Friday  03/06/2011/2011 Issue 14127

الجمعة 01 رجب 1432  العدد  14127

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

لا تكاد تمر مناسبة أحضرها هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، يتحدث فيها المشاركون عن الشرق الأوسط ودول الخليج العربي تحديداً والفنون البصرية والمتاحف، إلا ويتم توجيه سؤال أو أكثر عن تلك المتاحف، البعض لا يفرق بطبيعة الحال بين دول الخليج، بينما البعض الآخر يملك ثقافة وخلفية عميقة عن المنطقة، ولكن يتكرر السؤال ذاته الذي يُطرح أمامي أحيانا باستغراب أو ربما بتهكم! المهم أنه ذلك السؤال الذي أخجل وأنا أجيب عليه قائلة؛ «نعم لا يوجد لدينا في المملكة العربية السعودية متحف للفن الحديث والمعاصر».

هذا الحديث كنت قد شاركت فيه مراراً عندما كنت في أرض الوطن، بل يستمر أحيانا من خلال وسائل الاتصال المختلفة اليوم مع الزملاء والأصدقاء الذين يأملون في قرب إنشاء متحف للفن الحديث أو المعاصر أو كليهما في المملكة، وقد كتبنا وكتب غيري وطرحنا هذه الإشكالية بشكل متكرر، مع محاولة شرح أثر هذا النقص الذي يعيبنا كحضارة وبلد ذي اقتصاد له وزنه على المستوى الإقليمي والعالمي، بل يكفي أن نُقارن بقطر أو الإمارات العربية المتحدة لتكون الكفة لصالحهم في هذا المجال مع ما نملك من مقومات اقتصادية وثقافية وحضارة تمتد آلاف السنين، يضاف إليه هذا النمو المتسارع في مجال الفنون البصرية والذي لم يسبقنا فيه سوى البحرين والكويت من دول الخليج، بل من المعيب أن نُوجد مثل هذه الفرص للوافد الذي استخدم ذكاءه الاستثماري في بيعنا بضاعتنا! فقدمنا لهم فنوننا على أطباق ذهبية من خلال الوساطة بين فنانينا وجامعي الأعمال لدينا، إضافة إلى كل ما يستطيعون الحصول عليه من دعم بعض من مؤسسات القطاع العام والخاص من باب خدمة المجتمع!، وكأنما العائد المادي من بيع هذه الأعمال غير كافٍ!

يضاف لما سبق أهمية تميز المدن سياحياً وحضارياً بمتاحفها، فلا تذكر باريس دون اللوفر، ولا لندن دون المتحف الوطني أو البريطاني أو التيت، ولا نيويروك بدون الميتروبولوتان والموما والغوغونايم.. ومن لا يزور تلك المتاحف فكأنما لم يزر تلك المدن (في الفكر الغربي طبعاً، لا فكرنا العربي المرتبط بالشانز وأكسفورد أو مواقع التسوق فقط!)

ونحن لدينا المتحف الوطني.. ولكن أين الفنون الحديثة والمعاصرة؟ لدينا نشاط فني واسع أصبحت أعمال فنانينا محط أنظار دور المزادات والعرض والبينااليات، ولكن أين الفنان وعمله من التقدير المحلي في ظل غياب متحف لأعماله؟

ودور المتحف لا يقتصر على عرض أعمال الفنان المحلي، بل يتعداه كوسيلة تعليمية وتثقيفية سواء للمتخصص أو غيره، بل إن تنظيم زيارات لمثل هذه المتاحف لطلاب التعليم العام أكثر نفعا وإكسابا للمهارات من زيارتهم لمدينة الملاهي كحال العديد من المدارس الأهلية حاليا. ولا ننسى الدور إقتصادي للمتحف، فكم يا تري هي عائدات اللوفر على باريس؟ ولا نقصد تذاكر الدخول فحسب، ولكن كل ما يدور حول المتحف كمنشأة ثقافية، في كل ما يحيط به أو يخدمه كالفنادق والمطاعم وغيرها، وما توفره تلك الصناعة من وظائف متعددة كجزء من منظومة سياحية لها العديد من الفوائد الاقتصادية.

msenan@yahoo.com
 

إيقاع
للمرة المليون: نريد متحفا
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة