Monday  06/06/2011/2011 Issue 14130

الأثنين 04 رجب 1432  العدد  14130

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

تغطية خاصة

 

صندوق الاستدامة المالية بمؤسسة سليمان الراجحي الخيرية نقلة نوعية للعمل الخيري
وزير الشؤون الاجتماعية: الصندوق ستكون له آثار إيجابية تضمن استمرار خدمات الجمعيات الخيرية

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تُعَدُّ التنمية المستدامة ذات أهمية في النشاط الاقتصادي واسـتخدامه الموارد الطبيعية في العملية الإنتاجية، وينعكس ذلك على نمط حياة المجتمع، بما يحقق التوصل إلى مخرجات ذات نوعية جيدة للنشـاط الاقتصادي وترشـيد اسـتخدام الموارد الطبيعية، بما يؤمن اسـتدامتها وسـلامتها دون أن يؤثر ذلك الترشـيد سـلباً في نمط الحياة وتطوره.

وتُشـكِّل الدول الصناعية حالياً ما نسـبته نحو 20 % من ســـكان العالم، وتعتمد اقتصاديات هذه الدول على حوالي 80 % من الموارد الطبيعية المتاحة عالمياً، وهذا يُشـكِّل ضغطاً خطيراً على الموارد الطبيعية في الأرض، وخصوصاً في ظل انعدام التنمية في المناطق الفقيرة في العالم.

وتُعتبر تنمية الموارد المالية للمؤسسات الخيرية من أكثر الجوانب أهمية وحيوية؛ فعليها يتوقف حجم نشاط المؤسسات الخيرية وتنوعه ومستواه وأثره في المجتمع. ولا شك أن هذه المؤسسات تُعرّض نفسها للمخاطرة إذا كانت النسبة الكبرى من تمويلها مستمدةً من مصادر قابلة للتأثر أو الانقطاع مثل الإعانات الحكومية أو التبرعات المؤسساتية والفردية؛ لذلك لا بد من جعل الاستدامة المالية للمؤسسات الخيرية الخيار الاستراتيجي الذي يضمن الاستمرار والتطوير - بإذن الله -.

آثار الاستدامة

على المؤسسات والأفراد

لكون الاستدامة تضمن للمؤسسات العاملة في مجال التنمية عدم نضوب مصادر التمويل، وتساعدها في تحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس، فإنه تترتب على ذلك آثار إيجابية عديدة تخدم المصلحة العامة والخاصة على حد سواء، منها:

ضمان استمرار المؤسسات التنموية في تقديم خدماتها حال انقطاع الدعم عنها.

زيادة فاعلية استثمار الموارد المالية (تدوير رأس المال العامل بالمشروع).

صياغة جيل معتمد على ذاته من خلال تمكينه من وسائل الإنتاج.

المساهمة في الحدّ من ظاهرة الفقر في المجتمع وتوفير فرص وظيفية من خلال تدوير رأس المال.

تطوير مفهوم العمل الشامل بالتنمية المستدامة اجتماعياً واقتصادياً.

وقد بيّن رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة سليمان الراجحي الخيرية الدكتور عبدالرحمن بن سليمان الراجحي أن أهم الأسباب والمبررات لتبني المشروعات المستدامة هي:

* الكثير من مؤسسات القطاع الخيري في المملكة العربية السعودية تعتمد في تمويل برامجها ومشاريعها على الدعم الحكومي والأهلي.

* الكثير من هذه المؤسسات ترى أن تقديم المساعدة للفقراء يجب أن يبقى دوماً مِنحاً غير مستردة.

* الكثير من هذه المؤسسات ترى أن المستفيدين من برامجها يجب ألا يتحملوا أي مبالغ مالية مقابل الحصول على الخدمة.

* الكثير من هذه المؤسسات تعتبر أن الاستدامة وتحقيق الاستمرارية في التشغيل مُهمّة القطاع الخاص التجاري وليس مهمتها.

* الكثير من هذه المؤسسات تفترض أن الممولين سيستمرون للنهاية في تقديم الدعم؛ وبالتالي فهم ليسوا بحاجة إلى الاستدامة بجميع أنواعها.

* الكثير من هذه المؤسسات ترى أن الفقراء لا يمكن تطويرهم أو تحويلهم إلى جيل معتمد على ذاته.

هذه الأسباب جعلت من العاملين في المؤسسات الخيرية وسطاء يستلمون المال من المحسن ويسلمونه بشكل مباشر أو غير مباشر للمستفيد دون إحداث أي تأثير تنموي على المجتمع.

المؤسسة حريصة على الريادة في العمل الخيري

وشدَّد الدكتور عبد الرحمن الراجحي على أهمية الريادة في العمل الخيري، الذي تحرص على القيام به المؤسسة، إيماناً منها بمسؤولياتها تجاه المجتمع؛ حيث أنفقت على مختلف المشروعات خلال السنوات الماضية في مجالات متعددة كالمجال التعليمي، والصحي، والاجتماعي، والإعلامي، والدعوي، وبناء المساجد، وحَفْر الآبار، وما زالت تسعى لتقديم خدماتها إلى الشرائح كافة بمختلف المناطق.

وحرصاً من المؤسسة على التميز في برامجها والتوسع في أنشطتها تبنت مبادرات عدة، منها صندوق الاستدامة المالية. ويمثل الصندوق نقلة نوعية في فكر وثقافة العمل الخيري للجهات الخيرية. ويهدف صندوق الاستدامة المالية الذي أنشأته مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية إلى دعم برامج الجمعيات والمؤسسات الخيرية ومشروعاتها وتمويلها قروضاً حسنة لتدوير رأس المال وتوسيع نطاق الاستفادة منه على مستوى المملكة.

والقروض الحسنة سوف تُمنح للجمعيات التي تتقدم بطلب إلى الصندوق لتمويل ما تتبناه من مشروعات وبرامج يعود نفعها على المستفيدين من الجمعيات، وذلك بعد دراسة الطلبات من قِبل الهيئة الإشرافية للصندوق وإقرارها، على أن تُسدَّد القروض وفق الآلية المعتمدة لدى الصندوق.

ومن جانبه أكد وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين أن صندوق الاستدامة المالية سيُطبِّق الضوابط على الجمعيات أو المؤسسات الخيرية المتعثرة، التي لم تسترجع القرض الذي حصلت عليه من الصندوق.

وقال العثيمين: إن الصندوق يُعَدّ إحدى مبادرات مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي. وأشار إلى أنه سيتم التقدم بطلب القرض مباشرة من الجمعية إلى الصندوق عبر موقعه الإلكتروني. داعياً الجمعيات والمؤسسات الخيرية إلى أن تتجه نحو الوقف الإسلامي الخيري؛ لأنه يُعَدّ أفضل وعاء استثماري وتنموي للأموال؛ حيث إنه وعاء شرعي وتقليد إسلامي منذ مئات السنين، وأثبت نجاحه.

وتابع: الصندوق يهدف إلى تقديم القرض الحسن والميسر للجمعيات والمؤسسات الخيرية المرخص لها من الدولة، وهذا النمط الجديد من أساليب ممارسة العمل الخيري في المملكة ليس قائماً على المساعدات المباشرة، وإنما قائم على ما يُسمى الآن بالاستدامة؛ حيث تحصل الجمعية أو المؤسسة الخيرية على هذا القرض الحسن.

تجربة رائدة في هذا المضمار

وقال وزير الشؤون الاجتماعية إن الجمعيات والمؤسسات الخيرية تحظى بإعانة الوزارة وبدعم من المتصدقين والمزكين، ولكنهم يحتاجون إلى مشاريع قد تتطلب مبالغ كبيرة مثل بعض المنشآت والمراكز والمشاريع الخيرية التي تتطلب الأموال. لافتاً إلى أن مؤسسة سليمان الراجحي تُقدّم تجربة رائدة في مجال العمل الخيري.

وحول وجود تنسيق مع وزارة الداخلية لكي لا تصرف الجمعيات أو المؤسسات الخيرية هذه المبالغ في بعض العمليات المشبوهة قال العثيمين: إن الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المملكة تخضع لمراقبة حثيثة من جميع الجهات ذات الصلة؛ حيث إن هناك محاسبين قانونيين معتمدين في جميع أنحاء المملكة يراقبون جميع الجمعيات والمؤسسات الخيرية والحسابات معروفة. مضيفاً: لم أسمع أو أتلقَّ أي شيء بالنسبة للجمعيات أو المؤسسات الخيرية داخل المملكة المرخص لها من الدولة، وهذا شيء نفتخر به.

أمام ذلك وصف وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين صندوق الاستدامة المالية بالنقلة النوعية في مسيرة العمل الخيري. مبيناً أن الصندوق ستكون له آثار إيجابية، منها ضمان استمرار خدمات الجمعيات الخيرية والنهوض بها، وزيادة فاعلية الموارد المالية لها، وبناء جيل يعتمد على ذاته في التطوير والإنتاج، والإسهام في توفير فرص وظيفية من خلال إعادة تدوير رأس المال.

من جانبه كشف الأمين العام لمؤسسة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الراجحي أن الصندوق سيبدأ باستقبال الطلبات من تاريخ الإعلان، ولمدة شهر. مشيراً إلى أنه سوف يخدم مشاريع عدة تسترجع للمؤسسة، والمبالغ التي تُسترجع تُموَّل بها مشاريع أخرى، بمعنى أنها عملية لتدوير المال، وهذا يعتبر منظومة مالية، وهي التجربة الأولى في المملكة.

توسيع نطاق الاستفادة

وبيّن الأمين العام لمؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية أن الصندوق سوف يسهم في تنمية الموارد المالية للجهات الخيرية المصرح لها وفق مبدأ التنمية المستدامة. مبيناً أن الصندوق سيدعم برامج الجمعيات والمؤسسات الخيرية ومشروعاتها ويمولها قرضاً حسناً لتدوير رأس المال وتوسيع نطاق الاستفادة منه على مستوى المملكة.

وحول رأسمال الصندوق وتمويله قال الراجحي: إن مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية ستلتزم بتمويل الصندوق تمويلاً كاملاً بمبلغ قدره مائة مليون ريال على سبيل القرض الحسن المسترد بعد نهاية مدة عمل الصندوق التي تصل إلى خمس سنوات قابلة للتجديد، وذلك بميزانية تصرف مقسطة على أربع سنوات، يصرف منها 15 مليوناً في السنة الأولى و25 مليوناً في السنة الثانية و30 مليوناً في كل من السنتين الثالثة والرابعة.

وأشار الأمين العام إلى أن قيمة مبلغ القرض يُحدَّد على ضوء تقييم دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، ويكون الحد الأدنى لمبلغ التمويل (500.000) خمسمائة ألف ريال سعودي، والحد الأعلى (3.000.000) ثلاثة ملايين ريال سعودي. ونوه الأمين العام لمؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية برعاية الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية حفل تدشين الصندوق. مشيراً إلى أن هذه الرعاية تأتي تأكيداً وتجسيداً للدعم اللا محدود الذي تقدمه وزارة الشؤون الاجتماعية للجمعيات والمؤسسات الخيرية.

خطوات واثقة في طريق

دعم العمل الخيري

من جهته أكد الشيخ محمد الخميس، مدير إدارة العمل الخيري في مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية رئيس الهيئة الإشرافية للصندوق، أنه يمكن لأي جهة خيرية التقدم بطلب قرض من صندوق الاستدامة المالية. وذكر أن التقديم على الصندوق، على صندوق الاستدامة المالية، عن طريق الموقع الإلكتروني www.estdama.com. ويبدأ التقديم على المشروع من تاريخ الإعلان، ولمدة شهر.

وأكد أن المؤسسة قد حرصت بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية على تقديم رؤية شاملة ومتكاملة لتقديم الدعم المادي الدائم للجمعيات والمؤسسات الخيرية وفق رؤية واضحة الأهداف.

وقال الدكتور عبد الرحمن العشماوي: إن هذا الصندوق يؤكد لنا أننا نسير بخطوات واثقة في طريق دعم العمل الخيري دعماً ذاتياً؛ حتى لا يظل معتمداً على الموارد التي تزيد وتنقص حسب الظروف. معتبراً أن فكرة إنشاء صندوق الاستدامة تُعَدّ فكرة رائدة لدعم برامج الجمعيات والمؤسسات الخيرية.

من جهة أخرى أشاد عدد من العاملين في القطاع الخيري بالجهود التي تبذلها الجهات المانحة في دعم العمل الخيري وإنجاز العديد من المشروعات التي تعود عليه بالنفع، وأكدوا أن من المشروعات ذات الفائدة الكبيرة كصندوق الاستدامة الذي نفذته مؤسسة الراجحي لمساعدة الجمعيات الخيرية على إقامة مشروعات بتقديم قرض حسن يتم استرداده مستقبلاً أثرها عظيم على المجتمع. وأوضحوا أن مثل هذه المبادرات الخيرية لها أثرها الكبير على تطوير أعمال الجمعيات الخيرية بصفة خاصة والعمل الخيري بصفة عامة.

دعم منظم وقائم على أسس

في البداية تحدّث سعد بن محمد الشمري من جمعية البر الخيرية بروضة هباس بالحدود الشمالية مشيداً بإنشاء صندوق الاستدامة، وقال: إن ذلك ليس غريباً، منها - أي مؤسسة الراجحي -، ولاسيما أنها تُعَدّ مؤسسة رائدة بالعمل الخيري خلال السنوات الماضية، ولا أظن أن هناك جمعية خيرية في أي منطقة إلا ولها يد فيها، ولها دور كبير في رعايتها، كما تتميز مؤسسة الراجحي عن غيرها من الجمعيات بأن دعمها منظَّم ومبني على أسس، وأنها تطالب بوجود تقارير تُرفع من الجمعيات إليها بصفة دائمة، وعملها يقوم على معايير، منها معايير لمجلس الإدارة واللائحة التنظيمية والموازنة السنوية وتدريب العاملين، وتقارير دورية، وإذا طُبِّقت هذه المعايير تحصل على نقاط، ومن خلال النقاط تحصل على الموافقة.

ومن جانبه يقول محمد عبد الرحمن العبد القادر من الجمعية الخيرية للمساعدة على الزواج (وئام) في المنطقة الشرقية: إن صندوق الاستدامة التي أنشأته مؤسسة الراجحي الخيرية جاء ليدعم مشاريع الجمعيات الخيرية السنوية عموماً، ومنها الرعاية الأسرية خاصة، وهو سيكون ذو فائدة إيجابية على الجمعيات الخيرية - بإذن الله -.

بصمات واضحة

وعن أثر مؤسسة الراجحي الخيرية في العمل الخيري يقول العبد القادر: بصماتهم واضحة في الجانب الإداري والمالي، وكذلك المبادرات التي قامت بها المؤسسة، وكان آخرها صندوق الاستدامة المالي، الذي يُعتبر نقلة نوعية ومبادرة أكثر من رائعة في المجال الخيري الاجتماعي. كما أنه على الجانب الإداري من متطلبات التقديم لمؤسسة الراجحي لطلب الدعم، وحتى تتمكن الجمعيات الخيرية من ذلك، يشترط عليها الالتزام والمصداقية.

أما خالد إبراهيم الفالح من (المستودع الخيري - الأفلاج) فيقول: إن صندوق الاستدامة الذي أنشأته مؤسسة الراجحي جاء في مصلحة المؤسسات والجمعيات الخيرية، وهي لها جهود جبارة، وليس هناك مؤسسة مثل الراجحي؛ فجزاها الله خيراً على جهودها، وقد طوروا الجمعيات، وتُشكر مؤسسة الراجحي الخيرية على اهتمامها بكيفية تطوير قدرات المحتاج؛ حتى يستطيع الاعتماد على نفسه، وألا يكون الهدف إملاء البطون بل كيف أدرِّبه وأوظِّفه؛ لينفع نفسه وأهله؛ فجزاهم الله خير الجزاء.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة