Tuesday  24/05/2011/2011 Issue 14117

الثلاثاء 21 جمادى الآخرة 1432  العدد  14117

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

فَقِيدُ الصَحَافَةِ والتَارِيخِ والأدَبِ.. وكِتَابُهُ (الشّوَارِدُ) (1339 - 1432هـ)

رجوع

 

لقد رحل عن دنيانا يوم الأربعاء 15 /6 /1432هـ رائد الصحافة والتاريخ والأدب والشعر، ومؤسس صحيفتنا الغراء (الجزيرة) والمؤرخ الكبير عبدالله بن محمد بن خميس - رحمه الله- ووري جثمانه الثرى بمقابر الشعيبة بمسقط رأسه بالدرعية - ولسان حاله:

نزلنا ها هنا ثم ارتحلنا

ودنيانا نزولٌ وارتحال

وبقي صيته وعلمه مخلداً وباقياً بين الورى، لما تركه من إرثٍ أدبي وتاريخي، بتأليف العديد من الكتب التاريخية والثقافية والأدبية، وهذا هو الإرث الحقيقي والولد المخلد الذي عبر عنه عبدالله بن المعتز - رحمه الله- بقوله: (علم الإنسان ولده المخلد).

ففز بعلمٍ تعش حياً به أبداً

الناس موتى وأهلُ العلمِ أحياءُ

وحين قرأت خبر وفاته - رحمه الله- بالصحف، عادت بي الذاكرة إلى أول كتاب اقتنيته من مؤلفاته، إبان دراستي بدار الحديث المكية التابعة للجامعة الإسلامية عام 1408هـ، وهو كتاب (الشوارد) الممتلئ حكما وفوائد، والذي طبع عام 1394هـ على نفقة حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الداعم للنهضة العلمية والثقافية والتاريخية، وكان هذا الكتاب من أجمل ما قرأت من كتب الاختيارات الأدبية والشعرية، وكثيراً ما أرجع له، بعد عدة محاولات متواضعة في جعل فهارس موضوعية للشواهد الشعرية التي ذكرها في ثنايا الكتاب، وقد لفت نظري بيتان على طرةِ هذا الكتابِ نصهما:

جميع الكُتب يُدْركُ من قراها

مِلالٌ، أو فتورٌ، أو سآمهْ

سوى هذا الكتاب، فإن فيه

بدائعُ، ما تُملُّ إلى القيامهْ

ويقول أديبنا الشيخ عبدالله - رحمه الله- في نهاية مقدمة الكتاب ما نصه: (ولذا آثرت تسميته «بالشوارد) وهو من شاردة الإبل، إذا فارقت ذودها، ودخلت إبلا أخرى وأخرى، فعرفت عند الأكثرين صفة، وسمة، بينما الأخريات من ألافها منغمرات لا يعرفن، وهكذا شأن شوارد الشعر، يخرج البيت من قصيدته، فتتناوله الألسن، وتتناقله الرواة، وتذيع شهرته، ويكثر انتشاره، والغزل في الشعر العربي حليته، ونزهته.. يتنفس الشاعر من خلاله، ويستنشق أفاويهه وأقاحيه، ويخلد إلى نفحاته، وتجلياته.. فأردت أن أجعل منه لقارئ هذا الكتاب إحماضاً ولمن يسامره مستراداً، ومستراحا.. فعمدت إلى أرق الرقائق، وإلى كل شائق ورائق، ففوفت به ذيل الكتاب، وجعلته فصل الخطاب، وللشعراء مفارقات، ولهم مبالغات هي حلية لجيد الشعر ومنتقاه، وصفة بارزة في كيانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} ولذا كان للأكياس الكمل من خيرة هذه الأمة نظرة خاصة للشعر يغضون الطرف عن مبالغاته، ويضفون غلالة التسامح على هفواته، ويجيزون فيه مالا يجيزون في غيره، فإذا وجدت في هذا الكتاب طرفا من هذا الضرب فكن به رفيقا، ولتكن لك بسلفك أسوة، وليكن ما بين يديك - من أمهات كتب الأدب واللغة والتاريخ مما هي مصادر لمادة هذا الكتاب - سافعا لما عساه لا يرضيك.. وليكن ما به من نفحات في السلوك والتربية والزهد ومكارم الأخلاق.. مما هو الهدف من تأليفه، مستبدا باهتمامك منتزعاً إعجابك، لأحظى منك بما أستحقه من قناء وما أستوجبه من دعاءٍ يوم يغيبني رمسي، وتطوى صحيفة يومي وأمسي). نعم يا شيخنا الكريم لقد طويت صحيفتك بعد مشيئة الله بالثناء والذكر الحسن، فرحم الله أديبنا وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله الصبر والسلوان، وعزاؤنا لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - الذي طبع هذا الكتاب على نفقته الخاصة - ولكافة أفراد أسرة الفقيد الكريمة، أصالة عن نفسي ونيابة عن أسرتي (الأنصار) وعن جميع الأدباء وطلاب الفقيد ومحبيه.

(*) عضو رابطة الأدب الإسلامية العالمية وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة