Tuesday  24/05/2011/2011 Issue 14117

الثلاثاء 21 جمادى الآخرة 1432  العدد  14117

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

ابن خميس.. أفول لشمس المؤرخين
خالد بن علي الحيان (*)

رجوع

 

أثرُ وفاة الشيخ الأديب المؤرخ الجغرافي عبدالله بن خميس، ليس قاصراً على بنيه وذويه، بل بكاه العلم وطلابه ومؤسساته، بل والجزيرة وشواهدها جبالاً وأرضاً وسهولاً وأودية، فهو النطاق المبين لها شعراً ونثراً، وكم هي آثاره البارزة وبصماته المحسوسة للجميع والباقية بعد وفاته وبالأخص تأسيس جريدة (الجزيرة) التي مضى عليها أكثر من نصف قرن، ومن قرأ مؤلفاته الضخام ذوات الأجزاء علِم علْم اليقين، بفضل ذلك الجبل العالم، وبما تميز به من ميز حباه الله إياها، فما من مكان زاره أو تحدث عنه إلا وقد جعل له فيه شاهداً يتوارثه الأجيال، وهذا الأمر بحد ذاته جعل الشيخ ابن خميس، كثير الأحباب والأصدقاء والتلاميذ والزوار على مختلف الطبقات، لشعورهم بما أفاد، ولم يزل على إفاداته ومحبته للعلم بعد أن كبر بجلوسه بعد صلاة المغرب يومياً في مجلس قصره لزواره من طلاب العلم وغيرهم، وقلما جئته إلا ووجدت عنده زائراً، وزيارتي له إنما هي امتداد لزيارته لمنطقة الحيانية والحريق والأفلاج ووادي الدواسر وما حولها، وذلك في يوم الأحد الموافق 25-9-1412هـ، وقبل ذلك معرفته بابن العم الشيخ القاضي محمد بن راشد (ت: 1367هـ)، حيث كان بينهما محبة وتهادٍ خطها ببنانه على طرة تفسير ابن كثير، مما أهلني لأن أقرأ عليه طرفاً من كتاب تاريخ أسرتنا وبعض أعلامها، وشيئاً من ديوان ابن عثيمين (ت:1363هـ)، ومما يميز الشيخ عبدالله في مجلسه: أنه صاحب فكر ورأي مستقل، كل ذلك في أدب جم وتقدير للآخرين مع دعابة علمية، وابتسامة لها ذوق ورسمة مهيبة، وإن طُلب منه سماع قصيدة وذُكر له طرف منها أنشدها بصوته بطريقة مميزة، وفي ثنايا الحديث والنقاش لربما ورد ذكر بعض زملائه المشايخ كالشيخ حمد الجاسر وشيخنا سعد الحنيدل، فيثني عليهم خيراً ويترحم عليهم، وكم هو والله مؤثر ومعبر حينما تسمع منه يردد (يا كافي يا كافي) عند سماع أي حدث يستحق الوقوف.

وفي وفاة الشيخ ابن خميس لطائف تشكل شيئاً علمياً في سيرته منها: ما صدر مؤخراً يعني قبل وفاة الشيخ بأربعة أشهر كتابان أحدهما: بعنوان (عبدالله بن خميس.. ببليجرافية بآثاره وما كتب عنه)، وهو من إعداد ومطبوعات مكتبة الملك لعام 1432هـ، والآخر بعنوان (عبدالله بن خميس.. قراءات وشهادات) من إصدارات الجزيرة الثقافية..

أيضاً الصلاة على الشيخ ابن خميس كانت يوم الخميس عصراً الموافق 16-6-1432هـ، فهو ابن خميس وصلي عليه يوم الخميس، وهذا الموقف حصل لابن رجب الحنبلي فهو ابن رجب وتوفي في شهر رجب سنة (795هـ)، وبالجملة فالشيخ ابن خميس - رحمه الله - يُغبط والله على علمه المفيد وأثر نتاجه المجيد وعمره المديد حيث نيف على التسعين عاماً، قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم من طال عمره وحسن عمله، وشركم من طال عمره وساء عمله) رواه أحمد.

(*) المرشد الديني للقوات البحرية

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة