Monday  23/05/2011/2011 Issue 14116

الأثنين 20 جمادى الآخرة 1432  العدد  14116

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

إليكم ما افتتح به قبل ثلاثة وخمسين عاما رئيس التحرير عدده الأول من مجلة « الجزيرة « في شهر ذي القعدة عام 1379 هـ:

إليكم ما افتتح به قبل ثلاثة وخمسين عاما رئيس التحرير عدده الأول من مجلة « الجزيرة « في شهر ذي القعدة عام 1379 هـ:

لذا فمجلة الجزيرة منبر تستطيع من على قمته أن تنادي بفكرتك أيا كان اتجاهك واختصاصك، وأن تعتبرها مجلتك التي بها وإليها تفز كل ما راودتك فكرة أو أردت نشر دعوة في حدود الأهداف التي اتفقت عليها أنا وأنت متحاشين أن نجعل منها مطية لمدح أو أداة لغرض خاص أو سبيلاً لما يخالف أهدافنا السامية ومثلنا العليا، أو ميدانا للتشهير والتجريح والإسفاف، بل جهاد وعمل وتضحية وصبر. وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين .

التوقيع: عبدالله بن خميس

أرجوكم، بل وأتوسل إليكم أن تعيدوا قراءة هذه الافتتاحية مرتين أو ثلاث. هل تلاحظون شيئا مهما؟. هل تلاحظون التشابه حتى ملامسة التطابق بين أهدافه قبل أكثر من نصف قرن ونظام المطبوعات بتعديلاته الحالية؟. هذا الرجل العملاق كان ينظر بكل وضوح قبل أكثر من نصف قرن إلى ما سوف يحدث من احتمالات الإسفاف والمدح والاسترزاق والتجريح فحدد لمجلته أهدافا سامية ومثلا عليا تحتاج إلى جهاد وعمل وتضحية وصبر. ثم تخيل لو كان رئيس التحرير قبل أكثر من نصف قرن هو أحد رؤساء التحرير اليوم... السديري، المالك، خاشقجي.. إلى آخر الطابور، هل كان سوف يقول آنذاك مثلما قاله ابن خميس أو سوف يرى الأهداف والاحتمالات ويحددها بنفس الوضوح؟. استفت نفسك وأجب.

الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس عملاق كفاح حقيقي وواحد من روادنا الذين حفروا بأظافرهم في صخور البدايات القاحلة ليزرع بذرة أصبحت مع الزمن دوحة كبيرة في عالم الصحافة، ناهيك عن إنجازاته الكثيرة والكبيرة في الأدب الفصيح والشعبي والتاريخ والرصد الجغرافي والتعليم والتحديث والثقافة. في تلك الأيام، أيام البدايات الأولى كان كل شيء يبدو مستحيلا ولا شيء قابلا للتحقيق، وإيجاد شيء من شبه لا شيء مغامرة لا يقدم عليها سوى الرواد والمصابون بداء حب الوطن المضني والمجهد إلى حد الإرهاق والفقر.

يهمني وأنا أعبر عن الحزن العميق الذي أشعر به لفقد أحد رموز كفاحنا الكبار أن أكسب قلوب بعض الشباب من القراء الذين قد يعرفون الكثير عن مشاهير العالم الخارجي في مجالات الحياة الكثيرة، لكنهم لا يعرفون إلا القليل أو لا شيء عن عمالقة وطنهم وعن قصص كفاحهم المجيدة العجيبة، وكيف استطاعوا رغم استحالة الظروف وندرة الإمكانات وشح المصادر أن يصنعوا أشياء كثيرة وعظيمة بكل المقاييس. الشاب الذي يعرف قصة كفاح بيل غيتس وشي جيفارا وغاندي ونيلسون مانديلا، أليس حريا به أن يعرف أولا قصص الكفاح الأشبه بالمعجزات في بلاده لأنها بدأت في وديان ليست بذات زروع. الامتنان والشكر والإعجاب بعظمة الإنجاز يجعل أعظم قصة كفاح قدمت في هذا الوطن هي قصة ذلك العملاق المؤسس الملك عبدالعزيز ابن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، صانع بداية البدايات بعد الله لتاريخنا الحديث، والذي استطاع مع نفر قليل من خلصائه أن يؤلف من القطع المتناثرة والشظايا المتنافرة ما نراه اليوم كيانا مستقرا يوجب علينا أن نحفظه ليحفظنا الله بعنايته. وإلا فالويل لنا إن فرطنا فيه من التناثر والتنافر المتبادل من جديد.

كان أحد العمالقة الذين أنجبهم هذا الوطن الشيخ عبدالله ابن خميس، الذي شق لنفسه طريقا في عالم الصحافة من لا شيء. استكتب ابن خميس بروح وطنية شاملة في عدده الأول من مجلة الجزيرة عمالقة كبارا مثله من كل الجهات الأربع لحدود الوطن، منهم حمد الجاسر وحسن آل الشيخ وأحمد غزاوي وعبدالقدوس الأنصاري وأحمد السباعي وعبدالعزيز المبارك وعبدالكريم الجهيمان وسعد البواردي.. وغيرهم ممن لا تحضرني أسماءهم رغم سمو مكانتهم وأقدارهم.

أيها القارئ الشاب: إن وطناً هذه قصة تأسيسه وتلك بداياته وهؤلاء بعض عمالقته ورواده لجدير بأبناء وأحفاد يحافظون عليه إخلاصا وعلما وعملا، وأن يحفروا أسماء وأعمال روادهم الكبار في الذاكرة وأن يقتدوا بهم في الوطنية والكفاح. رحم الله الشيخ عبدالله بن محمد ابن خميس وأسكنه فسيح جناته.

الرياض 20-5-2011

 

إلى الأمام
رائد آخر يغادر: عبدالله بن خميس
د. جاسر عبد الله الحربش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة