Friday  03/06/2011/2011 Issue 14127

الجمعة 01 رجب 1432  العدد  14127

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كنت في رحلة عمل إلى جمهورية الصين الشعبية خلال شهر مايو 2011م، ما أتاح لي فرصة التوقف في ثلاثة مطارات دولية هي (هونج كونج) و(كوانزو) جنوب الصين، و(بكين) العاصمة الصينية، تلك الفرصة لم تكن مروراً عابراً أو توقفاً قصيراً...

إنما مكوث دام قرابة ست ساعات متصلة. خلال هذه الساعات كنت أجول ببصري في أركان وزوايا ومرافق كل مطار، حيث أرقب بتمعن مشهد الأرتال البشرية وهي تتدفق عبر مرافقه وممراته نهايةً إلى بواباته بكل انسيابية، فبدت لي لوحة جميلة من التناغم الحضاري، بين الإبداع في التنظيم، والتميز في الخدمات، والفخامة في المكان، والوضوح في الإرشادات مع كثرة الشاشات وتوزعها. هنا تساءلت بتلقائية عن فارق الحال بالنسبة لمطاراتنا الدولية؟ رغم أن إمكاناتنا لا تقل إن لم تكن أفضل من إمكانات أصحاب تلك المطارات، التي تعكس أفضل انطباع إيجابي عن مدى التقدم الحضاري الذي بلغته الصين في مجال خدمات النقل الجوي. فالمطار يعتبر البوابة الأولى التي ترسم الانطباع الأولي في ذهنية الضيف الزائر أو المسافر العابر.

تلقائية ذلك التساؤل جعلتني أفترض مسألة غريبة قد تكون مضحكة، وهي أن مسئولي مطاراتنا، وأعني بهم المسئولين عن التخطيط والتصاميم والإنشاءات لم يسافروا في رحلات خارج المملكة ليشاهدوا أين انتهى العالم في تصميم وتشييد وبناء مطارات عصرية بخدمات مذهلة. وإن كانوا قد سافروا - وهذا هو الأقرب إلى الواقع على حقيقة أنه لا يوجد مواطن فضلاً عن مسئول لم يسافر في رحلة دولية - فقد يكونوا ممن سافر عبر الصالات التنفيذية في المطارات، أو أنهم لم يمكثوا في المطارات الأجنبية التي مروا بها أو سافروا خلالها إلا دقائق معدودة لا تمكنهم من ملاحظة الفروقات العديدة بين مطاراتنا الدولية ومطارات دول أخرى مماثلة لنا في الوضع الاقتصادي.

خاصةً الخدمات والمرافق الحيوية بالنسبة للمسافرين.في ضوء ذلك سأشير إلى أحد المطارات التي ذكرتها في أول المقال، وهو مطار هونج كونج، فبغض النظر عن عدد البوابات أو نقاط المرور التي تتجاوز المائة نظراً لحجم المسافرين القادمين أو العابرين، أو محلات التسوق والمطاعم المتنوعة، تجد خدمة الإنترنت متوفرة (مجاناً) على طول المطار وعرضه، سواءً عبر جهازك المحمول أو بوجود شاشات مجهزة لهذا الغرض، كما يوجد مقاعد مخصصة للاسترخاء، بحيث تخفف من وعثاء السفر عن بعض المسافرين في ذات الوقت تُسهم في منع العادة السلبية المتمثلة بنوم بعضهم على المقاعد المخصصة لجلوس المسافرين عند البوابات، أيضاً هناك خدمة النقل عبر سيارات الغولف لمن لا يستطيع السير.

ومن جهة المرافق فسوف تصطدم بمستوى النظافة العالية لدورات المياه (أعزكم الله)، وكأنها للعرض أو أنها لم تستخدم من قبل، فتستغرب سر هذه النظافة مع أعداد المسافرين، كما أنها موزعة بشكل ذكي على امتداد المطار. أيضاً توجد غرف مخصصة للمدخنين بحيث لا تضطر إلى وضع اللوحات دون تفعيل حقيقي لها كما هو الحال في مطاراتنا، أما أغرب الخدمات التي شاهدتها فهي وجود غرفة مصلى في زاويتها ركن للوضوء. الجميل أن مطار هونج كونج رغم ضخامته واتساع مساحته إلا أنك لا تشعر بذلك لجمال تصميمه وحسن تنظيمه.

بعد كل هذا أجدني عاجزاً عن الوصف المعبر عن الصورة الإيجابية التي خرجت بها عن تلك المطارات، ما يجعلني أدعو مسئولي الطيران المدني أن يجولوا في بعض المطارات الدولية ليرصدوا الأفكار الإبداعية في التصميم والتنظيم ليسعفوا بها مطاراتنا، فمن يريد أن يلحق بالآخرين عليه أن يبدأ من حث انتهوا.

kanaan999@hotmail.com
 

مطارات العالم ومسئولو مطاراتنا!
محمد بن عيسى الكنعان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة