Sunday  29/05/2011/2011 Issue 14122

الأحد 26 جمادى الآخرة 1432  العدد  14122

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ملحق البيعة

 

يتعامل مع المستجدات بوضوح وشفافية
الملك عبدالله نموذج مميز للتعامل الواعي مع الإعلام

رجوع

 

لأن الإعلام هو المرآة التي تعكس واقع الحال لمتلقي الرسالة الإعلامية، حرصت المملكة على إعطاء صورة صادقة عن واقعها، وانتهج مسؤولوها الموضوعية والصدق في تعاملهم مع أجهزة الإعلام، وابتعد العمل الإعلامي الداخلي عن الإسفاف والأدواء التي تعتري الكثير من أجهزة الإعلام المنفلتة، ليصبح الإعلام السعودي واجهة حقيقية للنهج الإسلامي الذي تسير عليه المملكة، ورمزاً للقاعدة المتسعة من القيم والأخلاق والتقاليد الحميدة التي تحرك مختلف أوجه الحياة في المملكة.

ولقد ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مثالاً ونموذجاً مميزاً للتعامل الواعي مع الإعلام، فبناؤه الشخصي، من قبل، كان قد استند إلى درجة عالية من الخلق الرفيع والصدق الكامل مع النفس ومع الآخرين، كما أنه ظل دائماً نقياً في آرائه بسيطاً في طروحاته عميقاً في فكره ثاقباً في ملاحظاته.

ولما كانت تلك الصفات هي الطابع المميز لشخصية الملك عبدالله، فليس من المستغرب أن يتسم تعامله مع أجهزة الإعلام بذات السمات، ولذلك دأب المواطن السعودي على إيلاء الثقة الكاملة في كل ما يطرحه الملك عبدالله من آراء ومواقف وقرارات وتوجيهات، كما أن كل مواطن سعودي يعرف استقامة المنهج وأصالة المنطلق وصدق النية التي ينطلق منها خادم الحرمين الشريفين في كل ما يقول ويفعل.

ثبات المنهج مع الإعلام الخارجي

ولأن من معطيات العالم المنفتح الذي يسود كل مجتمعات الدنيا حالياً التعامل مع الآخر ونقل الصور الحقيقية دون تشويش، فإن المملكة ظلت مستوعبة لهذا الأمر، وفتحت قلبها وعقلها وأرضها لكل أهل الإعلام من الراغبين في معرفة ما يجري فيها، وكان خادم الحرمين الشريفين، كعادته، أول الفاتحين لقلبه، وأول المعبرين عن مواقف المملكة المبدئية مما يجري من أمور.

فقد كانت القاعدة الأساسية لكل قول أو فعل للملك عبدالله تنطلق من أساسيات، وهذه الأساسيات تسندها السمات الشخصية للرجل المؤمن بربه، المتمسك بإسلامه، المنحاز لقضايا أمته، الحازم في انتهاج الحق، وهي صفاته الكريمة.

ويمكن في هذا الجانب إيجاز الجوانب التي ميزت تعامل الملك عبدالله مع الإعلام الموجه إلى خارج حدود الوطن في محورين، الأول منهما يتعلق بالقضايا والأمور التي تتعلق بالصعيد الداخلي للمملكة، والثاني يتعلق بالقضايا العربية والإسلامية والدولية.

القضايا الداخلية

لعل هذا المحور من أهم ما يشغل الكثير من وسائل الإعلام، فالصورة التي يروج لها البعض في أجهزة الإعلام الخارجية تحاول أن تصور المملكة كبؤرة للتخلف، ومركز لإيواء الإرهاب، ومقر للممارسة السياسية غير الشفافة، ولأن خير وسيلة لمعالجة المفاهيم الخاطئة هي مواجهتها، بالتوضيح والتفنيد وإبراز الحقائق، لم يغلق الملك عبدالله عقله وقلبه، بل سمح لكل الأسئلة التي تدور في أذهان الآخرين أن تعبر عن نفسها، ليجيب عنها واحداً واحداً دون تحفظ، وبتلقائية ودون تحضير مسبق، بما يعني وضوح الرؤية، وترسخ القناعات بشأنها دون تشدد، وباستناد كامل إلى العقل والمنطق تجاهها.

ولعلنا هنا نسلط الضوء على ما أدلى به الملك عبدالله من حديث لمحطة (إيه. بي. سي) الأمريكية تحدث فيه عن جملة من الموضوعات، وقد جاء في الجزء الخاص بالشأن الداخلي عدد من الإجابات لمختلف الاستفسارات التي طرحتها الإعلامية الأمريكية البارزة باربرا وولترز.

فحول سؤال عن السماح للمرأة بقيادة السيارات، وإمكانية تغير الأوضاع التي تضع قيوداً على المرأة السعودية، أجاب الملك عبدالله:

( أنا أؤمن بقوة بحقوق المرأة.. أمي امرأة، وأختي امرأة، وابنتي امرأة، وزوجتي امرأة.. أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي ستقود فيه المرأة السيارة.. في الحقيقة في بعض مناطق المملكة مثل الصحاري أو المناطق الريفية تجدون نساء يقدن السيارات.. الأمر يحتاج إلى صبر.. ومع مرور الوقت.. أعتقد أن ذلك سيكون ممكناً..).

وهكذا كان موضوع المرأة الأكثر تشعباً في الذهنية الغربية كان أولى الوقفات للإعلامية باربرا وولترز، حيث دخلت بشكل مباشر في الموضوع مستفسرة عن إمكانية السماح للمرأة بقيادة السيارات، وعن إمكانية إزالة القيود عن المرأة، وهل سيسمح لها بالتصويت في الانتخابات البلدية.

وفي تلك الوقفة اتضحت بساطة الأمر وبساطة المنهجية المتعلقة بالتعامل معه، حيث دخل الملك عبدالله بشكل قوي إلى حقيقة بسيطة قد تغيب عن أذهان الغرباء، وهي أن المرأة هي الأم والأخت والابنة، ومعنى هذا أن هذه المرأة محمية من المجتمع بحكم هذه المكانة الرفيعة التي تحتلها؛ وبالتالي فلا أحد يقبل بوقوع الضيم على النساء بأي شكل من الأشكال. ولعل هذا الإطار العريض كان دائماً هو المحك الأول في معالجة الأمور وفقاً لرؤية الملك عبدالله، فما دام المجتمع يضع كل تلك المكانة الكبيرة للمرأة فإن كل ما يصلح شأنها هو محل التقدير، وأن الوقت كفيل بزحزحة الأمور إلى ما يجب أن تكون عليه.

والشيء نفسه ينطبق على مسائل التصويت في الانتخابات، حيث أشار الملك عبدالله بالنص إلى أنه (.. مع مرور الأيام وفي المستقبل فإن كل شيء يكون ممكناً..).

وبالطبع كان لموضوع الإرهاب وجوده في أسئلة الإعلامية الأمريكية، فقد سألت الملك عبدالله عن ماذا تم فعله لإيقاف التعاليم المتطرفة التي أذكت التطرف والكراهية فأجاب:

(أنا لا أنكر وجود تطرف في المملكة، ولكن هذا التطرف موجود تقريباً في كل دول العالم. ولو نظرنا للولايات المتحدة وماذا قال الناس عن الإسلام أتساءل: لماذا التركيز فقط على المملكة في هذه الحرب على الإرهاب؟ الإسلام دين السلام الذي يحرم قتل الأبرياء.. الإسلام أيضاً يؤمن بجميع الأنبياء سواء كان هؤلاء الأنبياء محمداً - صلى الله عليه وسلم - أو عيسى أو موسى أو الأنبياء الآخرين من أهل الكتاب).

وبالعبارات الموجزة والمباشرة التي تفضل بها الملك عبدالله، استطاع نقل الفكرة التي يغمض الكثير من دول العالم عينيه عنها، وهي أن الإرهاب لا دين له ولا جنسية له ولا وطن له. كما ذكّر الأذهان الناسية بأن الإسلام يعترف بالرسالات السماوية جميعاً وبالأنبياء، وهو دين السلام الذي يحرم قتل الأبرياء. وقد تساءلت الإعلامية الأمريكية عما إذا كان الملك عبدالله ما زال قلقاً بشأن الإرهاب فأجاب:

(لقد أوضحت عقب أول عملية إرهابية أننا سوف نحارب الإرهاب ومن يدعمون الإرهابيين أو يوافقون على أفعالهم حتى لو اقتضى الأمر منا الحرب لعشرة أو عشرين أو ثلاثين عاماً حتى نقضي على هذا البلاء. أعتقد أنه يجب على العالم أن يعمل يداً بيد إذا أردنا القضاء على الإرهاب).

وهنا يتضح الموقف المعروف للملك عبدالله من الإرهاب، وهو الموقف الذي لا يعرف النكوص عن المبدأ، فالإرهاب عدو لابد من الوقوف في وجهه ومحاربته بكل حزم، كما أن الملك عبدالله يؤكد مجدداً على أن الإرهاب ظاهرة عالمية يجب أن تتكاتف كل الجهود لاجتثاثه.

ولما قالت الصحفية باربرا وولتز: لقد ذكر مجلس العلاقات الخارجية في العام الماضي ما نصه: (المملكة تقدم دعماً سخياً للمدارس الدينية الأصولية التي تصدر التطرف الذي يؤدي إلى الإرهاب).. هل ستقومون أو بإمكانكم إيقاف الدعم لهذه المدارس؟

أجاب الملك عبدالله: (يبدو أن ذلك غير منطقي، نحن نحارب التطرف والإرهاب في بلدنا، فلماذا نقوم بتمويله في مكان آخر؟ ليس منطقياً ولا معقولاً أن نقوم بدعمه، لقد قمنا بتنظيم العمل الخيري، ولقد قمنا بإغلاق مكاتب في أنحاء العالم وسحبنا دعمنا للمؤسسات التي اكتشفنا أنها متطرفة).

كلمات بسيطة لكنها منطقية في مضامينها، دامغة في بيّناتها، حيث أشار الملك إلى أنه لا يمكن الجمع بين النقيضين: محاربة الإرهاب ودعمه، ولذلك فإن الحجة هنا أقوى من كل العبارات، وهو جزء من الموقف المبدئي الذي ظل يتخذه الملك عبدالله من هذه الظاهرة.

وكان من بين الأسئلة التي سألتها الصحفية الأمريكية سؤال عن السبب في عدم السماح بفتح دور عبادة لغير المسلمين في المملكة، وقد أجاب الملك عبدالله قائلاً:

(المملكة - كما تعرفين - هي مهد الإسلام وفي كل يوم يتجه ملايين المسلمين خمس مرات إلى مكة المكرمة، والسماح بإنشاء دور عبادة عدا المساجد في المملكة سيكون بمثابة أن تطلب من الفاتيكان السماح ببناء مسجد فيه، ولكن على أي حال يمكن للأجانب في المملكة ممارسة شعائرهم الدينية بخصوصية داخل منازلهم).

وبلغ منطق خادم الحرمين الشريفين ذروة كبرى بهذه الإجابة حين قال إن السماح بإنشاء دور عبادة عدا المســـاجد في المملكة هو بمثابة الطلب من الفاتيكان بالسماح ببناء مسجد فيه، مذكراً في نفس الوقت بأن ممارسة الأجانب لشعائرهم الدينية أمر مسموح إذا تم ذلك بخصوصية داخل منازلهم.

القضايا العربية والإسلامية والدولية

كذلك كان اهتمام الملك عبدالله بالشؤون العربية والإسلامية بارزاً وهو يتحدث لأجهزة الإعلام الدولية المختلفة. وكمثال على ذلك نذكر هنا بعض التفاصيل عن ذلك اللقاء الذي أجرته صحيفة (الفايننشيال تايمز) مع خادم الحرمين الشريفين:

فحول سؤال عن قلق المملكة العميق من الوضع المتدهور في أراضي السلطة الفلسطينية، وهل هو منطلق من اهتمام المملكة بالقضية الفلسطينية.. أم من منطلق ديني بحكم القدس فقط أم منطلق قومي عربي أم من منطلق مصلحة وطنية أو هو مجرد اهتمام إنساني؟

أجاب الملك عبدالله قائلاً: (مصلحة المملكة هي أن تكون في إقليم يسوده السلام والطمأنينة والعدالة ويكون لشعوبها حقوق متساوية، وطالما فكرت إسرائيل في نفسها كدولة عظمى تحكم المنطقة وتملي إرادتها على شعوبها، فلن يتحقق مثل هذا الاستقرار. أما القدس فهي جزء من ضمير كل مسلم يتخلى عن الاهتمام به فقط حين يفتقد مثل هذا الضمير. نحن إذن لا ننظر إلى القضية الفلسطينية من زاوية قومية عمياء، ولا من منطلق عاطفي أهوج، بل هي نظرة تمليها علينا المصلحة؛ مصلحة المنطقة ويؤطرها الضمير. أما الأبعاد الإنسانية لما يمارس من قهر واضطهاد على الشعب الفلسطيني المحاصر الأعزل فهي أبعاد تهم كل إنسان وكل جهة تنادي بحقوق الإنسان والشرعية الدولية).

بهذه الإجابة يتضح النسق المنتظم الذي يسير عليه منهج التفكير لدى الملك عبدالله، ففي حين أنه يبدي تفاؤلاً كبيراً بمستقبل المنطقة، يكرر خطورة المنهـــج الإسـرائيـلـي المتمثل في السيطرة والهيمنة والفوقية. كما يعيد الذاكرة إلى القدرة التاريخية التي أظهرها الإسلام دوماً حيث انصهرت في تاريخه الشعوب والمدنيات لإنجاز النهضة الإنسانية.

سؤال آخر تم طرحه على الملك عبدالله في اللقاء نفسه حول مدى قناعته بجدوى المساعدة التي يمكن أن يقدمها الاتحاد الأوروبي في حل القضية العربية، فأجاب بالقول:

(نعم.. وبكل تأكيد فإن الاتحاد الأوروبي بما له من ثقل سياسي وأخلاقي ومالي واستراتيجي يستطيع أن يكون مؤثراً في مسيرة السلام وداعياً منصفاً لها. كما أن أوروبا وهي الجار التاريخي لمنطقة الشرق الأوسط تملك تجربة ودراية كبيرة بأحوال هذه المنطقة وطبائع شعوبها.. وهي تعلم أكثر من غيرها أن وهم السلام لن يؤدي إلا إلى المزيد من الشقاء والمعاناة.. وهي تعلم أيضاً أن السلام الحقيقي الذي يعطي لكل ذي حق حقه هو السلام الذي يمتلك شروط البقاء والدوام. لقد ولد الأمل في سلام دائم وعادل في مدريد وشارك عشرات المندوبين والمسؤولين الأوروبيين في طرح رؤى وتصورات مختلفة للسلام.. وربما كانت آخر مشاركة أوروبية قوية هي في تقرير لجنة تقصي الحقائق (لجنة ميتشل) التي كانت أوروبا حاضرة فيها بوضوح كبير. نحن إذن نعتقد أن المشاركة الأوروبية مهمة ولا غنى عنها لإحلال السلام في منطقتنا خصوصاً وأن بعض دولها تتحمل مسؤولية تاريخية ومبدئية تعود إلى فترة استعمارها وتقسيمها للمنطقة ولفلسطين بالذات).

وهنا تتضح مجدداً الرؤية الشمولية للملك عبدالله التي لا تستثني الواقع التاريخي والجغرافي والإنساني في التعامل مع القضايا الكبرى، بل وتضع المسؤولية في إطارها الذي يجب أن تكون عليه حيث إن الواجب يتحتم أن يؤديه الجميع، وخصوصاً في ظل مسؤولية تاريخية لبعض الدول الأوروبية إبان فترات الاستعمار، حيث أسهمت بشكل أو بآخر في فرض وقائع على الأرض، فأدت فيما بعد إلى اندلاع مشكلات بسبب التقسيمات التي فرضتها على المنطقة عموماً وعلى فلسطين على وجه الخصوص.كذلك تأتي العديد من المحطات الأخرى التي يظهر فيها بوضوح مدى شفافية الرؤية وثبات المواقف في فكر الملك عبدالله، من ذلك فقد تحدث الملك عبدالله في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه شبكة (إيه.بي.سي) الأمريكية حول المبادرة التي تقدم بها إلى قمة بيروت لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، وقال: (إن هناك العديد من الأسباب التي دعت لطرح هذه المبادرة أولها نقص العدالة في العالم، وثانيها نقص إحساس الإنسانية والعاطفة، وثالثها أريد أن أُري العالم أن الشعب العربي والإسلامي يسعى للسلام).

وفي هذا الموقف تأكيد متجدد على انحياز العرب والمسلمين إلى السلام، وإشارة واضحة صريحة إلى أن العالم يفتقد إلى قيم العدالة ومفاهيمها في التعامل مع مختلف القضايا، كما أن هذا العالم يفتقد أيضاً إلى قيمه الإنسانية بمعانيها السامية والتي يحرص الإسلام والمسلمون جميعاً على ترسيخها بين الشعوب.

وحول التطبيع الذي اقترحه الملك عبدالله مقابل انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967م وهل يعني تبادل السفراء والتجارة والاعتراف الدبلوماسي قال: (نعم ما قلته هو علاقات طبيعية كالتي بيننا وبين الدول الأخرى).ومثل تلك الإشارة من الملك عبدالله تجاه قضية محورية وحساسة تحمل العديد من الدلالات، أولها أن مواقفه لا تنطلق من مفاهيم الكراهية أو الإقصاء، بل هي مواقف متزنة تستهدف تحقيق المصلحة العليا للعرب والمسلمين، وثانيها التأكيد على أن حالة العداء والاحتراب التي سادت منطقة الشرق الأوسط لم تكن إلا رداً لعدوان إسرائيلي اغتصب الأرض وأهدر الحقوق وأحاق الظلم بالشعوب العربية. وأن زوال هذه الحالة رهن بزوال السبب، حيث لا مكان لإلغاء الآخرين، ولا مجال للتسامح وإعادة الأمور إلى نصابها إلا بعودة الحق لأصحابه.

وفي حديث آخر للملك عبدالله لواس والتلفاز السعودي ومحطة أوربيت حول المبادرة نفسها، ورداً على سؤال حول أن بعض المفكرين المتفلسفين يرون أن المملكة اتخذت مبادرة السلام بعد أحداث 11 سبتمبر لأنها تحت ضغوط أمريكية، قال الملك بتلقائية وحزم: (أول شيء لا أحد يفرض على السعودية شيئاً أبداً أبداً.. السعودية مثلما تعرف أنت منذ وقت المغفور له الملك عبدالعزيز إلى الآن ما فُرض عليها شيء.. السعودية تراعي أول شيء خدمة دينها وعقيدتها الإسلامية.. ثاني شيء مصلحة وطنها ومصلحة العالم العربي والعالم الإسلامي.. ولا يفرض عليها أي كائن من كان في هذا الكون كله ما يريد أن يعمل.. المبادرة مبادرة سعودية والتفكير فيها حصل من مدة شهرين أو أكثر تقريباً).

وحول الدوافع أجاب الملك: (الذي رأيت أنت.. ورأيت أنا.. ورآه الشارع العربي والعالمي ماذا يحدث في الكون.. عدم العدل وعدم الإنصاف وعدم الإنسانية.. ومع الأسف هناك أشياء لا يمكن أن أصرح بها.. وهذا الذي دفعني لهذه المبادرة كإنسان مسلم عربي يتطلع لمصلحة أمته العربية والإسلامية وأعتقد أنه إذا سارت ففيها خير للأمة العربية والإسلامية وحتى للإسرائيليين.. وإذا لم تسر فإن الذين كانوا يدّعون أنهم هم الذين يريدون السلام سيرفضون السلام وينكشفون أمام العالم).

هكذا بدت رؤية الملك عبدالله شاملة ثابتة عميقة وواضحة، ووضح فيها أن ما يقوله لا يعرف المداراة وأسلوب المناورة، فهو مباشر ولا تأخذ لومة لائم في الحقوق سواء أكانت وطنية أو عربية أو إسلامية.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة