Wednesday  01/06/2011/2011 Issue 14125

الاربعاء 29 جمادى الآخرة 1432  العدد  14125

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

تبيان والعمل القرآني النوعي
د. محمد بن سريع بن عبدالله السريع

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لقد منَّ الله تعالى على هذه البلاد - المملكة العربية السعودية - أن كان دستورها كتاب الله, ومنهجها وخيارها شريعة الله, لا تبغي عنه بديلاً, ولا تسلك سواه سبيلاً.

مسلمة توافقت عليها القيادة والأمة, والراعي والراعية.

ولئن كان لكل أمة أو دولة هوية تلتقي عليها, وتمتاز بها, فكرية أو أيدلوجية أو عرفية أو اقتصادية؛ فإن هوية هذه البلاد في تميزها في هويتها, حين اتصلت بالقرآن منهجاً وسبيلاً وحكماً وتحاكماً.

ولئن كان لهذه البلاد المباركة إسهامات في الرقي بالعالم؛ في السلام والاقتصاد والتنمية وغير ذلك, فإن إسهامها الأكبر, وبصمتها المتميزة، وسر قبولها الصادق في قلوب الملايين من أبناء المسلمين والولاء الحضيض لها شرقاً وغرباً هو في الدفاع عن هذا الدين وحمل لواء الدعوة، ونشر العلم الشرعي.

وإن هذه الاسهامات لمكتسبات عظمى لا يجدر المحافظة عليها فحسب، وإنما ينبغي الازدياد منها وترسيخها وتوسيعها .

إن الحديث عن القرآن الكريم في هذه البلاد الطيبة حديث عن عُرَى لا تحل ووشائج لا تنفصم، وروابط لا يزيدها الزمان إلا تمكيناً، فهاهنا أرض القرآن، وبلد القرآن، ومهبط الوحي.

على هذه الأرض نزل، وفي أجوائها تلي، وبأيدي أبنائها أُخِذَ بقوة، ومنها انطلق لهداية العالمين إلى الهدى المستبين.

وقد قامت هذه الدولة المباركة على القرآن دستوراً، واستعلنت به منهجاً فأعزها الله به، وجمعها بعد شتات، وقواها عقب ضعف، وأغناها من عيلة، فعرفت لهذا الكتاب فضله، وسخرت ما أفاء إليه به عليها لخدمة الكتاب العزيز واتخذت منهجاً للحياة، و دستوراً للدولة، ومرجعاً للأمة.

ومن الجهود المباركة في مجال خدمة القرآن الكريم إنشاء الجمعيات العلمية السعودية، ومنها الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه والتي جاءت تلبية لاحتياجات ملحة، يتطلبها العمل القرآني.

إن إنشاء الجمعيات العلمية امتداد لنهج رشيد في تنمية الإنسان بموازرة تحديث البنيان واستثمار محمود في رأس المال البشري الذي يُنتظر أن يقوم بأعباء النهوض الحضاري .

إن وجود الجمعيات العلمية تمتين لبنية علمية صلبة، وترسيخ لثقافة البحث العلمي، وتوسيع لدوائر الحوار الرشيد، وتجسير للمسافات بين المجتمع والمؤسسات العلمية، مما يسهم في قيام مجتمع المعرفة، الذي يتعاطى مع تحدياته وتطلعاته عبر منهجية علمية فاحصة، ومن خلال دراسات موثقة، ومعلومات دقيقة، ويتناولها بالتحليل والنقاش العلمي المختص، الذي يُجيد المؤثرات الذاتية، ويغلب جانب الموضوعية وتحقيق المصلحة.

وإذا كان هذا في الشأن المجتمعي عامة فإنه في المجال القرآني آكد، فالمبادرات في خدمة القرآن كثيرة، والجهود متوافرة ولله الحمد، ولكنها أحوج ما تكون إلى مظلة علمية، تنتظم الشتات، وتفيد من التجارب، وتوظف المبادرات، وتتلافى التكرار، وترشد العمل وتنقله من الطور الفردي وما يعرض له من آفات إلى الطور المؤسسي العلمي، الذي ينقله في مرحلة المبادرة الآنية إلى المشروع الممتد، الذي يتعامل معه وفق مناهج البحث، ويحشد له أهل الخبرة والاختصاص، عبر اللقاءات التخصصية والمؤتمرات العلمية مما يجعله إلى الصواب أقرب وإلى السداد أميل.

إننا نشهد الليلة أحد أوجه هذا الجهد المبارك، في جائزة غير مسبوقة، تقدمها (تبيان) للبحث المتميز في مجال الدرس القرآني، مما ترجو أن يكون له أثر في الحراك العلمي عامة وفي البحث القرآني خاصة.

إن العمل في المجال ليبرز أمرين هما في الأهمية غاية:

أولهما:

أن أمام القرآن آفاقاً ممتدة، ومجالات واسعة، تنتظر عملاً حثيثاً، وجهداً متواصلاً، ودعماً سخياً، وحماسة لا تنقطع، وهي تعد بكثير في النجاح والإنجاز وإن البركة لمع هذا الكتاب وفيه، وفي العمل به وله.

ثانيهما:

أن الحاجة للقرآن ماسة، والانتظار لهدايته قائم، وما مثل القرآن والحاجة إليه إلا كشعلة متوهجة، تنظر كفاً صادقة تعليها لتبدد بها الظلمة وتجلى بها العماية، إن من صادق القول دون تزيد أن العالم اليوم في أمس الحاجة لهداية القرآن العزيز، ونور الكتاب المبين، لنمنحه السكينة عوض الاضطراب والرشد مكان الغي.

رئيس مجلس إدارة الجمعية

العلمية السعودية للقرآن وعلومه

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة