Thursday  26/05/2011/2011 Issue 14119

الخميس 23 جمادى الآخرة 1432  العدد  14119

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

من يدخل مقابر النسيم شرق الرياض مشيعاً سيجد طرقات فسيحة نسبياً لاسيما أنها في مقبرة ولخدمة مؤقتة فهي منظمة بلوحات إرشادية تدل على أماكن الدفن المحددة لتلك الفترة مع التوجيه لأماكن دفن الأطفال، وكلما زرت هذه المقابر مشيعاً ألمس الانزعاج الذي ينتاب الكثيرين وتذمرهم من الزحام والإرباك والفوضى أمام قبور من سيدفنون تلك الساعة، ويزيد العناء حين الانصراف عندما يجدون سياراتهم التي تقف وقوفاً نظامياً قد أقفل عليها بسيارات من وصلوا متأخرين.. على سبيل المثال ففي يوم الأحد 12- جمادى الآخرة كنت ضمن المشيعين لقريب كان بين عشرة متوفين، ستة رجال وأربع نساء، وحال اصطفاف من لم يتمكن من الصلاة عليهم بالمسجد للصلاة عليهم قبل الدفن، إذا بمنادٍ ينادي أن رويدكم فثمة (14) جنازة لأطفال لم يصلَّ عليهم بالمسجد، تبودلت النظرات وحركات الأيدي الاستفهامية التعجبية، رقم ليس بالهين، فلا شك أن سوءًا قد أحاط بهم ؟! لم يتركني فضولي فتعمدت الاقتراب من الرجال الذين يتولون نقلهم للصلاة عليهم فكفاني من هو أكثر مني فضولاً عناء السؤال، وجاء الجواب بأنهم من مستشفى وبعضهم لم يحضر أهلهم لاستلامهم أو لتشييعهم !! ولاحظت أن أكثرهم بأحجام صغيرة جداً لدرجة أنهم حملوا على محفة مستطيلة يحملها رجل واحد، ومن هم أكبر قليلاً حملوا على أخرى مشابهة، ويبدوا أنهم خُدَّج ومنهم من بلغ عمره أشهرا قليلة جداً، وهنا لابد من وقفة تأمل أكررها كما قلتها في موضوع سابق عن وفيات الأطفال في المستشفيات فالأمر يحتاج لإعادة نظر وعناية خاصة من الجهات المختصة والمسؤولة..

لم نكد نبرح المقابر إلا وخبر يجدد الآلام بوفاة قريبة أخرى رحمهم الله جميعاً ورحم المتقدمين والمتأخرين، فتكرر المشهد في اليوم التالي، فما يحصل من تداخل وتزاحم حول القبور سببه عدم معرفة أقارب المتوفين لمواقع قبور أقاربهم الذين ينقلون بالسيارات المخصصة لنقلهم من المسجد للمقبرة وعند دخول السيارة لا تقدم إدارة المقبرة أرقاما لأماكن دفن المتوفين، والأمر يبدو لي يسيراً يدخل ضمن الإجراءات المعتادة التي يقوم بها المكتب التابع للبلدية داخل المقبرة غير أن فائدته كبيرة في اختصار الوقت والجهد والاسترشاد لأماكن دفن كل متوفى على حده بدلاً من تلك الفوضوية والتداخل والتزاحم وتكرار الأسئلة من المشيعين، وفيه منع أو تقليل المندسين ممن يقال إنهم يمارسون النشل والسرقة مستغلين شرود أذهان الناس في البحث عن الجنازة التي يشيعونها وسط الزحام، وأجزم أن لدى البلدية (لو أرادت) طرقاً وأساليب مفيدة في هذا الشأن تستطيع من خلالها تحديد قبر كل متوفى وموقع وقوف ذويه لتلقي العزاء بطريقة منظمة وبصف ومسار منضبط أمام كل قبر، وقد شوهدت حالات إغماء بسبب نقص الأوكسجين مع إثارة الغبار من كثرة المعزين من المشيعين الذين يحيطون بذوي المتوفى بطريقة عشوائية لا سيما إن بعض كبار السن قد يعاني من مشكلات صحية فلا يحتمل الموقف علاوة على مابه من حزن وكمد على فراق قريبه.

 

في مقابر النسيم
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة