Tuesday  24/05/2011/2011 Issue 14117

الثلاثاء 21 جمادى الآخرة 1432  العدد  14117

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تشرفت بالعمل تحت إدارة صاحب المعالي نائب وزير التعليم العالي الحالي الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد السيف عندما كان مديراً لجامعة حائل، ولم تكن التجربة التي مررت بها مع معاليه مجرد حدث عارض في حياتي الشخصية والإدارية، بل هي بصدق تجربة ثرية مليئة بالدروس والفوائد، ويكفي أنها مع رجل له كاريزما قيادية فذة، وعنده ملامح إدارية عزيزة قلما تجدها عند غيره، تكوَّنت شخصيته الإدارية نتيجة عوامل عديدة وبسبب مؤثرات كثيرة وخبرات متنوعة فضلاً عن كم معرفي وعلمي ثر، يملك حساً إنسانياً عالياً، ويتمتع بتفكير إستراتيجي عميق، حكيم في المواقف، يعرف كيف يمتص الصدمات، ويجيد فن توظيف الأشخاص والأحداث والمعطيات والظروف وبشكل فريد لمصلحة المؤسسة التي ينتمي لها، لديه القدرة على جمع الناس حوله بأسلوب فذ وطريقة رائعة، طيب القلب كريم النفس دمث الخلق جميل القول فصيح اللسان سخي اليد وجزل العطاء، محب للخير عندما يصل للغير، يفرح بالنجاح أياً كان صانعه، له هدف واضح وعنده أجندة زمنية محددة للانتقال من مرحلة لأخرى، دائماً ما يجدد عهده مع النوايا مؤكداً للفريق الذي يعمل معه أهمية النية في العمل وضرورة الإخلاص حتى يحصل الأجر ويتم الإنجاز كما نحب ونريد نحن منسوبي القطاع، وكما يتطلع إليه وينتظره منا الآخرون، يتمتع بمهارة الإقناع، ويشدد على دور الانتماء الحقيقي سواء للوطن أو المؤسسة في الوصول إلى قمة النجاح مهما علت. لا يعرف المستحيل بل يعشق التحدي، ولا ينكر الأخطاء بل غالباً ما يجعلها سلماً يرتقي به إلى الأعلى، لا يقبل المراكز المتأخرة بل لديه الرغبة الدائمة للحصول على المركز الأول بلا منافس مهما كانت المنازلة، منجز بامتياز، ولذلك كانت جامعة حائل بهذه الصورة الرائعة وفي زمن قياسي، ومن أراد أن يعرف التفاصيل فلتكن له زيارة ميدانية للمدينة الجامعية هناك ليرى بأم عينيه ما وصلت إليه من تطور سريع ومتميز سواء على المستوى الأكاديمي أو التقني أو الإداري أو التأسيسي أو التجهيزات أو الهيكلة والتأطير أو توظيف القدرات وتسخير الإمكانيات أو ... و»ليس من رأى كمن سمع»، ولذا لا عجب أن يحزن من عمل معه عندما جاء خبر انتقاله إلى العاصمة الرياض يوم الجمعة الماضي، فهم يعرفون حقيقة واقع جامعتهم التي شرفت بتسنُّم صاحب المعالي لزمام القيادة لها ثلاث سنوات ونصف السنة أو يزيد قليلاً.

لقد أسدل المرسوم الملكي الكريم الصادر يوم الجمعة الماضي الستار على مرحلة من حياة الدكتور السيف العملية الناجحة ليفتح - بإذن الله وعونه وتوفيقه - صفحة أخرى جديدة يبدؤها ببسم الله وعلى بركة الله.

إننا ونحن أسرة جامعة حائل في الوقت الذي نبارك فيه لصاحب المعالي هذه الثقة الملكية الغالية بتعيينه نائباً لمعالي وزير التعليم العالي يعز علينا فراقه بعد ترجُّله من منصبه مديراً للجامعة، ولكن عزاءنا وسلوتنا بأنه في مكانه الجديد سيكون عوناً للجامعات الناشئة بلا استثناء من أجل تجاوز مرحلة التأسيس بنجاح إذ هو من ذاق مرارة ومعاناة تجربة حية ما زالت شاخصة بين عينية، كما أنني على ثقة بأن المشاريع الهندسية في المدن الجامعية، ومن بينها جامعة حائل ستكون ذات إيقاع أسرع وسينجز الكثير منها في زمن قياسي، وذلك لما أعرفه عن معاليه من حرص وقدرة على المتابعة والحث والاهتمام والمحاسبة فهو صاحب الاختصاص والخبرة في هذا الحقل بالذات، علاوة على أن المستشفيات الجامعية سيكون لها الأولوية في ذهنية معالي النائب الذي كان يطالب بجعلها ضمن الاستثناءات ذات الخصوصية لما لها من أهمية عالية ودور مجتمعي كبير، ليس هذا فحسب، بل إنني أتطلع مثل غيري أن يكون معالي الدكتور عوناً وسنداً لصاحب المعالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري في تحقيق النقلة الحقيقية التي تنشدها مجتمعاتنا المحلية في جعل الجامعات الناشئة منارة تنموية متميزة تؤدي رسالتها وتقوم بدوها المجتمعي توعية وتثقيفاً وتدريباً وكذا الدور البحثي الحقل الأضعف والدائرة الأضيق في خارطة الجامعات الناشئة اليوم إذ إن هناك قضايا وإشكاليات عدة تحتاج إلى دراسة واسعة وسبر وتحليل بناء على الظروف وحسب المعطيات التي تمر بها مناطقنا الإدارية الحاضنة لهذه الجامعات التي ما زالت في سنواتها الأولى.. عوداً على بدء ومن قلب محب صادق نبارك لكم أبا محمد هذه الثقة الملكية الكريمة الغالية، وندعو الله عز وجل لكم ولمن معكم بدوام التوفيق والسداد، وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
أحمد بن محمد السيف «رجل الإنجاز وعنوان البناء»
د. عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة