Saturday  21/05/2011/2011 Issue 14114

السبت 18 جمادى الآخرة 1432  العدد  14114

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

جرَّبت وأفراد العائلة في الثمانينات من القرن الماضي ما يُسمى بـ»الكروز»، وهي رحلة على باخرة سياحية تجوب مناطق محددة لعدة أيام حيث جابت جزراً في البحر الكاريبي، ومن شدة ما أعجبتني وباقي أفراد العائلة فقد كرّرناها أكثر من مرة على سفن سياحية أخرى تجوب مناطق أخرى من البحار والأولاد يعبرون سن الطفولة إلى المراهقة إلى الشباب.

ما حفزنا على ذلك لم يكن كِبر حجم السفينة الذي يبلغ عدة أدوار وثمانية مصاعد ومسرحان وقاعات سينما ومطاعم مجانية مفتوحة متنوعة على مدى أربع وعشرين ساعة، بل هو التنظيم الدقيق لنشاطات كل الأعمار، حيث هناك برامج رياضية وترفيهية لمَن هم دون الخامسة وبين الخامسة والثانية عشر وبين الثالثة عشر والثامنة عشر وبرامج للبالغين وبرامج خاصة بالكهول، تشغل أوقاتهم منذ الفجر وإلى ما بعد منتصف الليل.

الغرض من سرد ما تقدم هو أن البرامج السياحية الناجحة هي التي تلبي للمشاركين فيها ما يتوقعون منها، وتنجح السياحة في بلد ما كلما استطاعت أن توفر للسائح أكثر من نوع من أنواع السياحة في آن واحد وتستجيب لمتطلبات كافة أفراد العائلة على اختلاف أعمارهم.

سمعنا في الماضي عن التأشيرات السياحية، لكننا حتى الآن لم نشهد أفواج السياح في بلادنا رغم كل ما تزخر به بلادنا من معالم تضاهي ما لدى الغير، ويتساءل المراقبون عن الأسباب وهل هي متعلقة بعدم اكتمال الدعائم اللوجستية للسياحة وكثرة الضوابط المبنية على الشك والموروث وسد الذرائع، والخوف غير المبرر على القيم والعادات مع أنها مهما بلغ خطرها فلن تكون أخطر مما تعرضه القنوات الفضائية، أو ما توفره مواقع الشبكة العنكبوتية.

قبل أسابيع قرأت تصريحاً عن الاتجاه إلى تفعيل سياحة المؤتمرات ولم استطع إلا أن أتساءل هل توفرت لهذا النوع من السياحة الدعائم اللوجستية اللازمة، من تأشيرات لا تميّز بين المشاركين بسبب الجنس، وقاعات رحبة واسعة وفنادق خمسة نجوم في مناطق المملكة المختلفة ووسائل مواصلات جوية وبرية وبحرية وإعلام نشط وكفؤ وبرامج مواكبة ملائمة للمشاركين ومرافقيهم.

دُعيت قبل أسبوعين إلى حضور لقاء للمحامين في غرفة تجارة وصناعة الرياض كان الغرض منه هو التسويق لمؤتمر نقابة المحامين الدولية الذي سيعقد في إمارة دبي بعد سبعة أشهر، كان على رأس المسوِّقين رئيس غرفة تجارة دبي وكافة أعضاء الفريق المشكّل لإدارة هذه الفعالية، ولكم أن تستنتجوا مستوى الحرفية في تفعيل سياحة المؤتمرات في دبي.

استقطاب السوّاح لأي نوع من السياحة أصبح مهنة عالمية تنافسية بسبب مردوده المادي والمعنوي، والنجاح فيه مرهون برضا السائح وانطباعاته التي سيعود بها إلى مدينته عن مستوى الخدمات وكفاءة مقدميها، وسهولة الإجراءات، وتعدد وسائل السفر وكفاءتها من حيث الأداء والكم والمواعيد، وكل ما يُوفَّر للسائح من أدوات دعم لوجستية تنجِّح سياحته من منظوره هو وتغريه لتكرارها، وتشجيع معارفه على تجربتها.

لا ترمي هذه المفارقة إلى التقليل من أهمية المبادرات الوطنية السياحية، ولكنها تقول إن الفعاليات المساندة للفعالية السياحية الرئيسة أو المكملة لها أصبحت في صناعة السياحة أكثر أهمية من الفعالية الرئيسة وأشد جذباً للسوَّاح من الداخل أو الخارج.

وعليه فإني أتوقع أن يكون ما تقدم من لوجستيات سياحية ضمن عناصر خطة الصديق المهندس عبدالله المبطي رئيس غرفة أبها وهو يصرح بأن السياحة ستدر على اقتصاد عسير سبعة مليارات ريالاً بحلول عام 2015م.

info@almullalaw.com
 

مفارقات لوجستية
احتراف السياحة
د. حسن عيسى الملا

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة