Thursday  02/06/2011/2011 Issue 14126

الخميس 30 جمادى الآخرة 1432  العدد  14126

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

حين جاء عصر الإنترنت، حل البريد الإلكتروني محل الكثير من المراسلات التقليدية، وظهرت طرق جديدة للمراسلات تعتمد على الإنجاز والاختصار. ثم جاءت المواقع الاجتماعية والسياسية كالفيسبوك والتويتر فأضفت أموراً جديدة أخرى على أدب المراسلات الإلكترونية. لكن أسلوب الكتابة المختصر لا يعني الخروج عن أصول الأدب والذوق الرفيع في مخاطبة الناس وخاصة أفراد الأسرة. فإذا كان القلم بليغا في التعبير عن مكنون النفس فإن لوحة المفاتيح الإلكترونية لا تقل بلاغة، فالقلم يعبر عن فكر من يملكه، بينما لوحة المفاتيح تعبر عن ذكاء وثقافة من يعرف كيف يتم الضغط عليها. نحن نعلم ان النشر الإلكتروني يجتاز المواقع الرقابية السائدة في النشر الورقي، لكنه لا ينبغي أن يخرج عن عالم الأدب والأخلاق. ولئن ساعدت الإنترنت على نشر ثقافة النخبة، فإنها ساعدت أكثر في نشر ثقافة لكل أمة من أمم العالم، حيث الانتشار الاخطبوطي السريع بين اناس من مختلف الأديان واللغات والعادات والتقاليد والأجناس والأطياف والثقافات. فهل ستكون هذه الثقافة الأممية طاردة للأدب التقليدي مع الزيادة المطردة لعدد المستخدمين للمواقع الإنترنتية إذ يقال: إن عدد مستخدمي الفيسبوك والتويتر يفوق الخمس مائة مليون (500.000) إنسان على وجه الأرض.

إن أختي الفاضلة (أم تركي) أطلعتني على تعليق لابنها (تركي)، الشاب ابن السادسة عشرة من عمره، وقد جانب الصواب بتبنيه رأياً لكاتب أمريكي حول موضوع معين، ومن ثم إرساله إلى أمه، وهي التي يزيد عمرها عن ضعف عمره وضعف معرفته وثقافته وخبراته وتجاربه، رسالة فيسبوكية توبيخية، فماذا كتب تركي الابن لوالدته؟؟؟

«»يقول تركي: «عند محاولتك يا أمي التعليق في المرات القادمة أتمنى يا أمي العزيزة أن تكوني حذرة من استخدام العموميات أو من التعميم... واحذري كل الحذر عند اختيارك الكلمات التي تصلح لأي موضوع...

واحذري من التعليق على أي موضوع قبل قراءة التعليقات السابقة، وإن لم تحذري من كل ذلك فاحذري من أي رد قاس قد أضطر مع مزيد من الأسف إلى كتابته مستقبلا... وأرجوك يا أمي العزيزة عند التعامل معي...نسيان أني طفلك الصغير والتعامل معي كخبير في عالم الفيسبوك... من الآن وصاعدا لست مستعدا للبقاء صامتا لأنكما وأقصد (انت وابي) تشعران ان كبر عمركما قد أوصلكما لقمة الهرم في الحياة... وأحب ان أذكركما بالمثل الذي يقول:

قل للذي يدعي في العلم معرفة

عرفت شيئا وغابت عنك أشياء...

لابد أن تعرفوا جيدا قدر المعرفة (كيف نشعر وكيف نفكر) نحن معشر الأبناء ومستوى ثقافتنا... فاعذريني امي العزيزة على صراحتي الواقعية....».

تلك كانت ثقافة الفيسبوك العائلية والسؤال: «هل كان تركي بالفعل يفكر في نتيجة رسالته القاسية مع ست الحبايب والدته؟؟؟

 

ثقافة الفيسبوك والتويتر في المراسلات العائلية
د. محسن الشيخ آل حسان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة