Friday  03/06/2011/2011 Issue 14127

الجمعة 01 رجب 1432  العدد  14127

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كان من ضمن توصيات المشاركين في الدورة الشرعية الفلكية الثالثة, التي عُقِدت قبل أيام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: تعميم مراصد متنقلة؛ لتحري رؤية الهلال في الأماكن, التي تكون مظنة رؤية للهلال في جهات المملكة الأربع.

وفي اعتقادي أن مثل هذه الخطوة لا تخرج عن كونها وسيلة في الاعتماد عليها, ضمن دائرة الرؤية الشرعية, وهو تأكيد لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُمّ عليكم فأكملوا الشهر ثلاثين».

تعميم مراصد متنقلة؛ لتحري رؤية الهلال, موافق لقرار هيئة كبار العلماء, الذي صدر عام 1403هـ, وأصبح العمل عليه منذ ذلك الحين, حين رأى المجلس أن إنشاء المراصد كعامل مساعد على تحري رؤية الهلال لا مانع منه شرعاً، وأن الهلال إذا رؤي بالمراصد رؤية حقيقية تعيّن العمل بهذه الرؤية, ولو لم يُرَ بالعين المجردة؛ لأن المثبت مقدم على النافي.

أذكر جيداً أن الأمر السامي رقم 3-ح-1529 صدر في 23-1-1399هـ, القاضي بإنشاء المرصد الوطني الفلكي بالمملكة, تقوم بإنشائه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا سابقاً)، وتم البدء في المشروع عام 1400هـ. كما سبق أن صدر الأمر السامي رقم 265-م, في 4-2 -1404هـ, بشأن الاستعانة في رؤية الهلال بالمرصد, وتكليف مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بإنشاء مراصد فلكية؛ لرؤية الأهلة في مختلف مناطق المملكة. وقد تم تحديد الهدف الأساس من إنشاء هذه المراصد, من خلال قرار هيئة كبار العلماء المشار إليه سابقاً, وهو تحري رؤية الهلال بعد الإهلال، أي عندما يكون القمر فوق الأفق بعد غروب الشمس وبعد أن يكون قد أهل, وأصبح بالإمكان رؤيته من خلال العين المجردة, بوساطة الراصدين الفلكيين, الذين تتوافر لديهم معلومات كاملة عن موقع القمر, من حيث ارتفاعه فوق الأفق, وشدة لمعانه, وبُعدة من مكان غروب الشمس، وذلك عن طريق إعداد الحسابات الفلكية, من خلال الحاسب الآلي، الذي يجدد موقع الهلال في أي لحظة وفي أي مكان بدقة كبير, من حيث تحديد موقع القمر أو أي جرم سماوي في القبة السماوية, في موقع معين ووقت معين, وارتفاعه عن الأفق, عندما يكون القمر فوق الأرض, وشدة لمعانه وبُعده عن الشمال، وكذلك بُعده أو قُربه من الشمس في لحظة غروبها، وهل يغرب بعدها أم قبلها؟ وموعد شروقه وغروبه, ومقارنته بموعد شروق وغروب الشمس. ومن ثم يتم توجيه المنظار بوساطة الحاسب الآلي أيضاً على موقع القمر؛ لمشاهدته إذا توافرت الشروط العلمية الفلكية الملائمة لإمكان الرؤية.

وقد حدثني عضو الاتحاد الفلكي الأستاذ عبد العزيز الشمري بأن الحاسبات الفلكية التي تحدد موقع القمر دقيقة جداً؛ حيث تم الحصول عليها من مراكز علمية متخصصة في هذا المجال, مثل: مرصد البحرية الأمريكية من خلال برامج الكمبيوتر على مستوى عالمي, ومعترف بصحتها على مستوى العالم في هذا المجال. وقد تمت تجربة هذه الحاسبات من حيث التطبيق العملي, من خلال المواقع المختلفة بمعهد بحوث الفلك والجيوفيزياء, ووُجد أنه بمجرد إعطاء هذه الحسابات للحاسب الآلي الخاص بالمنظار التلسكوب فإن المنظار المذكور يتوجه بدقة متناهية إلى موقع الجرم السماوي المحدد له.

ولأننا نطمح إلى أن يكون المركز الوطني للفلك واجهة علمية فلكية متميزة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي في هذا المجال المهم، وإعداد الدراسات الفلكية اللازمة؛ لرؤية الأهلة بواسطة المناظير الفلكية في المراصد الثابتة أو المتنقلة من خلال التصوير الفلكي للأهلة والأجرام السماوية، فأن تعميم مراصد فلكية متنقلة في جهات المملكة الأربع؛ لتحري رؤية الهلال, هو مقصد شرعي, تجتمع عليه وحدة مشاعر المسلمين, وذلك بالأخذ بالأسباب الحقيقية؛ لتحقيق تطلعات مشتركة بين شعوب العالم الإسلامي؛ فتكون أعياد المسلمين وشهور عباداتهم متفقة, بدل الخلاف السنوي المتكرر, ولا يكون ذلك إلا بالجمع بين الأدلة الشرعية والحقائق العلمية.

drsasq@gmail.com
 

مراصد متنقلة لتحري رؤية الهلال!
د. سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة