Saturday  21/05/2011/2011 Issue 14114

السبت 18 جمادى الآخرة 1432  العدد  14114

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تحويل المعقد إلى سهل هو المهمة الأساس للعلم، أي علم، وباعتبار جامعتنا المهيبة جامعة الملك سعود والتي تخرجت فيها أصبحت على رأس الجامعات العربية ومن المائة الأوائل عالمياً فأفترض أنها تقوم بالفعل بتحويل المعقد إلى سهل والغامض إلى واضح وبالأخص بعد أن بتنا نسمع عنها الكثير والكثير...

... ولا يمر أسبوع إلا ونرى صور معالي مديرها في الصحف يوقع اتفاقيات أو يُعلن عن خطط أو يحضر مناسبات أو يلقي كلمات والعمل - كهيئة الاستثمار - على تحسين صورة الجامعة بأي طريقة ممكنة وبأي وسيلة متاحة.

حينما كتبت مقالي عن هيئة الاستثمار، قدمتُ له حينها بخوفي من الحقيقة التي لا أعلمها والتي تتمثل في إجازة المقال من عدمه من قبل معلمنا القدير الأستاذ خالد المالك الذي يملك زمام الأمر، وقلت إنني لا أعلم إن كان مقص الرقيب سيتجول فيه ليقضي على بعض ما سيرد به لأنني واقعياً لست كاتباً محترفاً ولدي ربما عمى ألوان فلا أستطيع التفريق بين ألوان الخطوط، لكنني توكلت على الله وعقدت العزم على كتابة هذا المقال للتعبير عما يجول بخاطري عن هيئة الاستثمار التي أسمع عنها الكثير والكثير، ما يجول بخاطري عن مخرجاتها وليس عن شخوص من يديرها، وها أنا أكرر مخاوفي تلك وأنا أتحدث عن جامعة الملك سعود بذات الطريقة وأسرد جملة من المطالبات وإثبات الكثير مما نسمع عنه من مسؤولي الجامعة وبالأخص من معالي مديرها العام الدكتور عبدالله العثمان، وهنا وبرغم يقيني أن العاقل سيدرك أنني لا أتعمد انتقاد شخوص بعينها إلا أنني ومن باب التذكير بالشيء أود أن أكرر أنني حينما أنتقد جهة ما فذلك لا يعني انتقاص من شخصية أحد أو انتقاد شخصي لأحد بل لمخرجات تلك الجهة أو الطريقة التي تدار بها.

لنعد لصلب الموضوع وأقول إنه من الواضح أن جامعة الملك سعود قد لعبت دوراً كبيراً في جذب الانتباه لها وبالتالي للمملكة وأدى ذلك لتحسين مكانة وترتيب المملكة في سلم أو قائمة الدول التي يوجد بها جامعات ذات مستوى عال، بل إن الجامعة قد تقدمت عربياً لمركز لم يحدث أن حصلت عليه أي من جامعاتنا سابقاً ومركزاً عالمياً نفخر جميعاً به، فقط ، أقول فقط لأنني لازلت لم أسمع عن تطابق مخرجات الجامعة مع ما تتطلبه السوق السعودية أو المحلية ولا حتى تحسين مستوى خريجي تلك الجامعة حتى وإن كانوا لا يزالون غير مرغوب بهم في سوق العمل المحلية، ومع ذلك، أقول إن ما قامت به الجامعة من تحسين موقع المملكة في ترتيب مكانتها في سلم أو قائمة الدول الأفضل تعليمياً هو ما لمسته ورأيته و قرأت عنه فقط وذلك يُحسب للجامعة إن كان ذلك الترتيب أو تلك القائمة تعود الجهة التي تُصدرها لمنظمة محايدة تتبع ربما منظمة عالمية للتعليم أو أية جهة محايدة غير ربحية ولا يستطيع كائن من كان أن يؤثر عليها، ويتم تمويلها من منظمات عالمية أكبر.

لكن ماذا عن المخرج المحلي من الجامعة، وقبل الخوض فيه، ماذا عن تفسير جملة الجامعة الأولى عربياً؟ هل ذلك يعني أن الجامعة هي الأفضل عربياً من حيث مخرجاتها التعليمية أو ما تقدمه من أبحاث تطويرية تساهم في تطويع تقنية مستوردة أو خلق تقنية محلية أو تقديم حلول لمشكلات علمية قائمة أو تيسير إقامة صناعات تحويلية متطورة بناءً على بحوث أجرتها تلك الجامعة أو فوز طلابها في أكثر الوظائف المتاحة في السوق المحلية أو تهافت الدول الجارة على طلبتها الخريجين كما يحدث في بعض الجامعات العالمية التي لم يرد ذكر لها حتى في الخمسمائة جامعة الأولى حينما يقوم الكثير من رؤساء الشركات المعروفة بتوقيع عقود مع الطلبة وهم على مقاعد الدراسة في سنتهم الثالثة أو الرابعة أو أن خريجي الجامعة أصبحوا يحملون لغتين أجنبيتين إضافة للغتهم العربية الأم أم أنهم تعلموا ما يزيد كثيراً عما كانوا يتعلموه سابقاً في عهد أصحاب المعالي مدراء الجامعة سابقاً؟.

كثيرة هي الأسئلة التي يجب طرحها على الجامعة، فحينما تقوم بالإعلان عن إنجازها غير المسبوق في رفع مكانة المملكة في قائمة أفضل الجامعات في العالم، علينا أن نتوقف قليلاً لنسأل القائمين على الجامعة عن أسباب ذلك، وعن حيادية التقويم، وماذا أضافت للمملكة، وكم هيأت من فرص عمل للشباب والشابات بالتنسيق مع القائمين على سوق العمل كوزارتي الخدمة المدنية والعمل وماذا قدمت للبلاد بشكل عام، وهل كان لها تأثير في تنافسها للجامعات الخاصة التي افتتحت أبوابها مؤخراً وبدأت الشركات بالتزاحم على خريجيها قبل تخرجهم، وهل أسهمت في إعلاء اسم المملكة بحثياً وهل ساهمت في خلق تقنية جديدة ما، وهل كان لها دور يُذكر في أي نشاط علمي عالمي.

إن لم تكن الغاية أو الهدف من الإعلانات السابقة التي تُصر الجامعة عليها في كل محفل وكل مناسبة عن تغيير مكانة المملكة عالمياً في قوائم أفضل الجامعات، إن لم تكن الغاية تلميعاً فقط لدور الجامعة، فيجب مسارعة الجامعة للإعلان بشفافية عما قدمته لخدمة المملكة داخلياً عبر الإجابة على الأسئلة التي طرحتها في الفقرة السابقة، وتعليلها لرغبة الكثيرين من خريجي الثانوية العامة الالتحاق بالجامعات الخاصة فضلاً عن إيمان كثير من أولياء الأمور الميسورين بإلحاق أبنائهم بالجامعات الخاصة وليس الحكومية التي حصلت جامعة الملك سعود على الرقم الأول عليهم.

إلى لقاء قادم إن كتب الله.

 

جامعة الملك سعود... وتحويل المعقد إلى سهل
عبدالله بن سعد العبيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة