Monday  06/06/2011/2011 Issue 14130

الأثنين 04 رجب 1432  العدد  14130

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأولى

      

على كثرة وأهمية ما حققته المملكة من مشروعات ضخمة، وإنجازات كبيرة، ومن تطور هائل، في عهد تميّز بالعطاء والسخاء، وذلك خلال سنوات قليلة، فإنه يمكن القول والنظر إليها باعتبارها شاهداً على الإرادة القوية لخادم الحرمين الشريفين في خدمة شعبه وتصميمه في توظيف كل هذا في بناء دولته المتحضرة والعصرية القائمة على أعلى مستويات التميز التي تليق بمكانة مواطنين أحبوا وأخلصوا لعبدالله بن عبدالعزيز، كما يحب ويخلص الأوفياء لقادتهم الاستثنائيين في التاريخ، فالأرقام والتواريخ والأمكنة والأزمنة والشواهد والعلامات كلها تتحدث عن الصور المضيئة عن كل ما أهداه هذا العهد الزاهر لأبناء المملكة، بما لا يمكن أن يتصوّره إنسان أو يفكر به مراقب، وبخاصة حين يقترن هذا المنجز أو ذاك بالفترة الزمنية القصيرة التي تحققت فيها هذه المشروعات، لولا أن من أمر بها ووقف خلفها ملك مصلح بحجم وتصميم وإخلاص عبدالله بن عبدالعزيز.

* * *

يقودني إلى هذا الكلام، فرحي كلما استعرضت التنمية المستدامة للموارد البشرية في بلادي، وتحديداً حين قاد هذا الملك الشجاع مبادرته غير المسبوقة باستحداث برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي منذ العام 1426هـ بحيث يشمل الطلاب والطالبات -لا الطلاب فقط- وفي مختلف التخصصات ولعدد من الدول، ما يعني أن المملكة وفقاً لتفسير هذه المبادرة التاريخية مقدمة وبقوة لأن تصبح (منافساً عالمياً في سوق العمل ومجالات البحث العلمي) فضلاً عن دعم القطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات السعودية المتميزة من الجنسين في تخصصاتها.

* * *

فالتعليم النوعي والمتخصص هو قضية عبدالله بن عبدالعزيز الأولى، وشغله الشاغل، وهمّه الأكبر، ومن أولويات اهتماماته- حفظه الله - تطويره والتوسع في مجالاته، وطرق كل الأبواب والقنوات واستخدام كل الآليات التي تمكن أبناء وبنات الوطن من أن يكونوا في مستوى تطلعاته وآماله التي أعلن عنها منذ مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية، وحسناً إذ كان المبتعثون من بنين وبنات وهم في ديار يتلقون تعليمهم ويتفوقون دراسياً، ويلتزمون بالقيم والشعور بالمسؤولية، ويقدمون صورة ذهنية جميلة للآخرين من أن المبتعثين السعوديين لا يصرفهم أو يلهيهم أو يغريهم شيء عن الهدف النبيل الذي ابتعثوا من أجله، وكيف لا يكون الموقف هكذا وكل واحد منهم ينتمي إلى بلاد تحتضن الحرمين الشريفين، وتشرف بأنها مهد الإسلام وقبلة المسلمين.

* * *

لقد تم اختيار أفضل الجامعات لتعليم أولادنا وبناتنا في أهم التخصصات المتميزة، وفي جميع المراحل الدراسية ما بعد الثانوية، وفق معايير علمية دقيقة، وإجراءات تنظيمية تسمح لنا بأن نقول: إن هذه الخطوة الكبيرة سوف تغير في خريطة التعليم نحو الأفضل من حيث المستوى وتعدد التخصصات ومصادر تلقي العلوم، الأمر الذي يجعل مثل هذا التوجه الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين محل التقدير والإشادة والترحيب، وخصوصاً أنه يتزامن مع التوسع في عدد الجامعات بالمملكة التي زاد عددها من ثماني جامعات في بداية عهده إلى ثلاثين جامعة حكومية حتى الآن.

* * *

وبالتأكيد فإن برنامج خادم الحرمين الشريفين وهو يوفر فرص الابتعاث للتعليم الجامعي والعالي مركزاً على التخصصات العلمية للطلبة والطالبات، وتحديداً على ما يحتاجه سوق العمل في المملكة، وقد بدأ بخمس سنوات ثم مدد خمس سنوات أخرى، بحيث بلغ العدد أكثر من مائة وعشرين ألف مبتعث ومبتعثة حتى الآن، لن يكون إلا الخطوة الأولى التي سوف تتبعها خطوات أخرى، وما افتتاح جامعة الملك عبدالله ثم جامعة الأميرة نورة، وما هذه المنشآت الضخمة للجامعات في المملكة، ثم التوسع فيها حيث أصبح للمحافظات حظ منها، متزامناً ذلك مع برنامج خادم الحرمين للابتعاث، إلا دليل ومؤشر على أن القادم سوف يكون بمستوى الإرادة والتصميم والحزم الذي يقود بها خادم الحرمين الشريفين إدارة مصالح شعبه.

* * *

لقد اكتفيت بهذا الإيجاز عن هذا الإنجاز دون غيره من الإنجازات المهمة بوصفه وباعتباره يخدم بقية منظومة الإنجازات الأخرى التي تنفذ بسواعد الأبناء وحدب البنات، وبتوجيه ودعم كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقد بدأت نتائجها تؤتي أكلها في تأهيل المواطنين والمواطنات بثقافات متنوعة وعلوم وتخصصات متميزة، يتساوى في ذلك المواطن والمواطنة بعد أن أتاح الملك عبدالله بن عبدالعزيز الفرصة أمام الفتاة ليكون لها حصة في برنامجه - حفظه الله - في الابتعاث أسوة بأخيها الطالب، مثلما ساواها في فرص التعليم بالداخل وفي الوظائف القيادية، وهكذا هم القادة الكبار الذين يحسنون العمل، ويعدلون بين المواطنين، ويساوون في الفرص بين أفراد الشعب، فالعدل أساس الحكم، وهذا لا يقدر عليه إلا من هو بمستوى إرادة وحكمة وإخلاص عبدالله بن عبدالعزيز.

* * *

وعلينا أن نعترف - بعد كل هذا - بأن هناك من الناس من لم يستوعب أهمية الابتعاث للخارج، مطالباً بالاكتفاء بالتعليم محلياً، دون أن يعي أنه بهذا التفكير العقيم والنظرة القاصرة كمن ينادي بحرمان أبناء وبنات الوطن من فرص تعليمية ذهبية أتاحها لهم خادم الحرمين الشريفين، ضمن خطط طموحة أهمها تطوير التعليم، وتحسين أدواته، وتنويع مصادره، بما لا يدع مجالاً للتشكيك في جدوى هذا التوجه، أو الارتداد عنه، أو التفكير بغيره، في ظل عهد زاهر تميَّز بما أشرنا إليه، على أن ما لم نقله عن قنوات التميّز التي اقتحمها عبدالله بن عبدالعزيز - وبخاصة عن الابتعاث - أكثر بكثير مما أشرنا إليه واستوعبه هذا المقال.

 

الابتعاث للطلاب والطالبات:رؤية غير مسبوقة لقيادة الملك عبدالله
بقلم: خالد المالك

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة