Sunday  22/05/2011/2011 Issue 14115

الأحد 19 جمادى الآخرة 1432  العدد  14115

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

لا يبعد مفاعل بوشهر الإيراني عن الضفة الغربية للخليج العربي إلا أقل من 80 كلم؛ وعمق الخليج لا يزيد عن 90 متراً كمتوسط. لو حدث تسرّب من هذا المفاعل النووي، فإن البيئة في الخليج، بضفتيه، ستصبح غير صالحة للحياة إطلاقاً؛ هذا على افتراض أن المفاعل لإنتاج الطاقة الكهربائية، أما إذا كان لإنتاج أسلحة نووية، فإن الخطر يصبح أكبر وأخطر.

القضية في تقديري لا تحتمل التسويف؛ لذلك فإن منع إيران من إتمام المفاعل النووي بأي ثمن، وبأية طريقة، أياً كان الغرض منه، هي قضية في غاية الإلحاح بالنسبة لنا.

الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان مؤخراً، يضع من المفاعلات الإيرانية، وخاصة في بوشهر، مصدر قلق خطير حقيقي بالنسبة لنا؛ التعامل معها بتراخ يعني أننا نضع كل دول التعاون إضافة إلى العراق قاب قوسين أو أدنى من كارثة بيئية محتملة؛ فإذا كانت دولة في مستوى اليابان تكنولوجياً شكَّلت لها هذه المفاعلات كل هذه الكارثة، فماذا ستشكّل لدولة في تخلف إيران وفوضويتها إذا حدث أي تسرّب نووي من مفاعل بوشهر، أو أصيب بعطل في الأنظمة، أو بسبب كارثة طبيعية مثل الزلازل. إيران تنتشر فيها المنشآت النووية، وقد نشرتها في أغلب مناطق إيران تفادياً لضربها جوياً. فحسب المعلومات المتوفرة هناك منشآت نووية إضافة إلى بوشهر في آراك وقم ويازد وتبريز وطهران وغيرها من المدن والمناطق الإيرانية. وإيران تعتبر من الدول ذات النشاط الزلزالي، وسجلها القريب ممتلئ بالهزات الزلزالية العنيفة، مما يجعل بعض هذه المنشآت النووية معرضة فعلاً إلى هزات زلزالية في أي وقت، الأمر الذي يجعل خطر أن تتكرر كارثة اليابان في إيران احتمالاً قائماً.

ولو سألت أحد الملالي في إيران عن هذه القضية لقال: إن امتلاك السلاح الذري مهما كانت المحاذير ضرورة، على اعتبار أن السلاح الذري الإيراني سيكون رهن إشارة (المهدي المنتظر) - عجل الله فرجه - عند خروجه من الغار أو المغارة التي يقولون إنه ما زال يعيش فيها منذ أن دخلها قبل أربعة عشر قرناً؛ فإذا خرج فسوف يكون الإيرانيون - لا العرب طبعاً - هم مناصريه، ليبدأ الحرب الدينية بهدف فرض العقيدة الشيعية على الناس قاطبة؛ والسلاح الذري هو من (القوة) التي يجب أن تُعد قبل خروجه؛ وفي رأي الملالي أن الله سيحفظ هذه المفاعلات، لأنها أنشئت من أجل الجهاد المقدس، ولا يجب أن تثنينا هذه المخاوف عن امتلاك القوة، وخصوصاً أن خروج المهدي أصبح قاب قوسين أو أدنى كما يُردد ويزعم أحمدي نجاد.

خطورة امتلاك إيران للقنبلة الذرية ليس لكونها دولة متخلفة فحسب، وإنما - وهذا هو الأهم - لأنها دولة دينية كما ينص دستورها، ترى الحروب الدينية بين بني البشر قضية مشروعة، ويتربع على عرشها رجلُ دين يحكمها على اعتبار أنه (الولي الفقيه)، وهو بهذه الصفة مفوّض من الله بالحكم، وبالتالي فإن مثل هذه الأساطير التي يمتلئ بها التراث الشيعي قد تصبح حقيقة على أرض الواقع يوماً ما.

ونحن أصحاب تجربة مريرة ودامية مع مثل هؤلاء (المرضى) الذين يعيشون في الأوهام، ويجترّون الأساطير؛ يحلمون في الليل، وفي الصباح يعتبرون أحلامهم الدموية (رؤى صالحة)؛ أي أنها بمثابة الأوامر الإلهية. لك أن تتصوّر لو أن جهيمان وصحبه، ومعهم (مهديهم) المزعوم امتلكوا قنبلة نووية حين ذاك، فأي كارثة سيؤول إليها العالم. جهيمان وأحمدي نجاد عملياً وجهان لعملة واحدة؛ الفرق أن مهدينا وصحبه لم يكن لديهم من السلاح إلا الخفيف، أما (مهدي) الفرس فسيكون معه قنبلة ذرية!

ومهما يكن الأمر فإذا كان المفاعل الإيراني لإنتاج قنبلة ذرية (جهادية) فقل على العالم السلام. وإذا كان لأغراض سلمية كما يزعمون، فقل على (بيئة) منطقتنا السلام؛ لأن هذه المفاعلات ستكون قنبلة بيئية موقوتة، لا بد أن تنفجر يوماً ما.

إلى اللقاء.

 

شيء من
مفاعل إيران النووي قنبلة موقوتة
محمد عبد اللطيف آل الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة