفتك بنا وبمنازلنا وبأبنائنا، وأضافت: لقد عشت تجربة تعذيب أحد أبنائي من قبل خادمة سبق وأستقدمتها للعمل لأني كنت أعمل ولابد أن يرعى أحد ما ابني الصغير الذي لم يتجاوز عمرة السنة وبضعة أشهر معدودة، تقول: لاحظت تغير مزاج ابني في إحدى الفترات وتغير نفسيته وتعبه وإعياءه المستمر ونقصان وزنه بشكل كبير جدًا، فتقول: لم أشك في الخادمة أبدًا وإنما قلت تغير الجو وانتقاله في مراحل النمو، ولكن حالته بدأت تتدهور يومًا بعد يوم ما جعلني أشك حتمًا ورغم أنفي في الخادمه التي تعمل لدي.

وتواصل الودعاني حديثها قائلة: بدأت أشك في خادمتي فقمت يومًا من الأيام بتركيب كاميرا في أركان المنزل بهدف مراقبتها ومراقبة سلوكها مع ابني، فتفاجأت وذهلت مما رأيت من مناظر تعذيب لابني الصغير رأيتها تضربه وبشدة ومن دون رحمة لهذا الصغير، ووجدتها لا تعطيه الطعام ولا حتى الماء، فانهرت مما رأيت وانصدمت من سوء معاملتها لابني، أدخلت على إثرها المستششفى وأنا في حالة هلع وهول مما رأيت. أحسست أني ضيعت الأمانة فسفرتها، ولكن سرعان ما احتجت لأخرى بديلة لها لترعى ابني فقد صدق من قال: (هن شر لابد منه).

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة