Thursday  02/06/2011/2011 Issue 14126

الخميس 30 جمادى الآخرة 1432  العدد  14126

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

النزاهة
د. فهد بن عبدالرحمن السويدان

رجوع

 

النزاهة ذلك السلوك القويم الذي يربى عليه الإنسان بينما الفساد هو أحد الأفعال الجرمية التي ترصف في القوانين الجنائية باعتبارها جناية أو جنحة يعاقب القانون على مرتكبيها بإحدى العقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات الذي شرع من أجل الحفاظ على أمن المجتمع واقتصاده بالمعنى الواسع خدمة للمواطنين؛ وقد قيل في النزاهة إنها سلوك غير تلقائي يكتسبه الإنسان بالتربية والتعليم والتوعية منذ نعومة أظفاره، إنها الشرط السليم الموافق للصحة المرادف للصدق والأمانة.

قال ابن كثير رحمه الله: (ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض وما أضره بعد الإصلاح فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد ثم وقع الإفساد بعد ذلك كان أضر ما يكون على العباد، فنهى تعالى عن ذلك وأمر بعبادته ودعائه والتضرع إليه والتذلل لديه فقال (وادعوه خوفاً وطمعاً) أي خوفاً مما عنده من وبيل العقاب وطمعاً فيما عنده من جزيل الثواب ثم قال (إن رحمة الله قريب من المحسنين) أي إن رحمته مرصدة للمحسنين الذين يتبعون أوامره ويتركون زواجره.

من مقومات الإصلاح هو محاربة الفساد بكافة أشكاله، والحد من انتشاره، لأن نشر الفساد بين الأمة يعتبر من أهم مقومات الفساد.

أهدى رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً يقال له: مدعم فبينما مدعم يحط رحلاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أصابه سهم عائر فقتله، فقال الناس: هنيئاً له الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلا، والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم، لتشتعل عليه نارا». فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشراك، أو شراكين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «شراك من نار، أو شراكان من نار». متفق عليه.

عن أبي حميد الساعدي قال: (استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتبية فلما جاء حاسبه قال هذا ما لكم وهذا هدية؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد: فإني استعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول هذا مالكم وهذا هدية أهديت لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته؛ والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة فلأعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يده حتى روي بياض إبطه يقول اللهم هل بلغت بصر عيني وسمع أذني). رواه البخاري.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به) رواه الإمام أحمد في ‏‏مسنده.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: هدايا العمال غلول رواه الألباني، فالنزاهة، والعدل، والشفافية والأمانة والصدق من مقومات الحكم الرشيد.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة