Thursday  26/05/2011/2011 Issue 14119

الخميس 23 جمادى الآخرة 1432  العدد  14119

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يعتقد البعض أن انكسار القلب جراء الفشل العاطفي في منتصف العمر هو محض ادعاء أو أمر تافه ويختص بالمراهقين فحسب! بينما نشرت مجلة (فوكوس) الألمانية دراسة علمية جادة تؤكد أن (الأزمات العاطفية) مشكلة قد يعاني منها كل الأشخاص في مختلف الأعمار.

وذكرت سيلفيا فاوك، أول خبيرة في الأزمات العاطفية في ألمانيا، بأنه يتردد على عيادتها مراجعون تتراوح أعمارهم ما بين 28 وحتى 73 عاماً كما أشارت إلى لجوء نواب في البرلمان وشخصيات رياضية بارزة وممثلين وربات بيوت يطلبون عونها ومد يد المساعدة لهم بسبب تجارب عاطفية فاشلة، لذلك يؤكد العلماء أن الفشل العاطفي ليس أزمة عابرة وخاصة بالمراهقين يمكن تجاوزها بالترفيه أو بالانشغال ومحاولة نسيانها. بل إن انكسار القلب عملية فسيولوجية حقيقية تؤدي إلى انكسار النفس أيضا، حيث إن القلب من أكثر أعضاء الجسم حساسية وألما. والفشل العاطفي في الواقع لا يؤثر على القلب وحده وإنما على الجسم كله، لدرجة تضرر بعض المناطق الدماغية في المخ بعد تجربة عاطفية قاسية، وأكثر مناطق المخ تضرراً هي تلك المسئولة عن المشاعر والدافعية نحو الحياة. وليس بالمستغرب إصابة الأشخاص المخذولين من أحبائهم بحالة من فقدان الشهية واضطراب النظام الغذائي، وعادة يعتري الشخص عدم الرغبة في النوم أو تناول الطعام.

وفي حين تصرِّح المرأة بمشاعرها ومدى أزمتها العاطفية لوالدتها وأخواتها ولصديقاتها، إلا أن الرجل يعاني من ذات الأزمات العاطفية ولكنه يحتفظ بعواصفها وبنتائجها السيئة لنفسه، ولا يصرِّح بمشاعره الحزينة حتى لأصدقائه المقرَّبين، ويظل متماسكا برباطة جأشه حتى يظن من حوله بأنه لم يتأثر مطلقا. بينما تكشف الدراسات النفسية بهذا الخصوص أنه ليس صوابا الاعتقاد بأن طرفاً واحداً في العلاقة هو الذي يعاني، بل إن الطرفين - حتى الطرف الذي يتخذ قرار الانفصال أو الابتعاد - يتعرضان لمعاناة شديدة بنفس الدرجة.

ولأن المشاعر العاطفية عامة لا سبيل عليها ولا يمكن التحكم بها إلا بالتقوى والورع والابتعاد عن مواطن وقوعها؛ فإنه يجدر بالمرء أن يجنب نفسه الوقوع بها إلا ما كان منها في حدود الشرع. وليست التجارب العاطفية الفاشلة مقتصرة على ما يخالف السلوك أو الشرع بل قد تكون بين زوجين شاء لهما الله أن لا يكملا مشروعهما لأسباب عديدة، منها عدم الإنجاب أو وجود أمراض وراثية، أو عدم رغبة أحد الطرفين باستمرار العلاقة. ولا شك أن في ذلك ألماً يتطلب الصبر والانشغال عن التفكير بالعمل الجاد المنتج بدلا من إجهاد الفكر والجسد والقلب وتلف الأعصاب وسهر الليالي وتبديد الأوقات.

ولا غرو فإن القلب يتحمل كثيراً، وقد يتضرر من العلاقات العاطفية الفاشلة وحتى الناجحة !! بينما تبقى - تلك المضغة - مجالاً خصبا لعواصف الأيام وتقلبات الزمن وعرضة للانكسار من بني البشر، كما يبقى الإيمان بالله ومحبته التي تسمو على كل محبة، هي اليقين الذي لا يتبدل ولا يتغير.

rogaia143@hotmail.com
www.rogaia.net
 

المنشود
الفشل العاطفي
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة