كنت أمر من أمام المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني يوميا في طريق عودتي من عملي في التلفزيون السعودي إلى منزلي، صرح شامخ يقع في قلب مدينة الرياض على شريان شارع مهم في طريق الملك فهد، ولم أكن أعرف أنني يوما ما سأكون جزءا بطريقة أو بأخرى من هذه المؤسسة الوطنية المهمة.

في نجران التي كانت تحتفي باليوم الوطني للمملكة العام الماضي ومن خلال كشافة مؤسسة التدريب التقني والمهني المشاركين في الفعاليات وقد استضافت المؤسسة وفود جمعية الكشافة العربية السعودية التي واكبت المناسبة، فقد تعرفت وعن قرب لجهود المؤسسة وفروعها الممتدة في مناطق المملكة ومشاركتها آنذاك من خلال خيمة تقنية مهنية عرضت أبرز ما ينتجه طلابها ومنسوبوها من حرف وصناعات مختلفة وأبرزها تلك التي تقوم بها أقسام وفروع البنات التي تبشر بخير سواعد هذه البلاد ونشاط شبابها وإخلاصهم وانتمائهم.

في نجران أيضا قبل أيام أقيم تحت رعاية أميرها المحبوب مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز حفل التخريج الأول لمتدربات المعهد العالي التقني للبنات وبحضور د. منيرة العلولا التي تشرفت بالتعرف عليها عن قرب والتي نالت تشريف وطنها لها بمنصب نائبة محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بعد مشوار مبدع تنوع في كلية التربية للبنات ورئاستها وجهودها البارزة، امرأة تعمل لأنها تؤمن بواجب الإخلاص لوطنها من خلال موقعها، وما أجمل في تلك الليلة من الفرحة التي كانت واضحة وقت تكريمها تلميذاتها اللاتي غمرتهن بفيض حنانها وتوجيهاتها.

في المعهد التقني في نجران يظهر إبداع الفتيات في مجالات عديدة ومهن رائعة كالخياطة والتجميل وصنع الكثير من فرش المنزل، مبدعات عزفت أناملهن على ما تيسر من مشغولاتهن لوحات رائعة تجلت بفن فيما صنعن.

مما استوقفني كلمة معالي المحافظ الدكتور علي الغفيص رئيس المؤسسة أنه ينتظر من المؤسسات المختلفة في المجتمع استقطاب هؤلاء الخريجات كما الخريجين أيضا إلى تلك المؤسسات والاستفادة منهن في سوق العمل حيث إن هذه المؤسسة خرجتهم مؤهلين لسوق العمل وبجودة عالية.

هنيئا لهذه المؤسسة الجهد الذي تقوم به لتشكل مجتمعا متكاملا جنبا إلى جنب مع الجامعات فيه المهني والأكاديمي.

من آخر البحر:

قلت للريح هبّي بي إليه

هبيه جذوة القلب

لا تطفئي القلب في رحلة الإعصار

وامنحي العمر قنديلا.. وصهيلا وكنار