Sunday  05/06/2011/2011 Issue 14129

الأحد 03 رجب 1432  العدد  14129

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

رحمك الله يا أبا عبدالعزيز
عبدالرحمن بن زيد السويداء

رجوع

 

«سويداء القلب أقصى مكان في الفؤاد» طالما ردد هذه الجملة كثيراً كلما استمر بيننا الحديث، عرفته- رحمه الله- عندما كان مكتب مطابع الفرزدق في شارع جرير بالرياض لأول مرة في زيارة له مع أحد الأصدقاء، ثم أصبحت هذه المعرفة بصفة مستمرة عندما بدأت طباعة كتبي في مطابع الفرزدق لمدة ثماني سنوات من عام 1405-1414هـ فكل كتبي الأولى قد طبعتها عندهم مما جعلني أمر عليه بصفة دائمة في مكتبه أو في منزله بالعمارية ثم منزله بالرياض، وكلما رأيت أن معي شيئاً من الوقت مررت عليه، فإن رأيته غير مشغول جلست عنده وتبادلنا الأحاديث الأدبية، وأسأله عن بعض المواضيع، وقلما يكون لديه وقت وهو غير مشغول بالبحث أو الكتابة وقال لي مرة: لا تتوقف أو تتردد عندما تأتي هنا أن تمر عليّ، ولا تقل أنني سأقطع عليه أفكاره أو أعوقه عن عمله فإن مجيء مثلك وأمثالك مما يريحني بعض الوقت من التركيز المستمر في العمل لآخذ في مثل هذه الجلسة والأحاديث راحة الفكر. جئته ذات أصيل في منزله الحالي وكان يتكلم بالهاتف فأشار إليّ بالجلوس وهو يكتب الكلام الذي يسمعه من الهاتف ويستوضح من المتكلم عن جبل من الجبال عن كافة المعالم المحيطة به ووصفه ولونه والأودية التي حوله وغير ذلك من المعلومات، وكان يومها يجمع مادة كتابه (جبال الجزيرة العربية) ولما انتهى من المكالمة سلمت عليه وبادرني بقوله: هذا الجبل الذي كنا نتحدث فيه من جبال منطقة نجران. ثم استمر الحديث عن هذه الجبال وأطلعني على بعض المعلومات التي جمعها وكانت في إضبارة بجانبه، كان- رحمه الله- لطيف المعشر دمث الأخلاق، أنيس المجلس، كريم النفس، سألته مرة عن الفترة التي أمضاها في حائل فقال: إن صلتي بحائل لم تنقطع حتى الآن، فقد زرتها قبل بضعة أشهر ولا أزال لدي من الأصدقاء وهناك من يزورونني ولي صلة معهم وأزورهم، فقلت له: ولكنك لم تكتب عن حائل ولم تذكر تلك الفترة الزمنية التي أمضيتها هناك، فوجم قليلاً، ثم غير مجرى الحديث فعلمت أنه لا يريد الإجابة عن سؤالي.

وقد شرفني ليلة في منزلي بالروضة بالرياض عام 1414هـ ومعه رفيقه يومذاك الراوية رضيمان بن حسين الشمري وسمرنا ليلة شعرية جميلة مع بعض الأصدقاء والرفاق من بعد صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل حوالي أذان الفجر ونحن في جو شاعري وتراثي لن يزول من الذاكرة. واستمرت العلاقة مع أبي عبدالعزيز- رحمه الله- حتى بعد توقف الطباعة عند مطبعتهم.

والشيخ عبدالله بأعماله البارزة لا يحتاج إلى شاهد مثلي فهي برهان ساطع على ما قام به من آثار في كتبه التي خلد فيها اسمه جعلها الله في ميزان حسناته، وسيبقى بيننا حياً بكتبه وإن غاب شخصه، والآن ليس له منا إلا الدعاء له بالمغفرة والرضوان وأن يتغمده الله بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته إنه سميع مجيب. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة