Thursday  02/06/2011/2011 Issue 14126

الخميس 30 جمادى الآخرة 1432  العدد  14126

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

منطقة الحدود الشمالية هي المنطقة الواقعة في شمال المملكة العربية السعودية، عاصمتها الإدارية والمركز الحضري والتجاري لها مدينة عرعر التي تقع على الطريق الدولي الرابط بين دول الخليج العربي والأردن وسوريا ولبنان، يحدها العراق من جهة الشمال، مساحتها 127 ألف كيلو متر مربع، وعدد سكانها يتجاوز 500 ألف نسمة، يوجد

بها كثير من الوديان والسهول؛ مثل وادي العويصي ووادي بدنه وكثير من التلال والجبال، كما تنتشر بعض الروضات بالمنطقة التي تنمو فيها الأعشاب الطبيعية، أهم مدنها، عرعر وفيها مقر الإمارة، ورفحاء، وطريف، والعويقيلة، وجديدة عرعر، وشعبة نصاب، وكذلك عدد 18 هجرة متنوعة الحجم والمساحة، فيها محمية واحدة هي محمية المعيلة، مناخ المنطقة عموما قاري، حار صيفا مع معتدل ليلا، يصل حد الصقيع في الشتاء، الرعي النشاط السائد هناك، وكذلك التجارة بكافة أنواعها، تملك المنطقة ثروة اقتصادية كبيرة من الفوسفات في منطقة حزم الجلاميد 90 كيلومترا غرب عرعر، وكذلك كميات تجارية من الغاز الطبيعي، وتعد هذه الثروة حسب تقدير الخبراء الثروة المستقبلية للمملكة العربية السعودية، فيها شبكة نقل ومواصلات لا بأس فيها، لكنها تحتاج إلى مزيد دعم وإضافة وامتداد وتوسع، وطاقة كهربائية لكن فيها بعض النقص والشح والانقطاع، ونهضة تعليمية ينقصها الشيء، ورعاية صحية فيها الكثير من القصور الواضح والبائن وتحتاج إلى همم دافعة للتطوير والتأهيل العالي وبناء المستشفيات والمستوصفات عالية التقنية والتصميم بشكل كبير وسريع غير آني وجلب كوادر طبية وتمريضية محلية وأجنبية مؤهله تأهيلا أكاديميا وفنيا تاما وراقيا، لا يوجد في المنطقة نهضة زراعية؛ حيث تعزو وزارة الزراعة ممثلة بالبنك الزراعي والقائمين عليه هناك ذلك الأمر لكون المنطقة شحيحة بالمياه، وليست بها كميات متوافرة بالحد الأدنى المطلوب، وهم بذلك يمنحون شهادة وصك براءة وإخلاء مسؤولية تبين بأن المنطقة غير مؤهلة للزرع والري والحصاد، لكنني مع ذلك وبغض النظر عن المسببات والأفق الضيق والرؤية المحدودة والمبررات شبه الواهية التي يطلقونها ويتشبثون بذيولها، أطالب وبقوة وصلابة بإنشاء شركات سعودية قابضة من القطاعين العام والخاص لأجل التطوير والتشغيل واستصلاح الأراضي الزراعية بعد البحث والتحري الدقيق في كافة أرجاء المنطقة الشمالية، عندها ويقيني التام بأن هذه الأوهام والرؤى والنظريات ستسقط وستتهاوى بشكل سريع وعجيب، وعليهم أن أرادوا وابتغوا عمل تطوير المنطقة زراعياً وجوب العمل الدؤوب في البحث الكثيف عن كيفية وآلية توفير التسهيلات الائتمانية والتمويل الميسر والسريع للشركات المعنية بأمر الزراعة واستصلاح الأراضي بعيدا عن (العرقلات والتعقيدات والأعذار) الإدارية، وذلك عن طريق المؤسسات والبنوك العامة والخاصةوكذلك العمل الفوري والاستراتيجي في إقامة السدود، وتوفير الآبار في المناطق التي يراد زراعتها، وتحسين شبكات الصرف الصحي للاستعمالات الزراعية بعد معالجتها وتنقيتها وفق أحدث المواصفات الفنية للدفع بالعمل الزراعي في المنطقة نحو الواجهة والحضور والثبات مع التعاون التام مع كافة جهات الاختصاص والإدارات المعنية، أن هذه العملية والنهج أفضل بكثير من طريقة توزيع الأراضي الزراعية على المواطنين البسطاء (الغلابة) الذين لا يعرفون من الزراعة سوى أسمها ومن الزرع سوى ما يملأ البطون ويروق للذائقة، ولا يملكون المؤهل المادي والفني الذي يؤهلهم للتخطيط والإنتاج ولا كيفية شراء آلة الحرث والحصاد، ولا يعرفون حتى وقت البذر وموسم حصاده، أننا بحاجة إلى فتح ملف المنطقة الشمالية الهام والدقيق والكبير بعجالة وتوضيح الأمر بدقة متناهية بيننا كأفراد وكمسؤولين كل وفق تخصصه وعمله وشأنه دون خجل أو حرج ودون رهبة أو توجس ودون محاباة أو مجاملة لتصبح المنطقة الشمالية بعدها مروجا خضرا وسندسا وإستبرقا، لا أراضي بوراً ونتوءات ملح وصحراء عطش وجلمود صخر ومدن يلفها الجفاف والصقيع والغبار الكبير، نحن نريد من جميع المسؤولين هناك في المنطقة الشمالية، وعلى كافة مستوياتهم العمل الجاد والإبداع السريع بعجل غير مؤجل، لا إلى التلكؤ والاستكانة، إنها دعوة لتجاوز حدود الكلام إلى حدود الفعل والعمل والإنتاج، وأن يقفوا بجد وتأمل وإخضاع النواقص والشوائب والسلبيات ووضعها تحت المجهر والتشريح بلا إطالة ولا تجاوز ولا تمهل ولا تأجيل.

إن خادم الحرمين الشريفين - أطال الله في عمره وكافة ولاة أمرنا أعزهم الله ورفع قدرهم وشأنهم - قد أفسحوا المجال لنا لنبدأ التحليق والعبور والعمل المميز نحو مصاف الأمم المتقدمة الأخرى في شتى الميادين والمجالات والمناحي، طلبوا منا ذلك مرارا وابتغوه وأرادوه وألحوا عليه، ومنحونا مساحات كبيرة وهائلة لنقول لهم بصراحة تامة ما يختلج في النفس، ويجول في الذاكرة دون أدنى وجل أو جزع أو رهبة، لقد علمونا بأن نوافذ أرواحهم مشرعة للشمس والضوء والقول السليم، إنهم نور الزمان والمكان وأحضان التقدم والاستطالة وشموع الإضاءة والإدهاش، حينما نتعب نريح ركابنا عند أبوابهم متحدثين معهم كيفما شئنا أو أردنا، نجيئهم على عجل حينما تثقلنا الحاجة وتنقصنا الأشياء، أنهم الشجر المثمر، ووضح النهار، وحاملين الهموم العظام، أنهم الفاكهة النظرة، والابتسامة الفارهة، والكلام الجميل المطرز بتراتيل المفردة، إنهم الشمس، والغيمة الحبلى بالمطر، ونصوص الكلام الجميل، هم سليل الملوك، وبارقة السناء، والرجال الذين يغار منهم الرجال، هم البنفسج والمروج الخضر والنبت والزينة والغرس وظلال الظلال، هم باحة الدار، وظل الدار، وسور الدار، وفيوض الشموع، ووجه الماء، ولون الحقل، إنهم أبناء من ألغى الصراخ والجوع والظمأ، وجعل من الجدب حقول قمح وسناء، أبناء من خرجت من أفعاله البيضاء آية، كلما رويت عنه حكاية عظيمة، جاءت بعدها حكاية عظيمة وآية، هم المشاريع العظام، والفضاء الرحب، وأسياد النخيل والشجر، فسلام عليهم حين يحط الحمام، وحين يطير الحمام، وحين يجيء الغمام، وحين يحل السلام، وحين يقوم الأنام صلاة لرب الأنام، سلام عليهم من فاتحة الكلام لآخر حدود الكلام.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

منطقة الحدود الشمالية.. ليست مروجاً خُضْرَاً أو سندساً ولا (إستبرق)!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة