Sunday  05/06/2011/2011 Issue 14129

الأحد 03 رجب 1432  العدد  14129

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

يفرط العلماء والباحثون في اكتشاف وسائل حديثة في خدمة الإنسان، ولعل الهواتف النقالة بكل تقنياتها وسرعتها وإمكاناتها، جعلت من حياة الإنسان يسرًا وقربًا وتواصلاً، مع أنها شغلته، وزادت في شتاته بل في غربته، عن الأقرب، والأهم في بعض استخداماتها، أو متاحاتها..

هذه الهواتف من حيث تحفظ للمرء ما يخصه، هي تكشف عنه ما يخصه، وهي من حيث تفرحه، غالبًا ما تكدره، هي وبال على ميزانيته، وهي ملتهمة لوقته.., يحار حين تنقطع به لفراغها من الشحن الكهربائي، لذلك ابتدعت سبل الشحن وتعددت أقنيتها ووسائلها، فحيث تتوالد الطاقة يمكن أن تمد هذه الهواتف، وتجعلها في متناول الاستخدام هذا الجانب الإيجابي، لكنه يتجه للإضرار بالإنسان لا بفائدته حين يقول الباحثون إن موجات تسري من جسد الهاتف لجسد الإنسان تصعقه العواصف بمثل ما تدمر خلاياه الإشعاعات وذبذباتها، وأخيرًا ربط الباحثون بين الهواتف النقالة وتركيبة شحناتها بمرض السرطان، بل منذ زمن استخدامها وانتشارها المبدئي قيل إنها ليست جيدة عند الاستخدام في مجال يتحرك فيه الأطفال دون الثامنة عشرة، حيث تؤثر في نمو خلاياهم، وضمور قدراتهم العقلية،...

الآن وبعد أن غدا الإنسان الرفيق لهاتفه الجوال وليس العكس، ومنذ هيمن هذا الهاتف على الإنسان وليس العكس، ومنذ استقطب الهاتف الجوال جميع أفكار ومشاعر واهتمام الإنسان وليس العكس، فإن هذا الجهاز الصغير المهم والخطير استطاع المبتكرون أن يجعلوه وسيلة علاج لما يكبته الإنسان من قوى صوتية، حيث وجدوا أن صوت الإنسان وهو يصرخ عاليًا يتناغم بقوة مع مكونات الجوال فتتدفق فيه الطاقة الكافية لشحنه وإعادة تعبئة بطاريته.. فتخيلوا كم يزيدكم هاتفكم المتنقل بكم ومعكم من تخفيض في أسعار الشحن الكهربائي، وفي عدم انتظاركم توفير شاحن وملقم كهربائي، إذ حيث تمشون وتجلسون وتتحركون في الشارع والبيت والعمل والعربة في البر والبحر ما عليكم حين يصمت هاتفكم لفراغه من الشحن أن تمسكوا به وتصرخوا بأعلى أصواتكم لتمدوه بالطاقة الكامنة في ذبذبات أصواتكم..

هو يتم تعبئته، وأنتم تفرغون القوة السالبة الكامنة فيكم...

تريحونه وترتاحون..

المضحك هو أن تتخيلوا أنفسكم وكل واحد يمسك بهاتفه ويصرخ بأعلى صوته.. كيف سيكون منظر المكان الذي تكونون فيه..؟ الشارع والناس تصرخ فيه، والمعبر والمكتب وأي مكان..

لله فيما خلق شؤون، وللإنسان فيما يبتكر علل...

واللهم احفظ لنا عقولنا ولا تدمرنا بما نملك...

 

لما هو آت
اصرخ من أجل هاتفك..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة