Saturday  04/06/2011/2011 Issue 14128

السبت 02 رجب 1432  العدد  14128

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قلة من المسؤولين يغادرون مواقعهم الــوظــيــفية ويترجلون من الكراسي وقد طبعوا بصماتهم بـوضـوح فـي كــل صفـحة من صفحات مسيرتهم العملية. بصمات لا يمحوها الزمن وتقادم العهد ولا يبدلها تداول الأيام لأنهم ببساطة يركزون على نوعية العمل وجودة المخرج وبناء الإنسان مدفوعين بزخم لا يتوقف من العطاء اللا محدود لوطن يستحق البذل والتضحية بلا حدود.

شرفت مساء الأحد الماضي بمشاركة رجالات التربية والتعليم بمنطقة الرياض بالاحتفاء بمديرهم السابق الأخ العزيز الدكتور عبدالعزيز بن محمد الدبيان والذي ترجل عن منصبه في أمسية وداعية احتفائية جميلة رعاها نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد السبتي وبلمسة وفاء نادرة من خلفه في المنصب الأخ الكريم الدكتور إبراهيم المسند. كانت ليلة جميلة تمازجت فيها لمسات الوفاء ونبضات القلوب الصادقة بالحب الفياض لترسم لوحة زاهية ترجمت فيها قيم النبل في مجتمع أصيل يقدر أبناءه.. وبثت ليلة التكريم رسالة للجميع تحمل مضامين التأكيد على أن من يعمل ويخلص ويعطى فإنه يستحق مثل هذا الاحتفاء المؤطر بالمشاعر الجميلة.

ليلة الاحتفاء بالدبيان كانت فرصة للجميع ليشهدوا خطوات النهاية العملية والبدايات الواثقة لحياة أخرى حبلى بعطاءات أكثر نضجاً في مضامير الحياة المتصلة والمستمرة لِمَ لا، وأخي أبو محمد بات يمتلك خبرة ودراية يمكن الإفادة منهما في أي مجال يخدم الوطن.

كلمة الدبيان في وداعيته حملت باقات عطرة زكية من وفاء الرجال المخلصين لمن يستحقون الوفاء فلم يغرب عن باله لحظة اختلاط الدموع بمشاعر الفرح الوقفات الصادقة لمن ساندوه ودعموه ووقفوا بجانبه كي يحقق لمنطقة الرياض التعليمية ما يطمح له أميرها سلمان بن عبدالعزيز ونائبه الأمير سطام ووزير التربية ونوائبه. ولم يغفل عن وقفات زملائه في الوزارة وإدارة التربية والتعليم بالمنطقة وأولياء الأمور وأطياف المجتمع مجدداً الولاء والبيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

شخصياً عرفت عبدالعزيز الدبيان منذ أن كان مديراً عاماً للتدريب والابتعاث في وزارة التربية إنسانا يحمل روح المواطنة الصادقة مخلصاً وأميناً في عمله منفذا لتوجيهات رؤسائه مستشعراً عظم المسؤولية ومؤمناً بسمو الأهداف التربوية التي ينشدها ساعيا بجد ودأب لتحقيقها ولم يزده تعيينه مديراً عاماً للتربية والتعليم بمنطقة الرياض إلا إصرار على مواصلة العطاء وتطبيق الأنظمة واللوائح دون مجاملة لأحد وهو ما وضعه في أكثر من مرة في مواجهة حقيقية مع عشاق الفوضى والذين لا يرتاحون ولا يتكيفون إلا تحت ظلال وارفة من التسيب والانفلات والاستيلاء على حقوق الآخرين وقد شهدت أكثر من موقف من تلك المواجهات في بعض زياراتي له في مكتبه لكنه وشهادة حق كان يواجه صلف البعض وتعالي أصواتهم بالهدوء والصبر وسعة الصدر والردود المقنعة. كنت أسأله دائماً كيف يجد الوقت وهو يتواجد في مكتبه ومواقع العمل الأخرى صباحاً ومساء وأيام الخميس والجمعة وفي الإجازات القصيرة والطويلة فيرد دائماً أن العمل يقتضي التواجد الدائم.

من الملفات التي تحسب للدكتور الدبيان ملف الأمن الفكري وحرصه الشديد على حماية أبنائنا من الفكر الضال وسعيه لتطهير ميدان التربية والتعليم من رواد الفكر المنحرف واهتمامه المستمر بتحسين البيئة التربوية. وداعية بمغادرة ميدان العمل ولقاء مستمر بإذن الله في دروب الحياة يا أبا محمد.

shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
وداعية عبدالعزيز الدبيان
د. عبد الرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة