Sunday  29/05/2011/2011 Issue 14122

الأحد 26 جمادى الآخرة 1432  العدد  14122

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تعتمد كثير من أنظمة العمل أو التوظيف سواء كانت حكومية أو أهلية على (مبدأ الجدارة) أو الكفاءة كمعيار لشغل الوظائف بالتعيين أو الترقية ومنح المزايا الوظيفية مثل التدريب والابتعاث ونحو ذلك، وهو مبدأ حديث ومنطقي، لأن صاحب العمل سواء كان جهة حكومية أو...

... مؤسسة أهلية يبحث عن الشخص الذي يحقق أهدافه وبتميز عندما يشغل إحدى وظائفه، فماذا تعني الجدارة؟

الجدارة تعني مجموعة من العناصر والصفات مطلوب توفرها في الموظف، وتتعلق بالكفاءة الفنية والإدارية والانضباط في العمل وحسن التعامل والسلوك ونحو ذلك مما تقديره متروك لصاحب العمل.

إذاً فإن مجرد التأهيل العلمي لا يكفي للحكم بتوفر هذا المبدأ بل يفضل من لديه خبرة عملية، وإذا توفر الأمران فإن الانضباط في العمل بأن يحضر الموظف لعمله مع بداية الدوام ولا يخرج خلاله من دون موافقة رئيسه، ولا ينصرف منه إلا بنهاية وقت الدوام، وكذلك التحلي بالأخلاق الفاضلة مع رؤسائه وزملائه ومراجعيه هي من الأمور اللازمة لتكامل توفر مبدأ الجدارة.

وإذا كان عنصرا التأهيل العلمي والعملي يتبينان وقت التقدم لطلب الوظيفة مما يعني عدم التأكد من توفر مبدأ الجدارة، فإن العناصر الأخرى كالانضباط في العمل وحسن التعامل وهما محك أو أساس مبدأ الجدارة يتم التأكد من توافرهما والموظف على رأس العمل وخلال فترة التجربة، لأنه مهما كان لدى طالب الوظيفة من مؤهلات علمية وعملية فإن ذلك لا يكفي للحكم بتوفر مبدأ الجدارة لدية، بل إن الممارسة الفعلية للعمل والتعامل مع الرؤساء والمراجعين والصبر على تكاثر العمل وإلحاح المراجعين يعد هو الأساس لتوفر هذا المبدأ من عدمه.

يقول الدكتور (لايل سبنسر) وأخوه (سيجان سبنسر) وهما ممن بحث من علماء الإدارة في الغرب في مبدأ الجدارة «أما أسلوب الجدارة في العمل فإن التحليل فيها يبدأ بالشخص وهو يمارس عمله دون أي افتراضات مسبقة عن الخصائص المطلوبة للنجاح في العمل، ثم تحدد الخصائص الإنسانية التي ترتبط بالنجاح في العمل، وذلك انطلاقاً من مقابلات أحداث سلوكية مفتوحة للنهاية، فالجدارة هي خاصية ضمنية للشخص لها علاقة سببية بأداء متفوق فعال يعد مرجعاً معيارياً للوظيفة».

من ناحية أخرى فإن المطالبة بتوفر مبدأ الجدارة لا يقتصر فقط عند بداية الالتحاق بالوظيفة، بل إن الموظف مطالب به طيلة حياته الوظيفية، وتحقيقاً لذلك فإنه ينبغي من الموظف ما يلي:

- أن يكون له تأثير في عمله، وأن يبني جسراً من الثقة مع المقربين منه سواء كانوا رسميين او مراجعين وهو ما يؤدي إلى ثقتهم في قدراته، وهو أمر يتحقق بالتزام الموظف بواجباته وإحاطته بأنظمة عمله.

- أن يكون متفهماً للآخرين ومتعاطفاً معهم ومراعياً لأمزجتهم ومشاعرهم ومصغياً لهم.

- أن يكون الموظف واثقاً بنفسه، وهذه الثقة بالطبع تأتي بسبب شعور الموظف أنه قام بالالتزامات المطالب بها وأنه محل تقدير رؤسائه ومراجعيه.

- أن يكون متحكماً في نفسه عند مواجهته الأزمات أو مشكلات العمل أو تكاثره أو نقد الرؤساء والمراجعين، وهذا هو ما يظهر معدن الرجال.

- أن يحرص على العمل الجماعي، فالموظف الناجح هو الذي يستنير بآراء الآخرين حتى يكون عمله متكاملاً ونظامياً ويتمشى مع أهداف جهة عمله ومع مبدأ التعاون الذي يعد أحد مبادئ الإدارة الهامة.

- أن تتوفر لديه روح المبادرة، وهي الذهاب إلى أبعد ما تتطلبه واجبات وظيفته، وذلك بطرح الأفكار والآراء التي تخدم مصلحة العمل، وهو الأمر الذي سيسجل له كجهد إضافي يستفيد منه في المزايا الوظيفية كافة وفي تقديره السنوي.

- أن يتوفر لديه عنصر الولاء لعمله بحيث تكون تصرفاته في عمله منسجمة مع أهداف الجهة التي يعمل بها وهو ما يساعدها بالتالي على تحقيق هذه الأهداف.

وحول هذا العنصر صدر في بلادنا منذ فترة قصيرة توجيه سامٍ كريم بضرورة حرص الموظف على الولاء لوظيفته، وهو ما يؤكد أهمية هذا الواجب لأن الولاء للشيء دليل على محبته والإخلاص له، وواجب الولاء للوظيفة وإن كان مطلوباً للوظائف العامة والخاصة إلا أن أهميته تتركز أكثر في الوظيفة العامة (الحكومية) باعتبار أن هذه الوظيفة تهدف إلى تقديم خدمة عامة تهم الوطن أو المواطن وينبغي أن تكون هذه الخدمة في أرقى المستويات.

assahm@maktoob.com
 

مبدأ الكفاءة المطلوب في الموظف العام
د. عبدالله بن راشد السنيدي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة