Monday  30/05/2011/2011 Issue 14123

الأثنين 27 جمادى الآخرة 1432  العدد  14123

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قبل أعوام قليلة كان الكثير منا لا يعرف من التقنية إلا اسمها، وربما الأبرز آنذاك مسمى «كلية التقنية» التي ظلت تخرِّج جيلاً من الشباب الذين لا يجدون أي تصنيف لتخصصهم فضلاً عن وظيفة، أما إن وجدوها بعد عناء فهي شاقة وأليمة ومفصلة في الأصل على مقاس العامل أو التقني الوافد الذي يعده صاحب العمل أهون الأضرار.

لكن التقنية لم تعد أسيرة لهذه النظرة الهامشية أو المحدودة إنما انطلقت بشكل لافت وقوي، لتتحول إلى بركان هائل من المعلوماتية التي تغذيها التقنيات الحديثة لتسهم في بناء مشروع اجتماعي مؤثر بتنا نلمسه اليوم وإن تم تناوله بطريقة توحي بتحجيمه أو اجتزائه والتماشي معه بما يوافق سبل الاستهلاك ومطالبه السطحية.

التحول النوعي في صيغة الخطاب الاجتماعي من خلال تقنية المعلومات الحديثة بات هو رهان العالم الذي يبحث عن التطور والتحول وبناء الذات بعيداً عن تناولات الهامشي أو الآني أو الحسي الذي سيطر حقيقة على المشهد المعلوماتي على مدى عقد كامل، فكأن الإنترنت والفيس بوك والتويتر والناتلوج جاءت للتسلية أو الترفيه أو إضاعة الوقت أو ما سواها من أمور لا معنى لها، إلا أن هذه الوسائل سرعان تحولت نحو بناء خطاب نوعي يستلهم الرؤية الجادة والبحث عن الحقيقة التي يتطلع إليها الجميع.

فالتواصل المعلوماتي بات حقيقة مهمة يسير بخطوات جامحة ومتغيرة رغم محاولات التشكيك بقدراته التأثيرية، كما أن هناك من ينادي بأن هذه الرؤى الجادة ما هي إلا فقاعات وستزول، فيما يراها الطرف الآخر لاسيما جيل اليوم أنها هي عصب الحياة الاجتماعية الحديثة بل يرى أنها المشروع الحضاري الأهم هذه الأيام، وهناك فريق ثالث على الحياد، يراوح بين هذا وذاك محاولاً البحث عن مغانم محدودة الأثر.

ومع سلبية بعض عناصر هذا الفريق الثالث نراه وقد استغل هذه المرحلة المعلوماتية النوعية ليبسط مناحاته ويبث شكواه للعالم من حوله على نحو التسول الإلكتروني الذي يأتي عبر هذه القنوات على نحو: أنا أخوكم في الله (فلان) من بلاد (س) فقير ومحتاج وما إلى تلك المطالب السطحية.

فالكل إذن يغنّي على ليلاه، فهناك من يستحث الخطو من أجل اللحاق بالعالم التقني والمعلوماتي المتطور، وهنا من يمتهن التسول على نحو صاحب هذه الرسائل الاستعطائية الممجوجة.

hrbda2000@hotmail.com
 

بين قولين
التسول التقني
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة