Sunday  05/06/2011/2011 Issue 14129

الأحد 03 رجب 1432  العدد  14129

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

بغض النظر عن كم الذين لم ترق لهم القرارات التاريخية والقوية التي أصدرها اتحاد الكرة مؤخراً على اعتبار أن أكثرهم إنما مارسوا الاختلاف من أجل الاختلاف على طريقة (خالف تُعرف) ليس إلا.

ذلك أن الذين ينشدون ويتطلعون إلى آفاق أكثر انضباطاً والتزاماً بالأنظمة والعمل وفقها وتحت مظلتها.. هم الأكثرية، وهم من يعوّل عليهم في الدعم والمساهمة الفعالة بإحداث نقلة نوعية في أساليب وطرق إدارتنا وتعاملاتنا مع شؤوننا الرياضية بعيداً عن الارتجالية، وعن الاعتماد على عوامل (الفراسة) في تسيير الأمور التي تتطلب قدراً عالياً من التنظيمات والأسس المرتكزة على العلم والمعرفة كي يتسنى ويسهل تطويع الأشياء لسلطة الأنظمة والالتزام بها دون الاكتراث بمن لا يستطيعون العمل إلا وسط الأجواء الفوضوية والاستثمار فيها..؟!

نعم: هذه القرارات الجريئة (الضرورية) التي جاءت مواكبة للانطلاقة الحديثة الموفقة التي يقودها أميرنا الشاب الطموح (نواف بن فيصل).

هي بشارة خير بمستقبل أكثر إشراقاً يسود فيه الانضباط والنظام.. وتديره الكفاءات والعقول المستنيرة المتسلحة بسلاح العلم والمعرفة.. حيث لم يعد ثمة أي مجال للأعمال المبنية على الاجتهادات وعلى الأساليب البدائية, لاسيما في هذا العصر الذي أضحت تدار معظم شؤونه في كل أصقاع الدنيا بأسلحة العلم والمعرفة ومواكبة المتغيرات وتسارعها دون كل أو ملل.

ردحاً من الزمن وقيادتنا الرياضية تحمل وتتحمل أعباء فشل الكثير ممن أنيطت بهم المسؤوليات، ومُنحت لهم الصلاحيات، ولكنهم بدلاً من أن يكونوا عوناً لها صاروا عوناً عليها وتسببوا في إحراجها كثيراً.

إن الأوجاع التي ألمت برياضتنا مؤخراً بعد أن كانت ملء السمع والبصر.. ولم تأت من فراغ، وإنما أتت كثمرة لحرث لم تتكامل ولم تتضافر فيه كافة الجهود وفق انطلاقة تطلعيّة موحدة بين القيادة وبين بعض العناصر المسؤولة، في بعض المفاصل المهمة للمنظومة.

فالقيادة - دون شك - تريد وتعمل على تحقيق النجاح والسير قدماً، في حين أن تلك العناصر إما أنها لا تمتلك مقومات المسايرة، أو أنها لم تبرح إطار الاهتمام بمصالحها الخاصة على طريقة (أنا ومن بعدي الطوفان)..؟!

وأحسب أن خطأ القيادة إنما يتمثل في كونها - بحلمها وصبرها - ظلت تحمل عن هؤلاء كل الأخطاء الكوارثية المتعاقبة.. فلو أنها عملت على محاسبتهم عند أول أو ثاني خطأ، لما تمادوا في ارتكاب الأخطاء التي تحولت تدريجياً إلى فضائح كنا في غنى عنها..؟!

بالمناسبة: كتب أستاذنا الكبير (تركي ناصر السديري) منذ موسمين - على ما أعتقد - واصفاً أمانة اتحاد الكرة بـ (المخ) شارحاً الأضرار التي تصيب الجسد حينما يعجز المخ عن العمل بالكفاءة المفترضة.

كاتبنا الكبير لم يكتب في حينه اعتباطاً أو لمجرد نزوة الكتابة، وإنما كتب على خلفية واقعة ما من ضمن سلسلة طويلة من الوقائع المتلاحقة التي ظلت ملازمة لعمل ذلك المرفق الذي شبهه بالمخ المعطّل كأصدق وأدق تشبيه.

الخلاصة

يا سمو الأمير: سدد الله خطاك.

أنا لا أحتاج إلى تزكية من أن السواد الأعظم يطالبون سموكم بالمضي قدماً في مشروع الإصلاحات التي من أهمها اجتثاث العناصر التي أثبتت الأيام والتجارب بأن أضرارها أكبر وأكثر من نفعها.

نطالب سموكم باتخاذ المزيد والمزيد من الخطوات والقرارات الحاسمة والصارمة التي من شأنها أن تعيد الأمور إلى نصابها لكي تعود لوجهنا الرياضي إشراقته.

فلقد مللنا المجاملات، ومللنا نتاج الصبر على من فشلوا لسبب أو لآخر في إثبات أحقيتهم بتولي المسؤوليات والنهوض بمتطلباتها.

ذلك أنه لن ينصلح حال رياضتنا إلا بتنظيف مفاصلها من المتخاذلين والمتقاعسين، والذين يرون في احتلال المواقع الحساسة فرصة ثمينة للاشتهار وبناء قاعدة عريضة من العلاقات العامة على حساب الواجبات الأساسية المنوطة بهم..؟!

استدراك

قبل أن أنهي موضوعي.. لا بد من التأكيد للجميع بأنني ما عنيت شخصية بعينها، أو جهة بحد ذاتها، بقدر ما عنيت كل شخص وكل جهة، له أو لها علاقة بما أصاب كرتنا من تشوهات ما كان يجب حدوثها بأي حال من الأحوال.

من حكم العرب:

(أعط القوس باريها)

ومنها أيضاً:

(صديقك من صدقك لا من صدّقك)

 

في الوقت الأصلي
المزيد.. المزيد يا سمو الأمير
محمد الشهري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة