Thursday  02/06/2011/2011 Issue 14126

الخميس 30 جمادى الآخرة 1432  العدد  14126

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

رداً على الكاتبة سمر المقرن:
المرأة إنسان كامل من دون قيادة

رجوع

 

قرأت ما كتبته الكاتبة (سمر المقرن) في صحيفة الجزيرة الصادرة يوم الخميس 23-6-1432هـ في صفحة الرأي تحت عنوان (أريد أن أكون إنساناً كاملاً) وخلاصة المقال: أنها تتمنى أن تقود السيارة حتى تسد النقص في إنسانيتها، خاصة بعد سفر السائق الأجنبي، وذكرت العديد من المبررات لقيادة المرأة للسيارة. أقول للأخت سمر وأمثالها: أنت إنسانة كاملة - والحمد لله - قبل القيادة وبعدها، إذ لا دخل للقيادة في كمال الإنسانية بعد أن كرمك الله في كتابه وفضلك على كثير ممن خلق تفضيلا، فلا ينبغي أن نبالغ في طلب قيادة المرأة للسيارة حتى نجعله جزءاً من إنسانيتنا، ولو كان الأمر كذلك، فكل الجيل السابق من النساء ومن لم يقدن السيارة منهن في العصر الحاضر ناقصات، وهذا مما لا ترضينه لبنات جنسك، نعم لك الحق أن تناقشي هذا الموضوع من ناحية اجتماعية لا إنسانية، فالإنسان - رجلاً كان أو امرأة - كامل بإيمانه وكريم أخلاقه، ولا أعني الكمال المطلق، لأنه يعتريه النقص بسبب نفسه الأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي. ثم إن الحديث عن قيادة المرأة للسيارة قتل بحثاً مرارا وتكراراً، ولا أرى فائدة من إعادته بين فترة وأخرى، إلا إذا كان القصد الإلحاح في الطرح من باب (ومدمن القرع للأبواب أن يلجا). ومن العقل والحكمة لكل من أراد طرح هذا الموضوع أن يذكر سلبياته مع إيجابياته، ولا يقتصر على الإيجابيات فقط انتصاراً لرأيه، إذ إن هذا الموضوع داخل تحت قاعدة (درء المفاسد وجلب المصلح)، ومن الإنصاف أن لا نغفل جانب المفاسد، واسألي عنها اللاتي يقدن السيارة في الدول المجاورة، ثم سؤال أطرحه لكل من يؤيد قيادة المرأة: هل ستحل المرأة محل السائق الأجنبي في كل أعماله ويستغنى عنه تماماً ونحتفل بمغادرة آخر سائق في البلد كما تقوله إحدى الكاتبات في مقالة سابقة، أم أنه سيظل موجوداً معها إذا تحقق لها ما تريد؟

إن كان الجواب (نعم) فأقول: هذه مغالطة وخلاف الحقيقة، فالسائق ما وجد لغرض واحد فقط، بل لأغراض متعددة لا تستطيع المرأة أن تقوم بها وفوق تحملها، وإن كان الجواب (لا) فهي حجة واهية لتحقيق غرض معين. وهل اللاتي يقدن السيارة الآن في الدول المجاورة لا يوجد في بيوتهن سائق؟.

أعود فأقول: إن الإسلام كرم المرأة قبل أن تصنع السيارة، فاتركوا الأمر لأهل الحل والعقد من المسئولين في الدولة، والعلماء الأجلاء الذين يقدرون المصالح والمفاسد، ولتهتم المرأة بشؤونها الخاصة، وواجباتها، ومسئولياتها الكبرى، وقد جعل الله لولاة الأمر تقدير مصالحها كالرجل. وقبل الختام أجيب على سؤال أحد المؤيدين المعلقين على مقال الأخت (سمر) إذ يقول: ما الفرق بين أن تذهب المرأة للسوبر ماركت على قدميها أو تذهب بالسيارة؟ فأقول: وهل السيارة لن تستخدم إلا لهذا الغرض الذي ذكرته، ما أجمل أن يكون الإنسان منصفاً في طرحه، وإذا كنا نعاني اليوم من الزحام في المدن قبل أن تقود المرأة فما بالك بعد القيادة والنساء يشكلن أكثر من نصف المجتمع، فضلاً عما يصحب هذه القيادة من سلبيات أخرى لا تخفى على أحد، واللبيب بالإشارة يفهم.

د. إبراهيم بن ناصر الحمود

dr-alhomoud@hotmail.com

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة