Friday  03/06/2011/2011 Issue 14127

الجمعة 01 رجب 1432  العدد  14127

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تدوون لنا ورقة تقويم اليوم الجمعة أول يوم من شهر رجب المبارك عبارة نقول: (لا تطعم طعامك من لا يشتهيه)، وعهدي بالمضياف يقدّم طبقه دون أن يبتدر بمساءلة الضيف إن كان يشتهي أو لا، فمن موجبات التكريم، وقِرى المستضاف، هو بذل كل ما يمكن لوفادته وإكرام نزله.. وهو إن شاء تناول، فكان تبادلاً منه لحسن الضيافة، وإن لم يشأ أو لم تبادره شهوته فإنه لن يفعل، غير أن في ذلك ما ليس من حسن التبادل مع كريم المشاعر..

إن منع النفس عن مبادرة العطاء للآخر ما لم تكن عند هذا الآخر رغبة فيه.., يقابل المثل الآخر: (إن أردت أن تحرمه، فاسأله).. لأن المرء يميل بطبعه نحو الخجل، يطلب ولا يلح ولا يبادر نحو طعام لا يقدم إليه بأريحية المستضيف، ما لم يكن واحداً من أهله المقرّبين أو صديقه الأخلصين، حيث عندهما لا حاجز بينهما ولا تردد في تقديم الرغبة على الصمت عنها، أو الإحجام عن الحاجة للطعام في حضوره أو غيابه.. وهذا ما حثت عليه الآية الكريمة من سورة النور، إذ فنَّد فيها الخالق العظيم، خالق البشر، المطلع على نفوسهم خافيها وظاهرها، جميع الفئات من الناس، التي يجوز للمرء الدخول بيوتها، والأكل من طعامها دون سؤال أهلها..

على أن هناك غيرها، يمكن أن يطعمهم المرء على حبه للمال، وللطعام دون أن يقسرهم على السؤال.. من ذوي القربى والمساكين.. وغيرهم..

فمن يطعم الطعام دون أن ينتظر التعبير عن الحاجة إليه، كمن يفشي السلام فيمن تشتته الحاجة للأمان.. أمان البطن مثل أمان النفس..

والمشتهون لهما حين لا يقدرون على التعبير عن حاجتهما إليه، فإن شهوتهما لهما تطغى وإن لم تظهر، فلا أجمل من المبادرة لتقديم الطعام والسلام، حيث يحل للإنسان نفس في شهيقه وزفيره..

هذا وجه من أوجه المعنى لهذه المقولة.. من المؤكّد أن لها أوجهاً أخرى, ليعبّر عنها القارئون دلالات الكلام..

 

لما هو آت
وجه من المعنى..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة