Wednesday  01/06/2011/2011 Issue 14125

الاربعاء 29 جمادى الآخرة 1432  العدد  14125

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

لا أظن أن ما أصاب ويصيب جدة، من سلبيات في مجال البنى التحتية، وفي التعاملات الإدارية للجهات الحكومية الخدمية، سيكون مبرراً لإهمال المباني التاريخية، في حارات عتيقة مثل المظلوم والشام والبحر. فقيمة هذا التاريخ الممتد لثلاثين قرناً لن توازيه قيمة، وليس من المعقول أن ينتهي الأمر بهذا التاريخ، ليكون ملجأ ومخبأ للعمال المتخلفين ولأوساخهم وحرائقهم ومعاركهم اليومية.

إنك حين تدخل منطقة لا تزال تعيش في عبق الماضي، مثل العيينة أو تاروت أو نجران أو الجوف، تستغرب لماذا يكون هناك صراع بين طين الأمس وأسمنت اليوم؟! لماذا حالة الحرب بينهما، ولماذا لا يتدخل أحد لإيجاد سلام بين هذين الزمنين؟؟

ليس هناك أحد ضد التطور وضد البيوت الحديثة، ولكن عصرنة الأحياء، لا يعني الحكم بالموت على البيوت القديمة. فكل مدن العالم المتحضرة، تجدها تحافظ على الوجه التاريخي لها، بل وتفتخر به، أكثر من فخرها بناطحات السحاب. ولذلك، فإننا نشارك تلك الجدران الجداوية والمكاوية والمدنية والقصيمية والحائلية، صراخها المرير في وجه الواقع الراهن، الذي تجاهلها وحوّلها، من شواهد تاريخية إلى مكبات للنفايات. وصراخنا لا يعني أن ليس هناك رجال كرسوا أنفسهم للمحافظة على بعض المناطق الأثرية، لكن هؤلاء الرجال لا يكفون، قياساً بحجمنا التاريخي الضارب في عمق القرون الماضية.

 

باتجاه الأبيض
آثار لأوساخ العمالة
سعد الدوسري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة