Tuesday  24/05/2011/2011 Issue 14117

الثلاثاء 21 جمادى الآخرة 1432  العدد  14117

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا يمكن أن تجد في كلام الشباب عن الكورة ما يوحي بـ(علم الجمال)، فكل حديثهم يتركز حول: عدد البطولات والفوز والهزيمة والأحسن والأفضل والنتائج... الخ, موضوعات شكلية لا تمس جوهر اللعبة, فلا تجدهم يتحدثون عن جمالية اللعب، ولا عن مهارات اللاعبين, ولا عن الدهشة في الاستقبال والتمرير أو في تسجيل الأهداف، ولا عن جماليات الجسد والشكل واللبس.

يتجادلون في الألقاب والتاريخ والماضي, ويتبادلون التعليقات والسخرية والضحكات على اللاعبين والإداريين والرؤساء، يتحدثون بكلام كثير لا ينتهي، ولا يصلون إلى نتائج محددة، لا منهجية في الطرح، ولا عقلانية في الرأي، يركزون على الكم، ولا يسألون عن الكيف، ليس لديهم حس جمالي، ولا يعرفون الأداء الهارموني, ولا كيف يمكن لناديهم أن يكون فريق الأحلام.

أما إذا ذهبنا لبعض رؤساء الأندية، فلا تفرقه عن أحد أفراد رابطة المشجعين, تشاهده ينفعل بدون ضوابط، إذا غضب جاءت غضبته ميلودرامية, وإذا فرح فرح كمصاص الدماء، وإذا ابتسم ابتسم ابتسامة فارس إغريقي مغرور، يقف في المنصة مثلما يقف ممثل مسرحي على خشبة المسرح, تضحك عليه وتحزن عليه في آن واحد، لا يهمه سوى النتيجة وأخطاء الحكام وضربة الجزاء التي لم يحسبها الحكم، يأخذ نفسا عميقا ليقول بعد انتهاء الزفير: المدرب ملغي عقده.

بيئة لا تعرف من الكورة سوى الأهداف والتحدي والسخرية، ويغيب في خضم هذه الثقافة البائسة (الحس الجمالي) للعبة، فيغيب معها كل إستراتيجيات العالم التي يمكن أن تحسن أداء الفريق وتنشر دهشة الممارسة الكروية وجمال الأهداف.

وما يغيضنا في خضم هذا الحديث، فرحة الأهداف المبالغ فيها لدى بعض اللاعبين التي تجحظ فيها الأعين وتجنّ فيها العقول وتختل معها لغة الجسد فيشبه اللاعب حين يفرح مجنونا هاربا من مستشفى المجانين تطارده إدارة المستشفى.

التركيز على (الجمالي) في كرة القدم، حلقة مفقودة، لا تكاد تجدها، وهذا ما يجعل الفرق الكروية لدينا مليئة بأنصاف الموهوبين بعضهم قرويون جاءوا من أطراف المدن لا يعرف الجري، ولا يجيد التركيز، ولا يلتفت بذكاء، كل ما هنالك يطارد الكرة أينما ذهبت، كأنه يطارد أرنبا في أرض الصمان.

وبعضهم جاء بغبار المدينة, لا صحة رياضية جيدة, ولا نوما كافيا، ولا مشاعر متزنة, لاعب (نفسية) يعيش حالة غضب وبؤس مستمرة.

عندما يتصف جيل هذا الزمن بمثل هذه الموصفات، وعندما تكرر على نطاق واسع، وعندما تصبح جماليات كرة القدم في خبر كان, فاعرف أن هذا الجيل لم يدرس (علم الجمال) في مدارس التعليم العام ولا مؤسسات التعليم العالي.

nlp1975@gmail.com
 

الحقيقة شمس
كورة / شباب / كلام
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة