Wednesday  01/06/2011/2011 Issue 14125

الاربعاء 29 جمادى الآخرة 1432  العدد  14125

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

منذ أن ساء كيان بيت الحكمة في بغداد على يد الخليفة المأمون، وحتى إنشاء أعرق جامعات العالم المتقدم في الشرق والغرب، بدت حقيقة مضيئة في أذهان مؤسسي هذه الصروح العلمية، وهي الفرد المتعمّق في علمه والرائد في مجال تخصصه الذي يطلق عليه في الأعراف العلمية المعاصرة (أستاذ) Professor، والذي تحصل على أعلى رتبة علمية ومن خلالها برهن عن معرفة علمية متقدمة من جهة، وأمكن الاعتماد عليه في الإسهام وقيادة عجلة البحث العلمي ومستوى التعليم من جهة أخرى.

وإذا ما أدركنا أن الجامعات هي مؤسسات وجدت للتعليم والبحث العلمي، أمكننا الإدراك أيضاً أنها - أي الجامعات - لا يمكن أن تؤدي وظيفتها على أكمل وجه ما لم تحقق لنفسها أمرين:

أولاً: استقرار توجهها وهدفها.

ثانياً: تحقيق إنجازات.

وعلى هذين العطاءين ترسخ سمو ورفعة معظم جامعات العالم المتقدم، وهذان العطاءان لا يمكن أن يتحققا إلا بصياغة قيم أكاديمية حضارية عصرية ويأتي في مقدمتها تنظيم كيان الجامعة ووضعها أمام عربة التقاليد الأكاديمية العريقة، ومن أهم تلك التقاليد: تقدير الرتب العلمية وعلى رأسها رتبة الأستاذ وإعطاؤه حقه، ومن المؤسف أن أصحاب هذه الرتب العلمية يعانون في كثير من الأحيان من (تقليل) دورهم و(تقزيم) حجمهم و(تهميش) فاعليتهم، مما خلَّف حالة تشاؤم تلف العديد منهم، وأجزم أن الكثير لا يمكنهم مخالفتي في قناعتي هذه ومن لا يتفق معي أتمنى عليه العودة إلى داخل أروقة وإدارات الجامعات في الأقسام والعمادات وغيرها ليجد فصولاً متكررة من كوميديا الصراع على قيمة الرتبة العلمية وعدمها، ولعل أبسط شاهد على ذلك هو ملء الإدارات الرئيسة بالتعيين الذي يتركز على أقل رتبة علمية وليس على أعلى رتبة لأشخاص تداولتهم ظلامات غياب المعرفة الأكاديمية الحقيقية وتلاشت عندهم المقدرة البحثية ليقرروا في النهاية (هم) قرارات علمية بحتة.

أن تقدم ورفعة شأن أي جامعة لا يتحققان إلا بسيادة واستقرار مناخ التقدير والثقة بمجتمعها العلمي، وازدهار تلك المسيرة لا يتبدى حقيقة ما لم تفعّل الأعراف والتقاليد الأكاديمية الصحيحة، ولن تتألق أسماء جامعاتنا ما لم تشرق شمس قيم الرتب العلمية عالية في سمائها.

 

البوارح
نعم: لا قيمة للرتب العلمية
د. دلال بنت مخلد الحربي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة